باب النجار أو باب الوزارة

لماذا يترك النجار بابه مخلعاً؟، ممكن على سبيل الدعاية، فعندما يرى الناس حال بابه يتذكرون أحوال أبوابهم، ربما لأنه مشغول بإصلاح أبواب الآخرين، قد يكون السوق “حامياً” ولا يريد تركه للمنافسين، ولابد أن منافسيه تركوا أبوابهم مخلعة أيضا، هذه هي الأجوبة المعتادة على السؤال أعلاه، لكن هناك جواب أخر، ربما أن النجار لا يملك الأدوات والمواد الأولية لإصلاح بابه، من مسامير وألواح..الخ، وهو يجتهد في إصلاح أبواب الآخرين حتى يتمكن من توفير تلك الأدوات والمواد.
جاء بالنجار وبابه الشهير إلى هذه الزاوية، رسالة من قارئة وحوار مع صديق، كان الحوار عن البطالة، والصديق يعاتبني برفق على بعض ما أكتب، وتحدثنا عن دور وزارة العمل في قضية السعودة ومواجهة البطالة وأخطارها على مجتمعنا، قال لي صديقي إن وزارة العمل “ما بيدها شيء!؟، واختلفت معه، أعتقد أن لكل وزارة يداً ولساناً، وتستطيع أن تفعل شيئا إذا ما توفرت الإرادة و الإدارة، أعلم أن موضوع السعودة ومحاصرة البطالة موضوع شائك ومعقد وكبير ، وهو لا يمكن أن يختزل في عملية استبدال موظف بموظف، إضافة إلى اجتهاد بعض من يحاربونه في زيادة تعقيده، وبعض أخر يساهم عندما لا يتحمل واجبه الوطني، خصوصا القطاع الخاص، في تراكم مشكلته لتصبح مستعصية على الحل، وأعلم أيضا أنه من الممكن أن يكون سهلا وميسرا وغير مستعصٍ عن الحل!؟.
لنترك السعودة قليلاً حتى نصل لباب النجار، من خلال رسالة من موظفة في وزارة العمل على البند الشهير “105”، وهو قريب من بند “الضمان”، ويمكن أن نسميه بند “الضعوف”.
ومشكلة موظفي هذا البند وبند التأهيل العلاجي، انهم “عالقين”، عملهم غير متخصص فهم يعملون ما يوكل إليهم، في حين يشترط التخصص في الوظائف التي تطرحها وزارة الخدمة حاليا، هم لا يستطيعون التقدم للجديد، ولم يثبتوا رسمياً على وظائفهم، المعنى أنهم في مهب الريح، مشروع عاطلين مستقبلاً، لا قيمة لخبراتهم، ولا حقوق، كل هذا مع ضعف الرواتب وجمودها، فإذا علمنا أن بعضاً منهن يتعامل مع أطفال دور الوزارة والمسنين والمعاقين علمنا حجم المشكلة،
إذا كانت وزارة العمل لم تستطع إصلاح وضع موظفيها ليتمكنوا من أداء العمل بنفس راضية، الحد الأدنى على الأقل ، فهل نتوقع أن تستطيع مجابهة قضايا كبيرة مثل السعودة!؟.
هذا ليس تقليلاً من شأن الوزارة، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، ويجب أن تعلم كل الجهات الحكومية أنها معنية بمشاكل التوظيف ومطلوب منها المبادرة لحلها، ومن ضمنها وزارة الخدمة المدنية التي تحولت إلى شؤون موظفين كبيرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.