بين البطاقة والبصمة.. «الحال من بعضه»

كنت أنظر للجوازات السعودية على أنها الجهاز الأكثر تطوراً، القريب من التحديث مقارنة بشقيقتها التوأم إدارة الأحوال المدنية، فالأخيرة تشبه الطالب الذي «غرز» في المرحلة المتوسطة فكبر جسمه وصار يجبر على الجلوس آخر الصف لئلا يحجب «السبورة» عن زملائه. الأحوال المدنية في مشروع تحديث الهوية الوطنية أو «بطاقة الأحوال»، أثبتت عجزاً نوعياً لا يستوعب المتغيرات، وهي، على رغم أنها أول من عمل على المشروع الضخم، لم تستعد له، فكان الازدحام الشهير وارتباك أشهر. وقبل فترة مناسبة أطلقت الصحف من خلال مقالات كتاب وأخبار أجراس إنذار لمعالجة أوضاع الأحوال المدنية وحل صعوبات تعاني منها، بما يمكنها من القيام بالمهمة التوثيقية على أكمل وجه تيسيراً على المواطن والموظف، إلا أن هذا لم يحقق فائدة تذكر.
كان لديّ أمل أن تتعلم الأحوال المدنية من الجوازات، في سرعة العمل وانتظامه، لكن ما حدث هو العكس، تعلمت الجوازات من الأحوال ونتجت من هذا حالة اختناق في مشروع البصمة للوافدين، وهو مشروع وطني مهم كنت وما زلت من المطالبين به. ما يحز في النفس هو أننا لا نتعلم من أخطاء سابقة، نعود غالباً لنبدأ من الخطوة الأولى. الجوازات كانت تعلم بحجم وعدد المراجعين المتوقع، أليست تقوم كل عام بعمل موسمي مشابه! من دون بصمة، فلماذا لم تتجهز أو تجهز بالإمكانات المطلوبة؟ وبدلاً من أن تتطور الأحوال المدنية لتصل إلى قامة الجوازات تراجعت الأخيرة لمستوى الأولى، المشكلة أن كلتيهما تتعامل مع قضية توثيقية أمنية مرجعية، لا يسمح فيها للأخطاء، وفي الازدحام والطوابير إرباك وارتباك وتعطيل ومشقة، وإذا قارنت الزخم الإعلامي الذي صاحب مشروع المرور الجديد من كاميرات وتطبيق مخالفات، لم تتضح تفاصيله حتى الآن، وقارنته بمشروع البصمة يمكن لك رؤية الفرق، مع أن الأخير على مقربة من عنق زجاجة السفر السنوية.
داخل مشكلة الازدحام وسط «الشموس» الساخنة تكمن معضلة أخرى، إذ إن وزارة الصحة تحذّرنا وتطالبنا بتجنّب الازدحام وقاية من أخطار أنفلونزا الخنازير، وربما «تكلفنا» قريباً بتوفير كاميرات حرارية نتجول بها بحثاً عن المرتفعة درجة حرارتهم وتوجيه نداءات لهم مثلما فعلت، عملاً بالمواطنة الحقة، والكاميرات أصبحت موضة حكومية، في حين تعمل جهات أخرى كالجوازات والأحوال على حشد الازدحام وتوفير كل ما من شأنه إنجاحه وزيادة نموه وتراكمه… البشري، فالإنسان هو «عمود» التنمية، ولا بد أن يظل واقفاً في الطابور أطول مدة ممكنة لإضاءة الطريق للأجيال المقبلة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على بين البطاقة والبصمة.. «الحال من بعضه»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هناك نقطة كنت اتمنى التفضل بالاشارة اليها ولها علاقة بما يسمى (الحكومة اللاكترونية). الامورمازالت سواء في الجوازات او الاحوال المدنية لاعلاقة لها بهذه (الكترونية) في مكة المكرمة طوابير من اذان الفجر من اجل الحصول على رقم حجز من اجل استخراج بطاقة الهوية الوطنية وبعدين تروح المعاملة وبعد اسبوعين يعود المراجع لاستلام البطاقة والملف (الاخضر) مازال
    هو البطل في جميع الاحوال حينما سألت الموظف اذا تحصلت على ملف احمر او ابيض ماينفع قال لي اخضر واذا ماهو اخضر معاملتك تأخذها معاك سألته اخذها الى اين قال تطلع لك بطاقة بنفسك وكنت اتمنى اسأله يصير !!! شكرا استاذي

  2. مشعل المرشد كتب:

    اسعدت صباحا

    اليوم اشترى ابي رقم بمائه ريال بسبب الزحمه والبيع على المكشوف !

    صناعه سوق سوداء بسبب التخلف

  3. لدينا التقنية ولدينا الحلول .. لكن أين العقول !!!

  4. أبو مهـا كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    السائق الخاص (أفراد وليش شركات) دار على 3 مواقع في الرياض للحصول على رقم بدون فائدة! في النهاية صار يسنتر (يتمركز) في الفرع الرئيس في طريق الملك فهد لمدة 4 أيام للحصول على رقم. يوم السبت حصل رقم للمراجعة يوم الثلاثاء. المشكلة أنه سفره يوم الجمعة وأنا ما أبغى أنتظر لأخر لحظة يمكن يصير لنا مفاجأة يوم الثلاثاء مثل النظام عطلان أو خلافه! ونتأخر وما نقدر نستخرج تأشيرة الخروج والعودة يوم الأربعاء! السائق يقول أنه فيه أشخاص سعوديين عرضوا عليه ارقام من 300 ريال إلى 500 ريال حسب الموعد المطلوب! بس أنا رفضت!

    بدأت أتصالاتي مع المعارف والزملاء لعل وعسى أحدهم يعرف لنا واسطة في الجوازات يخلصنا. يوم الأحد (لاحظ في 24 ساعة) واحد من الزملاء وجهني لمعرفة في الجوازات في الملك فهد. ذهبت مع السائق الساعة 12:45 ظهراً وخلصت الساعة الواحدة وخمس دقائق! ولله على ما أقول شهيد.

    سؤالي هو ما ذنب من ليسوا لهم واسطه؟ ما ذنب السائق يتأخر عن أرتباطاطه في ديرته وما ذنبي أخسر قيمة التذكرة لو راح علينا الحجز؟ من سيتحمل المسئولية؟ ما هي نظرة السائق الغير مسلم عننا وعن ديننا السامي البرئ من تصرفات أمثال هولاء ضعاف النفوس المتاجرين بظروف الناس الأبرياء؟ يعني أقعد أنا وأهلي سنتين نحاول نعطيه أنطباع جيد عن السعوديون والمسلمون لدعوته للدين الأسلامي ويجئ سفيه من السفهاء يضيع مجودنا بكل بساطه!!!!

التعليقات مغلقة.