في نقطة تفتيش!

نكاد نتكيف مع نقاط التفتيش، والحديث عنها في الحقيقة أكثر من عددها، هذا التكيف لا يعني أننا نريد استمرارها لكن لا بد منها مادامت الحاجة قائمة ، وهي حاجة نتمنى زوالها سريعا.
نقاط التفتيش قدمت فرصة إجبارية لقوى الأمن، من المؤكد أنها ساهمت في الكشف عن أشياء أخرى كثيرة، وليس من المستغرب أن تكون أدت إلى انخفاض عدد سرقات السيارات..مثلا، وهذا تخمين افتراضي لا يقوم على إحصائيات فهي عزيزة علينا، لكنني قبل يومين شاهدت سيارة “مرفدة” على بلك، فقد سرقت إطاراتها، وهو ما يجعلني أدعو للاستفادة من نقاط التفتيش في مواصلة “التنظيف”، فإذا وجدت عزيزي رجل الأمن “كفرا” يختلف عن إطارات السيارة التي تحمله في “شنطتها”، يحق لك الشك إلى أن يثبت العكس، ولابد أن المرور استفاد أيضا من نقاط التفتيش ، وأكاد أجزم أن دخل المخالفات ارتفع، والمرور مبسوط، ولا بد من الملاحظة أن بعضا من هذه النقاط يوضع في أماكن خطرة مثل المنحنيات، ونحن نسرع في العادة لأن ،من خصوصيتنا، أننا نعتقد بالطرق المفتوحة إلى ما لانهاية،
الطريق لدينا تقرره إمكانيات السائق والسيارة!، فنضغط دواسة الوقود على آخرها في طريق قد لا نعرفه جيدا، فكيف إذا كان منحنى شبه مظلم، يقف فيه جندي يمكن أن يتحول إلى الضحية، ومن المهم الإشادة بحسن تعامل رجال الأمن، وهي حقيقة، ومن الضروري أن يزداد وينتقل ، حسن التعامل، إلى المخافر والأقسام ، فالمواطن الذي يطالب، دائما، بالتعاون مع الأمن وهذا واحد من واجباته، من حقوقه أيضا أن يحترم في كل الظروف والأماكن، والدعوة هنا في هذا المقال للاستفادة الكاملة من نقاط التفتيش التي فرضتها ظروف التفجيرات الإرهابية، لصنع تفاعل مبني على الاحترام وحفظ الكرامة بين المواطن ورجل الأمن، فهي علاقة تكاملية مستمرة يجب المحافظة عليها وزيادة زخمها.
والواجب الذي يقوم به رجال الأمن حاليا يجب أن يقدر ويشكر من المواطن والمقيم، إن دعاء أو شكراً منك وأنت تتجاوز رجل الأمن الذي يقف في هذا الحر والعطش، ويحاول الفرز بين البشر، أقل القليل في حقه وأثره كبير داخل نفسه.
وأمام نقاط التفتيش من المتوقع حصول مواقف طريفة ، لعل من حدث له شيء من هذا القبيل يتحفني به، ولا أنسى أن تعامل رجل الأمن تطور كثيرا ، و كتبت مرة عن الجندي الذي أوقف سائقا وطالبه بإبراز تصريح السلاح، لأن السائق يربط حزام الأمان، هذا قبل فرض الحزام والمخالفة على من يهمله،علما أن البعض لازال يضعه متدلدلا مثل “الكرفته”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.