تصفية حساب

إلزامية العقود أمر متفق عليه، إلا ان هناك طرفاً قوياً يضع ما يرغب به من شروط في العقود، تسنده ادارات قانونية ومحامون وقوة حضور مالي ومعنوي… مع حماية واحتكار قلة، في مقابل طرف ضعيف لا يملك من امره شيئاً، الخيارات أمامه محدودة ومتشابهة بل توائم متصلة وإن بدت منفصلة.
فهم أخ عزيز على نفسي، من مقالي عن «الحصار» الذي يعاني منه المرتبطون بقروض البنوك وشركات التقسيط، ان فيه تشجيعاً أو إغماضة طرف عن المتأخرين أو المماطلين في السداد، ولم يكن هذا من اهداف المقال، بل لا يمكن أن يكون. كان الهدف كما ذكرت ينحصر في مدى قانونية استخدام المعلومات الشخصية من القطاع الخاص وعدم وجود جهة محايدة للرقابة على ذلك، وكيف ان في هذا حصاراً يعاني منه الناس، بسبب خلاف على فاتورة او قسط تم تسديده ولم يدرج او غير ذلك، اضافة إلى مدى أحقية جهات مختلفة في كشف معلومات شخصية لعملاء البنوك والشركات وحصر ذلك فيها، ولو كانت لدينا جهة مقابلة تكشف احوال خدمات البنوك وشركات التقسيط والاتصالات وتحدد الأخطاء لكان هناك شيء من التوازن. من السهل والسريع ايقاف الخدمات عن الناس، لكنهم حينما يبحثون عن حقوقهم تصبح الطرق وعرة ومسدودة.
لقد تمت حيازة «الشفافية» واستثمرت لقلة من الجهات الخاصة، في حين لا تطبق على أحوالها الداخلية شفافية تذكر، فهي تحمي نفسها بالإعلان والدعاية مع الصمت. صارت «الشفافية» سلعة للأقوياء، وفي هذا ظلم واضح.
***
الأخ فيصل العيسى يطالبني بذكر اسم تاجر الحليب الفاسد ان كنت اعرفه. والحقيقة أنني ابحث في هذا الموضوع لمزيد من التوثيق، بخاصة أن القضية لم يحكم فيها حتى الآن. وإلى حين صدور الحكم اهديه هذا الخبر: بثت وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 27 حزيران (يونيو) 2009، خبراً عن جهود اعضاء لجنة الغش التجاري، وجاء في آخره التالي: «يذكر أنه سبق لهيئة ضبط الغش التجاري في وزارة التجارة والصناعة بمشاركة الحملة الأمنية في منطقة الرياض أن قامت بضبط استراحة تتم فيها تعبئة عسل مخالف للمواصفات القياسية، وجرى عرض المخالفين على لجنة الفصل في قضايا الغش التجاري، وأصدرت اللجنة قراراً بمعاقبتهم بمبلغ مئة ألف ريال وإغلاق الموقع الذي وقعت به المخالفة لمدة 30 يوماً ونشر منصوص الحكم في صحيفتين محليتين على نفقة المخالفين».
هل اطلع احد منكم على نشر منصوص الحكم ولو في صحيفة واحدة؟ لم اطلع على شيء من هذا، وسألت بعض المهتمين أيضاً فأجابوا بالنفي، فهل يمكن «واس» ان تتحقق من مصادرها!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على تصفية حساب

  1. ملزم كتب:

    يا اخي اليوم فاحت ريحتنا بين الله وخلقه
    مطاعم تسكر وتفتح
    ناس تتسمم ولا باكي لهم
    وناس تحفر بالصخر وما تلقى من يرد الصوت
    وناس تلعب وناس تتعب
    ومادمت جبت طاري الغش التجاري احب ازيدك من الشعربيت
    ان المسألة غش في غش

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نشر اسم واحد فاسد لايجوز.. ممنوع . نشر اسم واحد قص له شريط لازم وعلى ثلاث صفحات . يااستاذي هذه الانظمة عشان مايزعلونا .. العالم تعمل على ان نكون دائما مبسوطين على البسطة .. يعبوا عسل يعبوا بصل احنا احرار نأكل اللي يعجبنا واللي مايعجبنا نتركه فلسفة جديدة ينتهجها تجارنا الاعزاء .
    وعلى ذكر ارتفاع مستويات الغش وهو احد اشكال الفساد وانخفاض ملحوظ في مستويات الرقابة الافقية الاخبار تقول ان انفلونزا الكلاب الله يعزكم وصلت الحدود ..
    بسم الله الرحمن الرحيم ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ماباانفسهم ) صدق الله العظيم .
    سامحني استاذي والله ماعاد انا عارف ايش اقول وايش اعيد !!

  3. صالح العساف كتب:

    أسعد الله جميع أوقاتك…

    أتمنى أفهم وش سالفة المية ألف هذي؟؟؟؟

    هل هي السقف الأعلى من العقوبات؟؟؟؟

    من يحتال في سوق الأسهم بمئات الملايين يتم تغريمة مبلغ مية ألف!!!

    ومن يحاول أن (يترزق الله) ببيع عسل (غير مطابق) للمواصفات له المية ألف بالمرصاد!!

    هل هناك في نظام المرور مخالفة بمبلغ مية ألف؟؟؟ الله يستر كل شي معقول

    تقبل خالص تحياتي

  4. السلطان كتب:

    السلام عليكم
    مقال رائع الله يعطيك العافيه

    دمتـ
    اخوك

    سلطان

  5. مشكلة إذا كانت حتى واس مصادرها غير موثوقة

التعليقات مغلقة.