ما الذي يمنع هيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي من تخصيص جهد ملموس مبادر للقضاء على تداخل الصلاحيات وضبابية حدودها بين جهات حكومية، أبرزها التجارة مع البلديات والصحة وهيئة الغذاء والدواء والأخيرة مع هيئة المواصفات والمقاييس! والزراعة مع البلديات في قضايا متشعبة منها المبيدات والأعلاف والدواجن واللحوم، ووزارة العمل مع الجوازات في قضايا عمالة سائبة، والأخيرة الآن هي الأكثر سطوعاً.
في العام الماضي اكتشفت أمانة العاصمة عاملاً في مطعم مصاباً بالإيدز، و»بحلت» فيه، أي تورطت، فلا جهة رسمية استقبلته منها، كل جهة تقول إن نظامها لا ينص على مسؤوليتها عن «حالة من هذا النوع»، والشرطة تقول إذا تسلمته وتم إيقافه ستأتي هيئة التحقيق والادعاء لتطلق سراحه. هكذا يقال مع صمت مطبق من هيئة التحقيق عن التعليق مع أنها في تقديري وبحكم عملها قادرة لو رغبت في تصنيف كثير من ثغرات خطرة لتتم معالجتها، وهو ما يجعل بعض المنشور في الصحف عن أخبار القبض والإيقاف وجهود جهات أمنية وبلدية غير تام الإنجاز الفعلي. العامل النموذج هنا مثلاً أطلق سراحه وعاد للمطعم!.
وقبل شهر رمضان «اشتبت» حدثت قصة مشابهة مع عامل آخر يبيع في الشارع من دون إيدز هذه المرة، لا إقامة لديه ولا جواز، وله أربع سنوات على هذه الحال، صيغة آمنة تعارفت عليها العمالة، عَلِم بعضهم أن إتلاف أو إخفاء الوثائق يجعلهم في مأمن. في هذه الحادثة رُفِض استقبال العامل من إدارات الجوازات والترحيل… ووزارة العمل أيضاً! ليطلق سراحه في النهاية، وقضية حشود تحت الجسر في جدة أشهر من أن تُروى.
هذه الجيوب والثغرات الضبابية أو الرمادية التي تنفذ منها سلع وعمالة مخالفة أو مصابة، الله وحده يعلم أحوالها وما تصنع… أليس لها من خبراء يحددون المسؤوليات بوضوح؟
لا يمكن مطالبة جهة من الجهات التي ذكرت بإيجاد الحلول لأنها طرف، لذلك أستنجدُ مرة أخرى بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء.
انتظار صدور نظام شامل يسدّ هذه الثقوب الرمادية ينتج ضرراً أكبر، لأنه سيؤدي إلى تراكم سلبيات يستعصى حلها، مع تبخر جهود ميدانية لرجال الأمن وغيرهم، والأولى أن يتم تحديد الصلاحيات أو تكليف جهة واحدة بالشائك والمتداخل منها وإلى أن يتم ذلك نحن في حاجة ماسة إلى تشكيل لجان دائمة بين التنفيذيين لمعالجة كل طارئ من هذا النوع، وإلا فإننا سنستمر ندور في حلقة مفرغة، بصيغة اكتب لهم خطاباً ويردون عليك بعد أشهر. وتعتقد كل جهة أنها أنجزت واجباتها! مع بقاء الحال على ما هي عليه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
والله العظيم استاذي المشكلة ماهي في ضبابية الانظمة بقدر عدم وجود رقابة ومتابعه لما يجري داخل هذه الاجهزة الرسمية وعدم وجدود هذه الرقابة والمتابعه ترك الموضوع للاجتهادات الشخصية والمبادرات الخاصة
بالنحوة والمحبة والصداقة وحب الخشوم والله يرحم ابوك والله يوديك المدينة وهكذا .
يعني استاذي ماهو اختراع شخص مصاب بمرض مثل هذا المرض ماله الا العزل في مستشفى ويتم تسليمه الى سفارة بلاده لترحيله والسبب كل واحد يرمي على الثاني لانه عارفين ماغيه احد سأل عنهم ان اشتغلوا والا سرقوا والا نهبوا ماحد داري عنهم . شكرا استاذي .
خلاخل والبلاء التداخل
مستعجل ولا ودي اعلق اليوم
ولكن اذكرك بأن الحديث ذو شجون
“جهد ملموس مبادر للقضاء على تداخل الصلاحيات وضبابية حدودها بين جهات حكومية”
ههههههههه يسعد لي مساك أيها الرائع … أجل تداخل الصلاحيات وضبابية حدودها ؟ هي وقفت على بلدية وجوازات وشرطة وغيرها ؟ خلنا نحل تداخل الصلاحيات في الجهات اللي أكبر منها أول .. لأنك ماتقدر تصلح الجهات الأصغر إلا إذا كانت الجهات الأكبر صالحة وإلا فإن الجهات الأكبر ستقف بقوة ضد أي محاولات لإصلاح الجهات الأصغر لأن هالإصلاحات سوف تشكل خطر على الجهات الأكبر وانت الله يهديك ماترضى بهالخطورة لأن الكبير كبير والنص نص والصغير مانعرفوش
على راسي من فوق والله يالسويد انت والرطيان .. ويفداكم كل المرتزقة