“القطو وخنّاقه” 1من 2

بعضهم يقولون “البس” يحب خناقه، أو “الهر” إذا كان من الاتحاد الأوروبي، سمه ما شئت، السؤال هو لماذا يموت “القطو” عشقاً فيمن يمسك بخناقه؟، كان هذا جزءاً من حديث دفعني للتأمل، فقد تذكرت ان مجاري التنفس تمر من ذاك المخنق، أي أن في الأمر خطورة على الحياة، ومثلما نعرف جميعنا القط، الحيوان الناعم الشرس المداهن، هناك مثيل له في عالم البشر.. “قطو” بشري، وقد يكون قطوة!، يتشابه “القطو”، البشري مع الحيوان المعروف في صفات ويختلفان في أخرى، ولنبدأ بالنوع الأول.
في العلاقة مع القطط شكل من أشكال الخشونة والجلافة غير المؤذية، يمكن تصنيفها كنوع من “المساجات” أو “التهميز” ويسمى عند البعض بالتكسير، طالع كيف يتلذذ “القطو” باللعب معه و”تقبيصه” قد يصل الأمر إلى رميه بقسوة بعيداً عنك أو حتى صفعه، لكنه يرجع دائماً تحت قدميك، يعتبرها لعبة جديدة، “تهميز بالنطل”، وانظر إلى انبساطه عندما تمسك برقبته، وتجعلها يداً تحمله بها مثل “كيس مقاضي”، تجده يغمض عينيه مستسلماً بتلذذ عجيب، هو يتحمل أكثر مما تتوقع، لكن لابد أن تعرف حدودك معه، إذا لم تكن لديك هذه الشفافية! وقياسها أمر صعب، سيرسل لك القط بمخالبه أو أنيابه رسالة تقول قف!، قوة الرسالة حسب درجة الضرر.
“القطو” حيوان اجتماعي يعيش بجوار بني البشر، فعندما علم أجداد القط المعاصر أن تجمعات البشر تجذب الجرذان والفئران قرروا الهجرة إلى هذه التجمعات وترك التوحش، بقي بعض أبناء عمومتهم هناك، يقال إن أصل سبب الهجرة قضية ثأر وقيل هو البحث عن عمل، ما علينا، المهم ان البشر والقطط استفادوا من بعضهما البعض، تطورت العلاقة بينهما إلى حد صار “البس”، أو “البسة” عند نفر من الناس فرداً من أفراد العائلة، دخل “القطو” إلى حياة الإنسان ليصبح حاجة ملحة عند البعض، ليس بسبب كثرة الفئران والخشاش في المنزل، معاذ الله، بل حاجة داخلية عميقة، قد يكون خشاشاً نفسياً! هنا كائن يفهمك أو تعتقد أنه يفهمك، وكلاهما يؤدي نفس الغرض!، كما أنه لا يتكلم، والأخيرة ميزة عظيمة إذا ما علمنا أن اللسان هو العضو الوحيد الأكثر استخداماً عند البشر، وهو الأقل فائدة وتكلفة حيث لا يحتاج استخدامه سوى فتح الصندوق المحبوس فيه، كما أنه السلاح الأول للكذب والتحايل، والميزة الأعظم أن القطو لا يطرح اسئلة، هات لي بالله عليك بشراً لا يطرح اسئلة، حتى الكلاب عندما تنبح قد تكون تطرح اسئلة، ألا تريد أحياناً أن تتكلم لشخص لا يفهم لأنك تريد الكلام فقط وليس إفهامه، ألم تتكلم يوماً ففهمك المستمع خطأ وحاولت جاهداً إصلاح الأمر بدون فائدة، فكيف إذا كنت من صنف يتكلم كثيراً ولا يفعل شيئاً، هنا تكون بأمس الحاجة لقطو بشري من فئة “الهفي ديوتي”، ويجب عليك العلم بأن له ذيلاً طويلاً يستقبل الذبذبات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.