حتى لا نكون جداراً قصيراً

نعم حتى لا نكون جداراً قصيراً، يقفز عليه كل من أراد الخروج من مأزق، ويستخدمه كل من قرر تقديم الولاء والطاعة لحكام العالم الجدد، حتى لا نكون كذلك لابد من وقفة طويلة للمراجعة والمواجهة، فمنذ أحداث 11سبتمبر الذي يجعله البعض سبباً لكل تغيير وتغير، منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي يتبادل التهاني بذكراه السذج والمغفلون، منذ ذلك الحين والسعودي الفرد والمؤسسة مستهدفون في الخارج، أصبحنا من المشتبه بهم، متهمون حتى تثبت البراءة، وهي عزيزة على الإثبات، وإذا سلمنا وتفهمنا أسباب إيقاف بعض مواطنينا هنا وهناك، في الحد المعقول من دون مساس بالكرامة فإنه من غير المفهوم أن تقوم بعض الدول بإغلاق مؤسسات تعليمية سعودية، مثل تلك الدول التي توصف بالشقيقة، تستغل أحداث داخل حدودها، فتضرب اسم المملكة ونهجها وسمعتها، وما قامت به مؤخرا حكومة موريتانيا من إغلاقها معهداً سعودياً، واعتقال العاملين فيه من إخواننا، وهم والمعهد وجدا لتعليم أبناء تلك الدولة، ضمن حلقة من سلسلة طويلة من الدعم السخي الذي لا يتوقع مقابلاً!!، وهو أمر غير موجود في القاموس السياسي الدولي إلا قاموسنا!، لكن أن تتحول هذه المراكز الهدايا إلى أهداف تستغل للتقرب من جناح في الإدارة الأمريكية، بهدف استقرار كرسي يهتز، فهو أمر لا يجوز السكوت عنه، بل يجب التصدي له وبقوة، إن التهاون في التصدي مقدمة لما هو أكبر، وسيجر علينا مواقف مشابهة من دول أخرى، تقدم “معاريضها” لأمريكا من خلال قذف هذا البلد واستهداف مواطنيه ومؤسساته الخيرية والتعليمية، ونحن نرى الآن أن التهاون في مواجهة استهداف المواطن السعودي في الخارج، منذ أحداث سبتمبر جعل مثل هذه الحكومات تستهدف المؤسسات، لذلك من الضروري أن يكون لدينا نهج واضح لأمثال تلك الحكومات التي ضربت بعرض الحائط سنوات طويلة من الدعم لها ولمواطنيها، ويجب أن لا نقبل اعتذارا تلفونيا، ومثل ما قامت بذلك علانية يجب الاعتذار علانية، وهو وحده لا يكفي، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، كم لدغنا يا ترى من مرة؟، هل نعيد النظر في شكل الدعم الخارجي لبعض الدول التي نصفها في أخبارنا الرسمية بالشقيقة، وهي ما أصابتنا في رؤوسنا، وماذا استفدنا من ذلك، سوى برقيات شكر أو تصاريح صحفية محدودة طارت بها الرياح..
إنني أذكّر بتصريح سابق لمصدر مسؤول تناولته مرة في هذه الزاوية، أشار فيه إلى أن عصر المجاملات السياسية انتهى، نريد أن نرى ذلك رأي العين، عند استهداف مواطن أو مؤسسة تنتمي لبلادنا، إذا لم نشرع في هذا الاتجاه فإننا سنتحول إلى جدار قصير، وستصبح صفة السعودي مرادفة للإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.