إذا كان “الحيا” شمال فما هو وضع الجنوب؟. في مدينة مثل الرياض يشعر بعض سكان جنوبها بشيء من الإهمال يختلف نوعه وسببه من حي إلى آخر، وجنوب الرياض اشتهر، في أجزاء منه، بدخان المصانع والكسارات وفضلات الصرف الصحي، وما أن تجتاز أسواق عتيقة باتجاه الجنوب وأنت على طريق الملك فهد حتى تصدم رأسك رائحة مروعة، أعزكم الله، لهذا يطلق بعض من سكان جنوب الرياض على منطقتهم “شكمان” الرياض، والشكمان هو عادم محرك السيارة، هو نفسه الذي يستمتع سائق الشاحنة بخنق أنفك به عند إشارة المرور مستغلاً تهاون المرور والمواصفات بموقع العادم، ربما هو ينتقم من الكفيل!. أتذكر أن إدارة مرور سابقة جزى الله من كان مديرها خير الجزاء، ألزم أصحاب الشاحنات برفع العادم إلى ما فوق مقصورة السائق، تهاوى هذا الشرط الآن، لماذا أطيل بالحديث عن الشكمان؟، السبب هو أن تشعر عزيزي القارئ بما يعانيه سكان جنوب الرياض!، تتذكر رائحة الديزل والتلوث، إلا أن هناك مشكلة أخرى، بعث لأجلها بعض من سكان طريق الحجاز “سابقا” رسالة يشكون فيها أحوال الطرق لديهم، في زمن مضى كان لطريق “ديراب”، شنة ورنة، وبعد افتتاح طريق “القديه”، تراجعت أهمية هذا الطريق كثيراً، إلا أنه لازال مهماً لسكان الأحياء المنتشرة على ضفتيه، كما أنه يرفد طريق “القديه” للمسافرين إلى مكة المكرمة، ولازال البعض من المسافرين يستخدمونه لأنه أقصر نسبياً للقادمين من شرق وجنوب الرياض، ويعاني سكان تلك الأحياء من زحام كبير ينحصر ما بين إشارة أسواق السلوم إلى مفرق معارض السيارات، ويطلبون من المسؤولين في وزارة النقل وأمانة مدينة الرياض زيارة هذا الطريق الذي يبدأ فيه الزحام من الساعة السادسة صباحاً إلى منتصف الليل، ليروا بأم أعينهم معاناة السكان هناك، ومما يزيد الأمر صعوبة أنه الطريق الوحيد لتلك الأحياء، وبزغ أمل لدى السكان مع تنامي شائعة تقول حسب الرسالة أن الجهات المختصة تعتزم ربط هذا الطريق بالدائري الجنوبي لمدينة الرياض، ليت كل الشائعات عن المشاريع!، لكن هذه الشائعة صارت قديمة حتى أُصيب السكان باليأس والإحباط، والمشكلة أن الأحياء تنمو وعدد سكان تلك المنطقة يتزايد، وهو ما يعني تضاعف الازدحام، واستمرار الاعتماد على طريق واحد، ويقول السكان إن المسافة بين الطريق والدائري ليست كبيرة وتكلفتها لا تُقارن بما سيقدمه هذا الجسر لمستخدمي هذا الطريق، فهو يفتح منفذاً آخر يخفف الضغط على طريق الحجاز.
وعندما قرأت الرسالة تذكرت المقولة الشعبية “الحيا شمال”، غالباً الشمال أفضل في التنمية والمشاريع في مختلف البلدان، يمكن لنا استثناء شمال المملكة إلا من أزهار الربيع الموسمية، فحظه حتى الآن في التنمية محدود جداً.
أعود لهذا المطلب البسيط لسكان طريق الحجاز في مدينة الرياض، وأنقله لأصحاب المعالي في وزارة النقل وأمانة مدينة الرياض، لعلهم يلتفتون إلى هذه الحاجة التي أجد انها محقة وملحة، وفوائدها كبيرة، أقلها أن يشعر سكان جنوب الرياض بعدم التمييز وشيء من العدل.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط