تذكرت اعتذارات “كباتنة ” رحلات الخطوط السعودية عند إقلاعهم متأخرين، وفي الغالب هم إذا أقلعوا لا يقلعون إلا متأخرين، الذي يعتذر للركاب يستحق “المعليش”، خيرها في غيرها، لكن التأخير وتدني مستوى الخدمة، كان ولا يزال شعارا لكثير من الخدمات، ليس هناك فرق في أن تدفع مالا للحصول على خدمة أو تحصل عليها هبة، التعامل واحد، العملة النقدية المتداولة هي العلاقات، إذا كان هناك علاقات شخصية ومصالح متبادلة فإن وجهات النظر تتطابق دائما، وتحصل على ما تريد و”تطمر” الطابور، إذا كنت “ابن حلال” وعلى نياتك، وتريد أن تكون فردا منضبطا ما أمكنتك نفسك الشرهة، وتقدر حق الآخر، فإنك تضيع تحت الأقدام، فيما يتعلق بالأخيرة أي إتباع النظام .، هذا الأمر ليس مقصورا على الخدمات بل هو سلوك مستشر تجده أمامك كل يوم بوضع طرف الصدام أمام سيارتك، بالهجوم على سيارتك نتيجة مسافة صغيرة تفصلك عن الذي أمامك، عندما تترك مسافة للأمان والسلامة يجدها أخر فرصة للتقدم، شكل من أشكال وضع اليد بالصدام و”الرفرف”.
خرجت عن الموضوع قليلا ولكني لا زلت أسير في طريق الخدمة، فقد تذكرت أيضا رسائل شركة الاتصالات عن تعثر مرور المكالمة، وكل “الباقة” المعزوفة المعروفة.
حسنا ماهو سبب التذكر؟، وهل يمكن للمرء نسيان “خدمات” من هذا النوع، وهو يتعامل معها شبه يومي، بالتأكيد الجواب بالنفي، سبب التذكر أيها السادة أن الاتحاد الأوروبي المتحضر،،، قرر مؤخرا تعويض المسافرين الذين تتأخر رحلاتهم على خطوط الطيران سواء كان تأخر السفر بسبب وجود عدد زائد من الركاب أو بسبب إلغاء الرحلة أو الحجز، أو التأجيل وبهذا القرار المتوقع تطبيقه خلال عام يستطيع الراكب استعادة قيمة تذكرته والحصول على تعويض، أو السفر على رحلة أخرى لاحقه والحصول أيضا على تعويض، دعونا نتصور لو طبق مثل هذا القرار في بلادنا، ماذا سيحدث لكل تلك الشركات والجهات التي تتقاضى أموالاً لقاء الخدمات ولا تقدمها كما يجب، “الشق” عندنا كبير، لأنه ليس محدودا بخطوط الطيران والتأجيل والإلغاء بل يتعدى ذلك إلى أمور تجاوزها العالم المتحضر وأصبحت من حقوق أفراده منذ زمن..، قائمة طويلة عريضة لدينا ستؤدي إلى إفلاس كثير من الشركات والجهات، والمديريات، وخروجها من السوق، لكنه “حلم قايله”، تعويضاتنا تنحصر في الأسف والمعليش، وإذا كانت قيمة التعويض كبيرة فهي لن تتجاوز “امسحها في وجهي”!، لكن..، مادمت في حلم فدعوني أحلم بأن ذلك سيتم لدينا بأثر رجعي، يا الله..، سنصبح جميعا أثرياء كل المواطنين والمقيمين سيتحولون إلى أثرياء، تذكر كم من وقت عليك ضاع وحقوق لم تلاحقها لأنك مشغول وتخاف على دورتك الدموية من الانفجار، إذا أضفنا لذلك الضغوط النفسية التي تسببت بها تلك الخدمات الناقصة والمزيفة، والطفح الجلدي الذي ظهر على محياك، عندها بلا شك سنتحول نحن المستهلكين أو “العملاء” والركاب الخ، إلى ملاك لتلك المنشآت، أخاف من شيء واحد فقط عند التطبيق وهو أن يطالبوا بالفواتير وكعوب التذاكر المشكلة أنني وكثير مثلي لا نحتفظ بها، لنبدأ منذ الآن في جمعها، اعتبرها يا أخي كوبون مسابقة!.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط