من المبكر التخمين بآثار تخصيص قطاع الفقع على سوق الأسهم، لكن من المؤكد أنه سيرتفع أو ينخفض كذا لقطة بدلا من نقطة ..، المؤكد أنه لن يستقر، سوق الأسهم يعيش هذه الأيام حالة فقع كبيرة ومثيرة، وكأن لقط الفقع أثر عليه.
أعود إلى تخصيص الفقع ، المعروف أن حماية الحياة الفطرية هي هيئة غير ربحية لها أهداف أعمق من تحقيق الأرباح فهي في تقديري مهتمة بالدغل وليس الدخل، ودخولها في منح الامتيازات يتعارض مع أهدافها المعلنة، وهو يشير إلى توجهاتنا في الخصخصة وفهمنا لها، وكأني بالمسؤول في أية جهة حكومية يحك رأسه في الاجتماع ويقول لمساعديه: “وش نقدر نبيع”؟،
ثم يبدأ المساعدون بهرش رؤوسهم للبحث عمّا يمكن خصخصته، وقد ينظر الواحد منهم للأخر حذرا من وقوعه شخصيا في فخ التخصيص!.
منح الامتياز الذي بدأ بالفقع سيجر امتيازات أخرى، لنصل إلى خصخصة المواسم، امتيازا لصيد الضببه مثلا، وأخر لصيد الجراد، وثالث للقط ريش النعام خصوصا مع الطلب الكبير عليه لتزايد مبيعات الكتب!، وقد يبدو ذلك مستحيلا وساخرا لكني أتوقع حدوثه.
وأعترف أنني لا أحب الفقع، لكني أعلم أن جمعه والبحث عنه هو متعة ورياضة مرتبطة بالربيع، هذه المتعة تتجاوز شهوة آكله بالمرقوق أو الكبسة، وهي مناسبة سعيدة للكثير من المواطنين، ينتظرونها سنويا، بل أن بيع الفقع يمثل أهمية موسمية للبادية يحصلون منه على مال يرفد ميزانياتهم الضعيفة.
جريدة “الرياض” نشرت خبر منح امتياز جمع الفقع بصيغة أخرى، وذكرت أن مقاول لقط الفقع توقف بعد ثلاثة أيام بسبب منافسة المواطنين له، أرجو أن لا يصدر قرار يمنعهم من لقط وبيع الفقع حرصا على “الشركات الوطنية الرائدة”!.
ولو كنت من هيئة حماية الحياة الفطرية لفكرت بشكل مختلف، توجه أخر يصب في الغرض الذي أنشئت لأجله، تستفيد من موسم الفقع وتضرب كثيرا من العصافير.. عفوا تلقط كثيرا من الفقع في وقت واحد، إن لدى الهيئة في محمياتها عناصر جذب كثيرة وفي موسم الفقع تصبح أكثر جذبا، وبما أن هدف الهيئة هو المحافظة على الحياة الفطرية وإنمائها، وبما أن هذا الهدف لن يتحقق عن طريق الأجهزة الرسمية بالحراسة والأسوار فقط، فلابد من استيعاب المواطن واقتناعه به، فقد جاءت الفرصة على طبق من…ذهب! للهيئة لتفتح محمياتها بشروط وأنظمة ميسرة بعيدا عن الواسطة ويرى الناس وهم يستمتعون بلقط الفقع المحمي كيف تتحول الصحراء إذا تم الاعتناء بها إلى أرض أخرى، هذه أفضل طريقة للتوعية، وسينطلق الناس بانطباع إيجابي ويحملون الأفكار للأراضي الأخرى غير المحمية، ويتعلمون أهمية النظافة في الصحراء وأنها كائن حي يتنفس ولا يجوز خنقه بأكياس البلاستيك، فرصة للهيئة لتقدم للناس درسا عمليا، ويرون جهودها من دون حاجة للتحقيقات الصحفية، أليس هذا أجدى من منح الامتيازات لثمرة أرض فقيرة لا تجود بها إلا في مواسم نادرة .
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط