اليد الواحدة لا تصفق

يرابط رجال الأمن على مدار الساعة، والبيان الأخير لوزارة الداخلية يبين نتائج الجهود ،كميات المتفجرات والأسلحة وأنواعها تشير إلى حجم الخطر، رويدا رويدا يتضح للجميع أننا لا نعرف ما بين ظهرانينا حق المعرفة، كميات المضبوطات ومواقعها تشير إلى تنظيم مترابط كامن، ورغم أن تلك المضبوطات لم يتم الكشف عنها ووضع اليد عليها في عملية أمنية واحدة بل عمليات أمنية متعددة و خلال فترة زمنية ممتدة ،وكان من الأجدى ذكر ذلك في بيان وزارة الداخلية، لقطع الطريق على المشككين وأهل المجادلة، رغم ذلك فإن هذا لا يغير من خطورة الأمر وتوقع الكثير.
جهود وزارة الداخلية ورجالها لا تكفي وحدها فرغم المرابطة طوال اليوم ونقاط التفتيش والتضييق على خلايا الإرهاب وإنهاكها ودفعها لاتخاذ موقف دفاعي …رغم ذلك فإن اليد الواحدة لا تصفق، الحل الأمني في غاية الأهمية لكنه وحده وعلى المدى المتوسط والطويل غير كاف، ولا أجد هناك تضافرا في الزخم والقوه والتأثير بين الجهود الأمنية والخطاب الفكري الشرعي المواجه لفكر الإرهاب، هذا الخطاب الفكري من خلال الإعلام الرسمي و حتى الشعبي ضعيف و يعتمد على الخطوط العامة ولا يصل إلى تفنيد أسانيد الفكر الإرهابي، باختصار هولا يرقى لمستوى الخطر ، والتحسن فيه خاصة من ناحية وضوح الطرح مقارنة بأول أيام تفجيرات الرياض كبير لكنه لم يتطور وينمو كما يفترض بل بقي حبيساً يعلن عن مواجهة توجهات فكرية عامه متفق على غلوها وتطرفها ، لكنه لا يتطرق إلى التفاصيل كما لا يضرب الأسانيد والأدلة التي يدعي منظّرو الإرهاب الاستناد عليها شرعياً، وهذا خطر مستقبلي كبير. وفي برنامج “استفتاء على الهواء” لإذاعة أم بي سي أف أم ، طرح سؤال يقول:
هل تعتقد أن اسامة بن لادن وصدام حسين في خندق واحد؟.
ورغم تحفظي على السؤال وصيغة الطرح ، توقفت لأستمع للمتصلين وآرائهم ودهشت أن النسبة الغالبة لازالت تمجد أسامة بن لادن، بعد كل هذه الكوارث التي حلت بالمسلمين!!، وتعتبره مجاهدا وبطلا، سيقول البعض إنهم من “العوام” وقد يكون هذا صحيحا نسبيا لكننا في المقابل رأينا بعض النخب من الوعاظ تحمل نفس الرأي تجاه بن لادن وتعلنه بصورة أو أخرى ، في مواجهة ذلك لا يبرز اتجاه فكري شرعي للمواجهة وهو أمر يبعث على الحيرة والحذر ويقلل من قيمة الجهود الأمنية على المدى غير القصير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.