يا هيئة الإغاثة لِم هذه الاستغاثة!؟

وأعربت الهيئة في بيان صادر أمس عن أسفها لهذا الإجراء المنفرد دون إبداء أسباب مقنعة، رغم التزامها بأداء واجباتها المنصوص عليها في المادة الثانية في الاتفاقية المذكورة بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في حدود إمكاناتها، وذلك عن طريق إقامة المستوصفين ومراكز التغذية والتدريب المهني، وكذلك توزيع المواد الغذائية تبعاً للنصوص التي تنظم عمل الهيئة ودفع أجور عمالها ومستحقاتهم، وتوظيف أكبر عدد ممكن من العمالة الموريتانية، كما انها قامت بهذه الأنشطة متقيدة بالقوانين والأنظمة المعمول بها وتقديم التقارير عن أنشطتها وبرامجها الإغاثية والخيرية والإنسانية.
وأعربت الهيئة عن أملها في أن تعيد الجهات المختصة النظر في هذا القرار وإلغائه لتمكين الهيئة من مواصلة نشاطها الخيري والإغاثي”.
هذا جزء من بيان هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالسعودية، الاسم ورد هكذا، نشرته صحيفة الوطن رداً على قرار موريتانيا إغلاق مكتب الهيئة هناك، وفيه ترجو وتأمل وتستعطف حكومة موريتانيا أن تعيد النظر في قرار إغلاق المكتب والذي تم دون إبداء أسباب، ويستغرب المواطن المذكور اسمه أعلاه أن تضطر الهيئة إلى ذلك، بل إنه يندهش من طلبها إعادة النظر في قرار الإغلاق.
وأريد طرح سؤال يقول ماذا استفدنا من جهود الهيئة هناك؟، وما دامت الهيئة تقوم بكل هذه الجهود التعليمية والغذائية والتدريب المهني وإقامة المستوصفات فلماذا لاتقيمها في طريف وأملج وفيفا والبدع ومحايل، لماذا نتوسل إلى الحكومات لخدمة شعوبها!! وهي لاتريد، أليس شعبنا وناسنا أولى وأحق، ثم ماذا استفدنا؟! لنقل ماذا فعل الشعب الموريتاني أمام قرار الإغلاق؟ كنت أعتقد أن الكشف الإعلامي عن حاجات الداخل قد غيّر في التفكير، ولكن……لايبدو ذلك!؟، فمتى نتجاوز تجاوزنا احتياجات أهالينا والبحث عن محتاج في أقاصي الأرض، الواجب على الهيئة ومثيلاتها أن تحمد الله تعالى وتشكره شكراً يليق بجلاله على صدور مثل هذا القرار و”تضف قشها” وتأتي به هنا، وقبل هذا تصدر بيانا أو كتاباً أبيض يوثق جهودها خلال الفترة التي قضتها في تلك البلاد توجهه للشعب الموريتاني، ومثلها المراكز والمعاهد التي أغلقت وكتبت عنها في مقال سابق، وليست الهيئة بحاجة إلى أسباب، فمنذ قامت العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا وأمور كثيرة تغيرت، لكن لديها أسباب داخلية.
واسم الهيئة كما ورد في الخبر انها بالسعودية، و بما أنها في السعودية فحاجاتنا أولى خصوصاً في مثل هذه الظروف التي تترقب وتترصد، والظروف الداخلية الاقتصادية والاجتماعية التي لم تعد خافية، استمروا عالميين بالاسم وتعالوا هنا ولنرَ جهودكم بين أبناء بلادكم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.