نحمد الله تعالى أنّ لا حدود مشتركة بين مصر والجزائر، وإلا لحُشدت الحشود على الحدود. المتابع للردح في قنوات فضائية وصحف من الجانبين، يحمد الله تعالى أن هناك دولاً تفصل بين الدولتين العربيتين (الشقيقتين سابقاً)، ومن الواجب على هذه الدول الوقوف على الحياد!
ومن أطرف ما قرأت خبر القبض على صحافي من جنسية إسرائيلية، قيل إنه يصوّر أحداث المباراة الأولى، لاستخدامها في شحن البغضاء بين الطرفين، والحقيقة أن المسألة لم تعد تحتاج إلى إسرائيلي، صهيونياً كان أو من أنصار السلام، ففي بعض أبناء العرب شحنات سلبية تكفي لصب براميل زيوت على شرارة صغيرة.
وجد أهل الكلام – ولا شيء غير الكلام – ضالتهم في هذه الحوادث، وأصبحت كرة القدم هي الكرة الأرضية، تم نسيان كل المواجع الداخلية الأكثر أهمية، وتحوّلت الألسن إلى سياط، وظهرت يافطات تطالب بترحيل سفراء، واتهام بالإرهاب، وقاموس لا ينضب من شتائم وتعريض يترفع الإنسان عن ذكره.
ولا صوت يذكر للعقلاء من الجانبين، فهل غابوا أم غُيّبوا؟ ومن المستفيد؟ التداعيات ستطاول مواطنين لا ناقة لهم ولا كرة طائرة. جزائري متزوج من مصرية أو مستقر في مصر. مصري يعمل في الجزائر أو «مار ترانزيت» في مطارها. هؤلاء الآن مستهدفون بعد الحملات المتبادلة المخجلة، بل إن «أي واحد يشبه» جزائرياً في مصر أو مصرياً في الجزائر ستطاوله الحجارة!
الحمد لله أن لا حدود مشتركة تجمع البلدين، هذه من نعم الله علينا في هذه الأيام العظيمة، وإلا لشاهدنا مخيمات لاجئين على الحدود، شيء لا يُصدق ولا في الأفلام التي تتناول نهاية العالم.
لو تتبع الإنسان كل ما ينشر عن بلاده أو مواطنيه في الصحف وشبكة إنترنت، لتحوّل رأسه إلى نافورة كراهية متنقلة، لكن كيف لعاقل أن يوافق على تأجير رأسه – شقة مفروشة – لكل من هب ودب، لذلك نسأل: أين العقلاء مما يحدث ويتصاعد؟ حتى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى لا يصلح للتوسط، كونه مصري الجنسية، ولا أعتقد أنه يستطيع أن «يُعتّب باب» مطار الجزائر.
بقدر ما هي مؤسفة تلك الأحداث وتداعياتها، بقدر ما هي مثيرة للدهشة والسخرية المُرّة، لذلك أسأل: أين العقلاء؟ ولماذا يختفون عن المشهد الساخن؟ لا أحد يطرح استخلاص الدروس من هذه المهزلة، وأن تتم الإجابة عن سؤال يُعنى بالمسؤوليات الأخلاقية للإعلام، والرياضي منه على وجه الخصوص، أما الاستغلال السياسي للحشد العاطفي بتشجيعه أو التغاضي عنه، فهو من اللعب بالنار، وقد ينقلب السحر على الساحر.
***
مؤشر الأسعار الذي تعرضه أمانة مدينة الرياض استفاد منه التاجر على حساب المستهلك، أصبح مؤشراً تسويقياً للشركات، والرز مثال حي على ذلك، وها هي الأضاحي تسير على المنوال نفسه، لن يحقق المؤشر فائدة إذا لم تتواكب معه قوة ملاحقة لا تتوافر للأمانة، كنت أطمح للوصول إلى ذلك بداية ظهور المؤشر وهو ما لم يتحقق، فمن الأفضل إلغاؤه، لأن ضرره تجاوز منفعته.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هي حالة من التنفيس عن مايجيش في خواطر ابناء هذان البلدين الشقيقين تجاه
امور كثيرة اوضاعهم الداخلية اوضاعهم الخارجية البطالة الفقر التدهور الاجتماعي
فين يتم تفريغ كل هذه الشحنات استاذي الا في كورة وكلام فاضي .
الله يصلح الحال ويصفي النفوس يارب شكرا استاذنا الكبير .
حياك الله.أبو أحمد
نحمد الله.دائمآ وفي كل وقت مدامت الأنفاس تتنفس .ولكن أعتب عليك أستاذي الغالي علي قلوب كل المصريين وليس أنا فقط.أعتب عليك في شىء واحد وتقبل مني لأني أحبك جدآ وأحب كتباتك وأحترمك.بيلا
حوود تفصل بيننا.ألا تقارن .البلد الشقيق والغالي علي كل المصرين شعبآ ورئيس وحكومة.السعودية هي
وطننا الثاني ولاأحد يشك وللحظة في هذا لاتقارن .هذا البلد الأمن والغالي وأهله علينا بالجزائر وأهله
هم أصلآ مع أنفسهم لم يسلموأ من التهكم والبلطجة التي ينصبونها لأنفسهم. ؟؟
وكل عام وأنتم بألف خير وصحةو.ملك .الإنسانية .طيب وبصحة وسعادة دائمة.وأعاده الله عليه والشعب
السعودي والحكومة الرشيدة. والأمة بالف خير واليمن والبركات…
صباح الخير أستاذ عبدالعزيز , صباح الخير قراء الأستاذ عبدالعزيز ………تصارع بلدان عربيين والسبب مجرد كرة ..!!؟ هذا شيئ يدعو للسخرية ومع ذلك سأكون مع مصر ” فمصر بلد لها سمعة كبيرة …أنا أعرف مصر أكثر من الجزائر …..لا أدري لماذا لا يتوقف صراع الكرة التي فيها غالب ومغلوب ” لماذا لا نقول للغالب مبروك والمغلوب نتمنى لك حظا أفضل في المرة القادمة …..لكن يبدو أن إبليس عشش وباض وفرخ في كرة القدم التي لعب بها فريقي البلدين …… وعماااااااااااااااار يا مصر ولييييييييه يا الجزائر !!؟ ” شكرا أستاذ عبدالعزيز “