أحد الأخوة القراء سألني عن عدد الأطباء المتجاوبين مع دعوتي ليوم مجاني في عياداتهم ومستشفياتهم للمرضى المحتاجين، بالتأكيد القارئ العزيز كان متفائلا كثيرا، يقال أن المتشائم هو متفائل لديه خبرة طويلة، جعلنا الله من المتفائلين دائما وأبدا .
الجواب لا أحد يا صديقي، لكن لو قمنا بعمل مهرجان طبي سنوي ربما قدم البعض عروضا ، أصبحنا شعب مهرجانات فَلِم لا يكون للطب فيها نصيب، قارئ آخر أشار إلى أن الخياط تآمر علينا منذ زمن طويل لصالح الطبيب ، كيف؟.
يقول القارئ أن موضع الجيب في ثيابنا فوق القلب تماما لم يأتِ صدفة، فعندما يقوم الطبيب بجس دقات قلبك فهو ينجز اثنين في واحد، وضع القلب وحالة الجيب، كنت أعتقد أن موقع الجيب أو “المخباة” له علاقة باستخدام اليد اليمنى ، جعلتني مداخلة القارئ أفكر بالأمر وقد يكون مغرقا في التفكير التآمري.
أقترح على وزارة الصحة أن تقدم جائزة لطبيب العام، خطاب معتبر وشهادة كبيرة، للطبيب الذي يخدم أكثر عدد من المرضى المحتاجين والفقراء سنويا دون مقابل و”بنفس زينه”، وأن يتم التعامل مع مثل هذا الطبيب بخصوصية من الوزارة، مثل هذه الجوائز قد تشجع الأطباء وأصحاب المراكز والمستشفيات على تقديم يد العون لأخوانهم المحتاجين، لقد تعودنا على ضرورة وجود جائزة أو منحة حتى نقوم بكثير من الأعمال!، وهو ما يدفعني لأن أقول أننا “ماخذين مقلب بأنفسنا ومجتمعنا”، وأننا نقول أشياء كثيرة وندعيها ولا نعمل جزءاً يسيراً منها، أما المبادرة في الشأن الإنساني فهي عزيزة المنال وصعبة التناول، ونقول إننا مجتمع متكافل، والحقيقة أن لا تحصل على شيء دون مقابل، أدعو الجمعيات الخيرية العاملة في داخل المملكة لتبني اقتراحي والكتابة به لوزارة الصحة، إنه إذا ما تم سيفرج هموم كثير من المرضى ويخفف عنهم الديون، والجمعيات الخيرية أول من يعرف الحالة الاجتماعية والاحتياجات الحقيقية للمواطنين والمقيمين، ولازلت أنتظر تجاوبا من طبيب أو مستوصف، اعتبروها جزءا من الزكاة، اعتبروها صدقة، الأعمال بالنيات يا سادة، ثم ألم تتذوقوا طعم العطاء، لذة البذل الذي لا ينتظر مكافأة ، إذا لم تتذوقوا هذا الطبق الروحي اللذيذ أقترح أن تجربوا لو مرة في الأسبوع، تذكروا أن النفس لا تشبع إنها لا تشبع، ولا يملأها سوى التراب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط