صفحات الدمار الشامل

أخلاقيا تعرت السياسة الأمريكية بشكل لم يسبق له مثيل، لم يتبق لا ورقة توت ولا ورقة أخرى، والذين يدفعون السياسة الأمريكية لهذا التعري لا تعنيهم صورة أمريكا ولا مصالحها ولا سلامة أفراد شعبها، تتداخل الصور بين أمريكا وإسرائيل لكل من يعرف إسرائيل ، شاهد جرائمها في العراق فكأنك ترى ما يحدث في فلسطين المحتلة، ظهرت أمريكا إسرائيل كبرى وعلى مستوى العالم، أصبح الادعاء بحفظ حقوق الإنسان والضغط على الدول لأجله تبريرا مضحكا، ما يحدث في العراق من انتهاك لحياة الإنسان، قتل الأطفال ، نسف المنازل، رهن الأسر البريئة لإجبار المطلوبين على تسليم أنفسهم..كلها سياسات إسرائيلية نعرفها حق المعرفة.
ولنا أن نسأل سؤالا بسيطا بعد كل هذا، من الذي يشجع التطرف ؟، من الذي يدفع أعداداً أكبر من البشر ليكونوا متطرفين أو يتعاطفون معهم؟، هل تريد الإدارة الأمريكية أن يتوقف التطرف المعادي لسياساتها وسياسات حليفتها الاستراتيجية إسرائيل أم تريد أن ينمو ويتصاعد ليوفر لها ذريعة جديدة مستمرة ، ذريعة تجعلها تواصل الاندفاع بالتهديد بالقوة والتدخل في شؤون الدول والشعوب، من حق الولايات المتحدة أن تحرص على بقائها الدولة الأقوى في العالم ، أضخم الامبراطوريات في هذا الزمن ، لكن ليس من حقها أن تدعي العمل على نشر السلام وحقوق الإنسان ومكافحة التطرف وهي تمارسه كل لحظة، ليس من حقها إدعاء الحرب على الكراهية وهي أول من يؤججها، الولايات المتحدة الأمريكية بإدارتها الحالية لا تنفذ سوى طلبات إٍسرائيل ، هي في الحقيقة رهينة لتل أبيب وملايين الأمريكيين المسالمين ليس له ناقة ولا جمل في هذا الأمر، وهم أول من يدفع الثمن، إنهم ليسوا “رجالاً بيضاً أغبياء” فقط، كما كتب “مور” بل ومتغطرسين، يحققون أهداف اعتي دولة إرهابية ويستنسخون سياساتها، وإذا كانت أمريكا الآن تطلب قوات دولية تستخدمها في العراق وقاية لجنودها فقد استخدمت إسرائيل الأمريكيين ولا زالت تستخدمهم سترات تدفع الرصاص عن جنودها. وبعد فضيحة أسلحة الدمار الشامل التي لم توجد حتى الآن تعاود الإدارة الأمريكية استحداث مبررات جديدة بالصفحات البيضاء المحجوبة من تقرير الكونغرس، في محاولة مكشوفة للضغط والابتزاز، وتستند علانية على ادعاءات إسرائيلية.
يدفعني هذا لسؤال يقول هل أمريكا فعلا دولة مستقلة؟
أيها الأمريكيون هل أنتم أنتم!؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.