وصلت إلى نتيجة في بحثي القديم عن خصوصيتنا، فقد وجدت أن كوارثنا المحلية لها خصوصية أيضا، من خصوصيتها أن الحماس العاطفي لها بارد جدا، على المستوى الشعبي والرسمي، إن أخبارها لا تختلف كثيرا عن أخبار المهرجانات الترفيهية، الفرق الوحيد هو أنك لا تفكر بالحجز إلى تلك المناطق، ومثلما أنه ليس هناك أدنى تعاطف معها فلا يمكن لك أن تفكر بحملات مساعدة وتبرعات وفزعات، تجعل الكل يشعر بمصاب الجزء!، وتحسس الجزء بانتمائه للكل، لذلك نعيش في دوائر مغلقة ويتعاطف بعض منا مع أقاصي الأرض ولا يعلم شيئا عما حوله.
عندما توقفت عند استغاثة هيئة الإغاثة بالحكومة الموريتانية لإعادة نشاطها هناك في مقال سابق، أرسل إلى بعض الأخوة المتحمسين لجهود الإغاثة في الخارج !، يستغربون مطالبتي للهيئة ومثيلاتها بالعودة والتركيز على العمل الداخلي . بالنسبة لي أعتبر استغرابهم هذا لغزاً!؟، فهل قامت الهيئات الخيرية الإغاثية بجهود داخلية حتى لم يعد هناك حاجة لها لتتصدر للعمل الخارجي؟، اينها ومثيلاتها من جازان وبيش..مثلاً، هل رأيتم صور أحداث السيول هناك؟، النساء والأطفال والبيوت المهدمة والسيارات المقلوبة، التعذر بالدور القيادي الإسلامي للمملكة غير مقنع وغير ملزم، خاصة وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ألا ترون كيف يستخدم العمل الخيري الخارجي ضدنا وكيف تتقرب به الحكومات على حسابنا، ثم إن الأقربين أولى بالمعروف بل هو ليس معروفاً ..إنه واجب ملزم.
مثل تلك الآراء مثل الشاب الذي ذهب إلى أفغانستان وغيرها لنصرة أهلها وترك والدا مسنا وأما عجوزا وأخوة صغارا أصبحوا عالة لا يجدون من يقوم بحاجاتهم ، أيعقل هذا؟، إذا أردت أن تجد تبريراً لأي عمل فإنك بلا شك واجده، ليس ذلك عسيرا على الجميع، وإذا أردت أن تدخل مجادلا في أمر فذلك أمر أكثر يسراً، في تقديري أن العمل الخيري الخارجي شهد طفرة في فترة من الفترات رغم الحاجات الداخلية الملحة ، هي طفرة تحمس لها البعض مثل تحمس آخرين لزراعة القمح، نتج من الأخير شح في الماء وبعض الأثرياء، ونتج عن الأولى تداخلات وسوس أنتج من ضمن ما أنتج هذه الهجمات على بلادنا من الدول الصغيرة والكبيرة ولم نجد لا دولة ولا شعباً ممن طارت إليهم الجمعيات والهيئات يحرك ساكناً أو يبدي انزعاجاً لما يحصل.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط