الحاجة إلى عفو عام

أجزم أن هناك متورطين دخلوا إلى دائرة الفكر التكفيري وهم غير مقتنعين تماما، و آخرين يريدون الخروج منها فلا يستطيعون، دفعت الحماسة والإحباط بعضهم دفعاً وتمت السيطرة الفكرية على بعض آخر، الأسباب كثيرة ..، متعددة، وإذا ما دققنا النظر في أعمار من قبض عليهم أو قتلوا في المواجهات مع رجال الأمن، يمكن لنا الحكم بوجود نسبة مهمة ممن يمكن إخراجهم من تلك الدائرة الجهنمية، لهذا وللمصلحة العامة مصلحتنا جميعاً وحتى لا نزرع ندوباً تتحول في المستقبل إلى أورام مستعصية على العلاج ، أنادي وأطالب بإصدار عفو عام عن كل من يسلم نفسه للسلطات الأمنية ولا يثبت عليه جرم بحق أحد، بصدور مثل هذا العفو العام نفتح باباً واسعاً لهؤلاء للعودة ، إن مثل هذا العفو المأمول يتضافر مع دعوة بيان هيئة كبار العلماء لهم بالتوبة ليقطع الطريق على المحرضين والمؤججين للفتنة، من دعاة الفوضى والخراب، ومثل هذا العفو العام لا يكفي وحده إنه يتطلب أموراً عملية أخرى تُكمله وتزيد من أثره وينقص ويضعف إذا ما تم إهمالها، فلابد من التسامح والرأفة بهؤلاء عند التحقيق معهم ، هذا أمر ضروري ولابد من عدم الانتقاص أو المس بكرامتهم، إنني أشعر أن هناك من يود الخروج من دائرة التكفير ولا يستطيع خوفاً على نفسه أو كرامته، من جهة وخوفاً من منظّري هذه الدائرة انتقاماً أو تكفيراً، فهل نقدم على حل ناجع مثل هذا، بعد العفو و التسامح يجب أن يكون هناك حوار حقيقي مع هؤلاء يتولاه المشايخ وطلبة العلم، نوع من إعادة التأهيل وقشع للضباب الذي أعمى عقولهم ، وللأسف لم أجد رغم مرور أشهر على ظهور الفتنة المسلحة حواراً فكرياً شرعياً واضحاً يخرج عن العموميات مع هؤلاء ، لم أجده لا في برنامج تلفزيوني ولا في عناوين المحاضرات التي أقرأ إعلاناتها في الصحف، أن ابسط الأمور هو وضع هاتف مجاني معلن ..ومأمون أيضا يرد فيه العلماء والمشايخ على أهل الفهم الخاطئ.
هل هذا مطلب مثالي؟،
لا أعتقد لأنه ليس من مصلحتنا دولة ومجتمعاً ترسيخ جذور لهذه الفئة وفكرها أو دفعها للتواري والاختباء لتظهر من جديد في مستقبل الأيام، أرجو من كل قلبي أن يجد مثل هذا النداء صدى وقبولاً فهو بتوفيق الله تعالى إذا لم يجتث هذا الفكر من أساسه فمن المؤكد أنه سيحاصره إلى أضيق الحدود ويكشف هشاشته فلا يجد مستقبلا من يقبل عليه أو يستخدمه مطية لتحقيق غاياته، وسيكون عوناً لرجال الأمن للقيام بواجبهم ، ويعيد الاطمئنان إلى أسر وأفراد هم جزء منا، ويجنب بلادنا أخطاراً تتعاظم كل يوم ويستغلها الأعداء كل لحظة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.