“راشيل فيش” الطالبة اليهودية بجامعة هارفارد هي أول من أطلق حملة الكراهية ضد مركز زايد، فكان أن رفضت الجامعة منحة من سمو الشيخ زايد لإنشاء كرسيّ للدراسات الإسلامية، الطالبة اتهمت المركز بمعاداة السامية، هذا الاتهام وحش مرعب أكثر من أسلحة الدمار الشامل، الكل يتحول إلى صف الادعاء هرباً من أن يوصم بهذا الوباء، لو دققت في ما قدمه مركز زايد لما وجدت شيئا يعادي السامية ولا العقيدة اليهودية بل على العكس، ستجد محاولات محسوبة للحوار والتعريف بالآخر وتعريفه بهذه المنطقة، المهاجمون والمشجعون لهم لا يكلفون أنفسهم عناء بحث التهمة، وكل طرف منهم له أجندة خاصة، رد فعل هذه الفتاة أهديه مع التحية والتقدير لمن أعلن مؤخرا عن اكتشافه الخطير لما سماه “ثقافة ردود الأفعال”، تصور أن رد فعل طالبة يؤدي لكل هذا الهيجان، ويجبر وزراء خارجية أن يضعوه على جدول أعمالهم، السبب أن “رد الفعل” تم تبنيه من أناس يعتقدون أن لديهم قضية، ومشروع ابتزاز قديم متجدد فحملوا هذا الملف إلى كل من يستطيع تقديم العون لهم خوفا و طمعا ، وسط هؤلاء صفق بعض المنادين بشعار يا عرب.. يا مسلمون انبطحوا، رددوا هذه الاتهامات وأصدروا الأحكام بصواب قرار نية الإغلاق، بل أن المنادين بشعار يا عرب يا مسلمون.. انبطحوا، أصدروا شهادة الحصافة والحكمة من الدرجة الأولى مع نوط بعد النظر لدكتاتور معروف بجنونه السياسي، ولم يضعوا أي تقدير لشعبه وثرواته التي بددها يمينا ويسارا على نزواته السياسية، قدموا ميدالية الجودة السياسية لهذا الدكتاتور، لأنه انبطح، وأغمضوا أعينهم عما فعل ويفعل ببلاده وشعبه، وهو موقف فريد يحمل مفارقة عجيبة سيحفظها التاريخ.
ونحن أمام هذه الهجمة الشرسة على كل ما هو إسلامي وعربي، وقعنا بين فكي كماشة تطرف، أناس تم استلابهم فلم يتبق منهم سوى هياكل تقول إنهم منا، يحرضون على الانبطاح ويعدون بالمن والسلوى ، و آخرون لا يجدون سبيلا للمواجهة سوى مزيد من الاندفاع للانتحار، وكل طرف يقدم للخصم سلاحا يثخن جسد العالم العربي والإسلامي المريض أصلا.
إن إلقاء التهم أمر سهل، وبتوفر ألسنة طوال مثلما تملك جهات الضغط الصهيونية لا يجد المدافع من ينصت له ويصبح أمر التهمة حكما بالإدانة، ولا أحد يقول أننا أولى بسام من أولئك القادمين من مجاهل الغرب، وأن لا ضغينة لدينا إلا لمن يسلب حقوقنا ويتعامل معنا بعنصرية بغيضة و يعلن زرواً محاربتها، ويتهمنا بداء هو السبب الأول لانتشاره، لا أحد يذكر ماذا فعل اليهود بالعرب، ولا ما يفعلونه بالمسجد الأقصى، لو كان كنيساً يهودياً هل يتم الصمت على ما يحدث للأقصى.
الهجمة على مركز زايد هي دليل على نجاحه، ما أكثر المراكز حين تعدها، فهل تريدون مركزا خاملا ليس له ذكر أو أثر، كل هذا يدفعني للمشاركة في النداء بصوت عال للتمسك به، وتعزيز دوره وإنشاء نسخ منه، لقد وصل الغرور بالمنظمات الصهيونية أنها أعلنت أن إغلاق المركز لا يكفي بل لابد أن تعتذر دولة الإمارات العربية، بل إنهم طلبوا ذلك من سمو الشيخ زايد تحديدا، انظر إلى دائرة الطمع كيف تتسع، محاولة لتأسيس سابقة ومطالبات مستقبلية لن تنتهي، هي دعوة للحذر وإعادة النظر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط