اضحك مع الجوازات “1”

للضحك هنا أكثر من سبب، حتى لايكون من قلة الأدب، وكنت قد ضحكت و انتهيت، “ثم عاودتني الحالة” حين قرأت تصريحاً لمدير عام الجوازات يتحدث فيه عن تطبيق البصمة الإلكترونية، وأن هذا التطبيق الإلكتروني سيحقق التالي: ستقضي على الكثير من المخالفات وتضيق الخناق على مزوري الجوازات ونظام الإقامة السعودي وتمنع هروب العمالة الوافدة بأموال كفلائهم أو الخروج بطريقة غير نظامية وتدعم نظام العمرة الذي أقر أخيراً وتقضي على المخاوف من التخلف.
ستحد من التزوير بالكشف عن هوية الأشخاص وخاصةً عند ترحيلهم بدعوى أنهم متخلفون عن العمرة أو الحج أو عمالة سائبة بقصد الهروب وهم في الأساس عاملون لدى شركات أو أفراد.
ولم يضحكني أن كل ما سبق اعتراف صريح بأن كل هذه “البلاوي” تحدث يومياً، والمواطن وحقوقه ضحايا، وأن الجوازات لا تقوم بواجبها بل إنها ترحّل مدينين أو مختلسين وعلى حساب الدولة!!، كما لم أبتسم لأني تذكرت أنه مع صدور كل جواز جديد يقال إنه مستعص على التزوير وكذا أخت الجواز بطاقة الأحوال الفريدة التي زورها الأجانب فحصلوا ،ولو مؤقتاً ،على الجنسية، وحكاية الاستعصاء على التزوير مسلية ورغم أن هذا ليس صلب الموضوع.
نعود إلى إدارة الجوازات.. الإلكترونية فإذا أردت أن تضحك معها فاذهب إلى إدارتها بالرياض،شرط أن لا تكون مستعجلا وتضع في بطنك قالب ثلج بلوري ، لنفترض مثلا أنك تريد تجديد إقامة عامل لديك، يطلب منك دفع مبلغ التجديد في البنك المجاور ويعطيك البنك كوبونات، ومع أنك دفعت ودخل مالك إلى حساب الجوازات فلابد أن تقدم لها الكوبونات وصوراً منها، وأتفهم على مضض تقديم الكوبونات وعجزت عن فهم سبب تصويرها، وبعد تفكير وجولة حول المبنى ورؤية كثرة أعداد محلات التصوير استوعبت حرص الجوازات على السعودة ففي التصوير ترى الإدارة توفير فرص عمل للشباب من لابسي الثياب، تنافس سعودة مباسط “الخيار” وتحقق ما لم يتحقق في سوق الذهب لأنه ذهب وليس “طماطس”!، وتطلب منك الجوازات الإقامة وصورة منها رغم أنها هي وبنفس مبناها ودهاليزه من أصدر هذه الوثيقة ولديها كامل الأساس ، ولدينا هوس بتصوير الأوراق مما يدفعني للاعتقاد أننا من اكثر البلدان استيراداً لماكيناتها وأوراقها، اللهم لا حسد للوكلاء أو الأكلاء، والحقيقة أن المراجع تحول هو إلى أرشيف متحرك للدوائر وعلى رأسها الجوازات المتطورة، وهو من يعمل وموظفوها ينتظرونه ليبحثوا في أوراقه عن شيء يعيقه، ولن أستغرب أن يحتفل قريبا في بلادنا بأول وأحدث ماكينة تصوير عملاقة تصور المراجع كاملا يدخل في كبسولتها مثل ما يحدث مع جهاز الرنين المغناطيسي، وحرصا على الشخصية والمرازيم من تعفطات الانسداح يمكن الاقتراح ،بأن تكون الماكينة العملاقة على شاكلة.. “تلاجة” ستة قدم، و من المهم أخذ الاحتياط في المقاس طولاً وعرضاً لأن أبعاد السعودي اختلفت ما بين الطفرة والطفرة، يدخل المراجع لهذه الثلاجة يرتاح ويحافظ على تجمد قالب الثلج الذي في بطنه ثم يؤخذ له صورة إلى حد النخاع الشوكي يتضح معها عدد زياراته للشوكي، صورة لمرة واحدة “وجه وقفا”.. وكفى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.