بين فترة وأخرى تعلن إيران عن إنتاج سلاح جديد بإمكاناتها الذاتية، آخرها تدشين المرشد الأعلى لمدمرة – من صنع إيراني محلي – بحسب الأنباء الإيرانية. والمعلومات عن حقيقة تطور وجودة التصنيع الحربي الإيراني المحلي شحيحة، الشائع أنها نسخ من أسلحة شرقية، روسية، صينية، أو كورية شمالية، خصوصاً مع حصار تقني غربي، ربما يكون ذلك من قبيل الدعاية الموجّهة، قد يذكّر هذا بالمدفع العملاق الذي عمل عليه صدام حسين وما قيل عن قدرات صواريخ أبابيل وغيرها، بل ربما يعود بالذاكرة أبعد كثيراً إلى هيئة التصنيع الحربي العربي التي ماتت في مهدها وتبخرت أموالها، لكن الركون لهذا الاستنتاج أمر بالغ الخطورة، خصوصاً من الدول العربية والخليجية تحديداً. إيران لا تخفي رغباتها التوسعية ولا حماستها لتصدير أفكارها الثورية، وهو ما يتصادم مع رغبة دول المنطقة بالاستقرار.
فإذا كان الحضور الإيراني ظهر في لبنان وفلسطين وشمال اليمن على الحدود الجنوبية السعودية فماذا سيحصل مع قوة تقليدية متعاظمة! وهل الضغط الغربي الإعلامي على إيران في قضية الملف النووي له دور أو قوة دفع في تطور القوة التسليحية الإيرانية التقليدية؟ هذا ربما يكون الشغل الشاغل للمسؤولين العرب، وفي الخليج تحديداً، لكن مع هذا الزخم الإعلامي ما بين تطور قوة إيران التقليدية والضغط الإعلامي عليها في الملف النووي، نحن على مشارف أسابيع من تكامل سقوط تفاحة العراق في يد إيران.
ربما تكون الانتخابات العراقية المقبلة المسمار الأخير في نعش الحضور العربي في العراق وعودة العراق العربي، فلا يزال العرب دولاً وإعلاماً بعيدين عمّا يحصل في هذا البلد العزيز في مقابل حضور قوي لإيران متنوع العدة والطوابير، أقلها عدد كبير من القنوات التلفزيونية والإذاعية ما بين أرضية وفضائية، جميعها تعمل ضد عروبة العراق بأردية مختلفة. بقية وسائل الإعلام القوية بيد الولايات المتحدة، وأهداف الأخيرة استناداً إلى نتائج الغزو الأميركي – البريطاني لا تتعارض بالضرورة مع الأهداف الإيرانية، بل إنها تبنّت وأوصلت نافذين رضعوا السياسة من الثدي الإيراني وما زالوا أوفياء له، ومهما ظهرت بين فترة وأخرى من تصريحات ضد أسماء – آخرها ما صدر عن مسؤول أميركي ضد الجلبي واللامي وعلاقتهما بإيران – فهي من قبيل ذر الرماد في العيون، فمن الواضح أن لا تعارض في المصالح بين أميركا وإيران في العراق، بل هناك تفاهم غير معلن… «لنا النفط ولكم ما عداه»، والشواهد على الأرض كثيرة. ومع حضور عربي ضعيف ومجزأ في العراق، ولأن الحكومة العراقية الحالية طائفية بامتياز، لا تخفي خصومة مع الجيران العرب وتشرف على الانتخابات، لا يستغرب أن تحقق إيران فوزاً كاسحاً في الانتخابات العراقية لتصبح لها حدود جديدة مع أربع دول عربية فيما الجميع مشغول بالملف النووي… الإعلامي.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كلامكم كله على رأسنا .. قبل ساعة عمرو موسى يقول في تصريح رسمي
ايران ليست عدوة للعرب .. وعلى العرب الانتباه للفخ .. والالتفات للعدو
الحقيقي اسرائيل .. ايران تتسلح تتمدد هي بهواها لكن هما في ديرتهم
واحنا في ديرتنا الله يستر علينا ويستر عليهم .. لايدوس لنا على طرف
ولاندوس لهم على طرف لكن طلبنا لهم يحسنوا النئية .
شكرا ابو احمد جزاك الله خير . وترى الطاسة برضها ضايعه في هذه
المسألة والظاهر ان طاسة سيارتنا هي اللي موجودة بس .