حمل السلم بالعرض

هل أنت من الموظفين الذين يحملون السلم بالعرض؟ هل سبق وصدمتك هذه العبارة؟ هل شعرت أن السلم ثعبان يلتف حول رقبتك؟ يقال ذلك في العادة لمن يلاحظ أموراً في عمله ويصرح بها، هذه الملاحظات في الغالب لا تجد القبول من رئيسه أو من حوله أقلها لا يقبل الإعلان عنها «قدام الناس»، ربما هي تشير إلى قصور أو تقصير.. ربما تلفت الانتباه إلى عجز إداري.. أو مراكز قوى مخبأة مثل النسخة المخبأة في محرك البحث، يمكن الاستماع للملاحظات والأفكار في اجتماع ثنائي «مختصر» مع الصمت، الأخير يعني عدم الرغبة في تكرار «طاريها»، أما البوح بها فيعتبر إعلان خصومة.
لا أقصد هنا الموظف الذي يبارز زملاءه ورئيسه بلسان طويل، الأدب وحفظ المقامات وحتى الكراسي مطلوب، أولوية شريحة اللسان الطويل محصورة بشؤونهم الخاصة، الترقيات، العلاوات، الدورات، مع مقارنة مستمرة بفلان الذي حصل على.. ولم يحصل هو مثله، الموظف طويل اللسان في الغالب يحصل على حقوقه وزيادة وعندما يراجع شؤون الموظفين يحسب له ألف حساب، ربما يخدم في مكتبه، المهم «ابعد عنا»، هناك موظفون يداومون في إدارة شؤون الموظفين أكثر من مكاتبهم يبنون العلاقات ويقدمون الخدمات وما يخدم بخيل.. والمقايضة أصل التبادل التجاري، ربما يتذكر القارئ الآن في مسيرته العملية واحداً منهم، لا أقصد هؤلاء لأن الوظيفة ومهامها تأتي عندهم في مرتبة متأخرة، الوضع الوظيفي له الأولوية القصوى، ثم إن هذه الفئة لا تحتاج لسلم من الخشب
أو الألومنيوم لديها سلم مجدول من الحبال المتينة لا يراه أحد فهو مخبأ في الجيب.. يفرش سريعاً عند الحاجة.
المقصود موظفون شغلهم الشاغل العمل ومهامه فينسون أنفسهم ووضعهم الوظيفي، ليشرعوا في إعلان الملاحظات أو خطط وأفكار التطوير التي يرون أنها مفيدة، والمشكلة أن أي ملاحظة على وضع إداري تعني نقداً للقائمين على استمراره، تنتج عنه حساسيات شخصية من دون خوض في تفاصيل النقد وهل له مبرر أم لا.. هل يمكن استثماره أم لا؟ ينبذ هؤلاء ويوصمون بحمل السلم بالعرض، وتسد الأبواب في طريقهم غالباً، أخطأوا في اعتقادهم أن سلم الترقية والطموح الطبيعي محصور في الاهتمام بتطوير العمل وفتح آفاق روح المبادرة، الواقع يقول غير ذلك، فالتهمة أو الوشم، «حمل السلم بالعرض» يشير إلى سلم وحيد لا غير يمكن من خلاله – وأسلوب حمله – المرور من كل الأبواب من دون اصطدام أو خدش كتف أحد، رئيساً كان أو زميلاً منافساً.. أو مراجعاً من الوزن الثقيل، والصورة الكاريكاتورية ترسم الموظفين وهم يحملون سلالم على الكتف والظهر وبعضهم يمتطيها، وقد حملها عنه آخرون وهو جالس فوقهم.
والمضحك أن أفكار الشريحة المتهمة بحمل السلم بطريقة خاطئة وملاحظاتهم المزعجة وغير المرغوبة سابقاً قد تظهر بعد فترة – تطول أو تقصر – مع تعديل يفرغها من مضمونها على يد زميل أو رئيس ليصعد بها إلى أعلى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على حمل السلم بالعرض

  1. سليمان الذويخ كتب:

    ليتني اعرف من تقصد بمقالك هذا !
    فقد انطبق علي 90% منه
    حاولنا وحاولنا وتجمد وضعي الوظيفي 15 عاما في مرتبة واحدة
    بينما من كنت اعلمه كيف يكتب خطابا مكونا من 3 أو 4 أسطر ليرفعه لرئيسه المباشر ..
    باشر عمله وكيلا مساعدا !!! وليته عرف يدبر الأمور كان هانت !

    اخي عبد العزيز
    خلّ الأمور ملبده ولا تنكأ الجراح

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من يحمل السلم بالعرض لابد من اول شرط ان يكون الطاسة لديه معمرة تمام
    واذا عمر الطاسة او القرعه على قولة اخواننا المغاربة يقدر يشيل السلم بالطول
    والعرض والا لعب يهز الارض . وشكرا استاذي

  3. مهره كتب:

    مساء الخير للجميع
    سأتكلم عن السلم بالعرض في نطاق التعليم ……وهذه تمشي وتأكل وتشرب وتنام بالواسطة …..سأحكي لكم قصصا حقيقية ” إحدى المعلمات أرادت أن تكون موجهة مادة فساعدتها موجهه أخرى هي في الأساس دفعتها في التخرج ولم يحتاج الموضوع إلا معرض وسائل للمادة وتمت العملية بنجاح !! الأخرى معلمة مادة ولا تحب التدريس ولأن لها واسطة كبيرة فهي تتنقل كإدارية بين مكاتب التوجيه وبنفس راتب المعلمة , بينما المعلمات المريضات اللاتي لا يملكن واسطة ” يدرسّن وإلا يقدمن إستقالتهن ” … ” مديرة مكتب إشراف ” أكثر خلق الله إيذاء للمعلمات وتعرف أنظمة وتتجاهل الأكثرية التي ليست في صالحها وهذه المرأة مصالح ولا أدري كيف تصبح مديرة مكتب إشراف !!!! يبدو أن واسطتها قوية جدا !!
    إحدى المعلمات لسانها طويل وقوية وزميلاتها معهن 24 حصة وهي معها 16 حصة ولا أحد قال لها ثلث الثلاثة كم !!!! وهذا ديدنها من زمن بعيد ……لم يتغير شيئ !!!! التوجيه شاطرين على المعلمات اللاتي ألسنتهن في حلوقهن أما من تطالهن بلسانها فلا أحد يتعرض لها ………………
    مديرة مدرستنا تبحث عن المعلمات اللاتي لهن ثقل في مكاتب التعليم وفي الوزارت الأخرى ” يوما طلبت مني أن أطلب من زوج أختي اللواء أن يوظف شقيقها في عمل عسكري ” !!!!!!!!؟ ولم أقم بالأمر لأن لا سلطة لي على زوج أختي ….فأرتني نجوم القايله !!!!…..هذا حااااااااااااااااااااال التعليم عندنا ….وهناااااااااااااك قصص أخرى كلها تصب في السلم بالعرض !!!!!

التعليقات مغلقة.