السيد البراميلي

لو سألك معلم اللغة العربية عن موقع السعودي والخليجي من الإعراب بماذا ستجيب؟.
أنا سأجيب بأنه منصوب عليه، وعلامة النصب كثرة لعبه دور الضحية، إنه يجد نفسه غالبا في هذا الدور بل ويسعى إليه، جهلا و طمعا أو غرورا، هذا لا يعني على الإطلاق أن السعودي والخليجي لا يمكن أن يكون نصابا، أبدا ليس هذا هو المقصود، فنحن لدينا اكتفاء ذاتي من هذا التخصص ولا نحتاج إلى توطين هذه التقنيات، لا إلى سعودة ولا إلى خلجنة، ويمكن أن نقوم بالتصدير مستقبلا بل نحن بدأنا بالفعل،ولكن على مستويات منخفضة في الجودة النصبية!، مثلا، نحن نستورد متسولين من دول مجاورة ونصدر متسولين لدول اخرى، مع الفارق في كثرة العدد و ميدان العمل، صادراتنا من التسول هي في الأصل سياحة تعرضت لعوامل تعرية اقتصادية وتقزمت إلى تسول، أما وارداتنا، في هذا القطاع!، فهي إما تسول في الأصل أو” تحنشل”!!، وكأن دول الخليج مثل مواطنيها منصوب عليها هي أيضا، وإلا لماذا هذا الإهمال الذي يراه الأعمى في الشوارع.
أعود إلى صلب الموضوع، سبب الحديث عن النصب أخبار طريفة، واحد منها نشر في جريدة الوطن عن سيدة مصرية “صارخة” الجمال تخصصت في النصب على السعوديين، هكذا قال الخبر: صارخة الجمال، لك أن تتصور الجمال يصرخ، لابد أن لسانه طويل جدا..، انتبه لئلا تدوس عليه!، والجمال عندما يصرخ فإنه يعلن عن قلة الحياء، من العيار الثقيل، المهم أنها نصبت بمئات الألوف على سعوديين وخليجيين.
و في نفس اليوم تنشر جريدة عكاظ خبرا عن هطول أمطار نقدية من فئة الخمسمائة ريال “وين المرور عنها”!، وملخص القصة أن مشعوذين أفارقة نصبوا على مواطن وأقنعوه بأنهم لديهم “فقاسة” لتوليد النقود، فأحضر الرجل ربع مليون ريال، ربع أرنب، يريد أن يصبح أرنبا أو كنغرا كاملا فيما يبدو حتى يتمكن من الجري، فقيده الأفارقة وهربوا بالمال بعد أن نثروا جزءا منه لإلهاء المطاردين لهم، وجاءت المطاردة لأن الضحية استطاع الصراخ، فهب لنجدته البعض.
قصص من هذا النوع أكثر من أن تعد، بعضها لا يمكن نشره، وهو ما يدفعني للتساؤل هل للنفط تأثير على الجينات الوراثية لمن يسكن فوقه أو بجواره بحيث يصبح في متناول النصب، هل تأثر سكان البلاد النفطية بالبراميل فكادوا يشابهونها في الشكل وسهولة التدحرج!؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.