حبوب ضغط الأسهم

تخصص موظفو صالات تداول الأسهم اليومين الماضيين بتوفير حبوب الضغط والصداع، تحولت أدراج بعضهم إلى صيدليات بعد الانخفاض الكبير للأسعار، يوم الاثنين، بين يوم وليلة أو ليلتين ذهبت كل التصريحات المتفائلة أدراج الرياح، كان صديقي مخترع مؤشر عكرة الضب يطالبني منذ فترة بالكتابة لتحذير صغار المتعاملين، وقلت له وقتها إن ارتفاع الأسعار سكرة ونشوة تقود إلى مزيد من الطمع، وأنهم لن يستمعوا ، فهل يصدقون التحذيرات وهم يرون الأسعار ترتفع و من يجلس بجوارهم يحقق أرباحا؟، وكتبت مقال “سوق الحسايف” أول هذا الأسبوع وثبت أن الضب كان حكيما عندما أعتمد سياسة الحذر، والجلوس في الجحر رغم روائح الخزامى والنفل..البلاستكية.
بعض المتداولين في سوق الأسهم ليس لهم علاقة ودراية عميقة به، بعض منهم اشترى سيارات بالتقسيط وبفوائد مرتفعه تعرفونها حق المعرفة، ودخلوا إلى السوق وهو في الدور السابع، هنا سيكون السقوط موجعا، البعض الآخر استسلم للبنوك التي أسرفت في تقديم تسهيلات للمضاربة لذلك فإن الضرر على هؤلاء سيكون بالغاً، ولن نستطيع تقدير الخسائر لأن لا إحصائيات دقيقة متوفرة، التسهيلات البنكية المبالغ فيها للمضاربة ساعدت في تقديري على تضخم حجم الفقاعة المالية التي عاشها السوق ، وفي يوم واحد أصيبت شاشات التداول بالاحمرار، وثبت أن من أطلقوا صيحات التفاؤل على خطأ كبير، وفاز بالأرباح من حصل على معلومات دقيقة قبل غيره، وفي الطريق لأرباح البعض سحق آخرون بعضهم دخل إلى السوق في وقت متأخر و”على عماها”. ويعتقد بعض المتداولين أن السوق في حالة “تعشيق”، وهو مصطلح يعني أن السوق يهدّىء السرعة “لتعشيق القير” لسرعة أكبر، وهي حالة نفسية غير مصدقة لتبخر الأرباح بهذه السهولة، وحتى لو كان السوق في حالة تعشيق انتبهوا أيها السادة لأن لا يكون تعشيقا “للريوس”.
والمضحك المبكي ما نشرته بعض الصحف من تصريحات هنا وهناك من أن أسباب الارتفاع منطقية وأنها مرشحة للاستمرار، لا نحاكم النوايا ولكننا نعرف أنه سوق صغير يستطيع قلة التأثير عليه، يكفي أن يتحدى بعضهم بعضا ليتم ذلك، ومع احتكار المعلومات فإن مثل هذه السقطات متوقعة، وإصابة الشاشات بالحمى الحمراء غير مستغربة، والرابح في كل الأحوال هو البنوك و عيادات العلاج النفسي، وأتوقع أن يخرج لنا هذا السوق دفعات جديدة من المديونين لينضموا إلى الدفعات السابقة، في بطاقات الائتمان والتقسيط وتوظيف الأموال، والعوض على الله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.