«أماديوس» والغزلان

«أماديوس» يصلح اسماً للاعب أجنبي في الدوري السعودي، وهو بالفعل لاعب أجنبي في دوري الخدمات التقنية، «أماديوس» نظام حجز الذي أدخلته الخطوط السعودية إلى الخدمة فأحدث فوضى في المطارات كأنه رماد بركاني أوقف حركة الطائرات في العالم، الفارق أن الأخير طبيعي «يعني غصب»، والأول «مقدور عليه»، ارتباك وفوضى كان يمكن تداركهما بحسن الإدارة، لكن أولوية راحة عامة الناس لا يبدو انها في رأس القائمة. كنت سأكتفي بمقال الأمس، لكنني قرأت تصريحاً لمساعد مدير الخطوط للعلاقات قال فيه بعد النقله النوعية: « إن وجود حالات قليلة لبعض المسافرين بالمطارت لا تعني فشل النظام، إذ يستطيع من يواجه اي إشكال التوجه إلى مكاتب الخطوط في المطارات ويتم حلها مباشرة». انتهى، وهذا غير صحيح… ليست حالات قليلة، والظريف انه يناقض نفسه، الحالات القليلة في المطارات – بحسب تعبيره – تتوجه الى مكاتب الخطوط في المطارات، يعني «صبه احقنه»، الأخطاء واردة والعثرات يمكن تفهمها إلا أن التقليل من معاناة الناس لا يشير إلا إلى تقليل من قيمتهم.
***
أبارك لكل محبي الغزلان والوعول. أبارك لهم القبض على المشتبه به في قضية الصيد الجائر للغزلان. وأبارك للزملاء في صحيفة «الوطن» تكلل جهودهم بالنجاح وأنتظر القبض على مطلق الرصاص على مبنى الصحيفة. صراحة أستغرب ألا تتابع الصحيفة قضية إطلاق الرصاص على مبناها كما تابعت قتل الغزلان!
سابقة عرض صور المشتبه به أعادت الى الأذهان قضية التشهير التي كتبت كثيراً. حينها ظهرت آراء – بعضها رسمي – تمانع التشهير بسراق الأموال العامة والخاصة وتجار المواد الغذائية الفاسدة وغيرهم ممن يخزن الشعير والحديد والأرز… الخ. مع سابقة صائد الغزلان أطرح سؤالاً يقول ما رأي هيئة الرقابة والتحقيق في التشهير بصائد الغزلان ونشر صورته على الملأ في الصحيفة، هل يرى رئيس هيئة التحقيق ان التشهير هذا – ومن دون حكم قضائي – فعل متعد أم لم يتعد…؟ وهي مناسبة للتذكير بقضيتين غابتا في دهاليز الهيئة ولم نلحظ منها أي فعل، على رغم مساسهما بحياة وصحة الانسان لا الغزلان، الأولى قضية أطنان اللحوم «الممتازة» الفاسدة التي ضاعت في الأدراج منذ سنوات وبح قلمي في الكتابة عنها من دون رد، وقضية الحليب الفاسد وملف الأخيرة – بحسب مصادري الموثقة – لدى الهيئة منذ سنة حتى تحوّل الحليب الفاسد الى جبن «مدود». أمام هذا الصمت وذلك التشهير يبرز تساؤل خطير: ألا يصدق فينا حديث الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «أماديوس» والغزلان

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    سارق وقاتل ومنتهك الغزلان ( الحيوان) يشهروا فيه وستمائة رجل من مختلف القطاعات
    تتابع الرجال ومن كل حدب وصوب .. لكن سارق النفط احد عشر سنة مايصير يشهروا
    فيه .. والفول له دخل يابو احمد مليو نفي المئة .
    اما اماديوس .. هو مشتق من التيتانوس .. والاثنين من المحيوس والمحيوس يابو احمد
    تطلق على اللي يدور له على مخرج .. وكل مرة يلاقي في المخرج فيه جرة فول ..
    ومن الان شعارنا قل لالالا للفول . وسلامتك.

  2. مواطن استرالي فاهم كتب:

    الحقيقة شئ مخجل جدا وغياب للمهنية الصحفية فبأي حق تشهر جريدة الوطن بمواطن ضعيف كل جرمه انه اصطاد مجموعة من الحيوانات !!! لمااذا لم تشهر في الحرامية الذين تسببوا في كارثة جده ومات مئات الانفس البرئية ؟؟؟
    اه ياوطن …..

التعليقات مغلقة.