من أطلق الوحوش؟

سائق باص طالبات المرحلة الابتدائية يعترف بـ200 اعتداء جنسي، السائق – وهو من جنسية عربية – قبضت عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدمام، بعد بلاغ من والدة طفلة تعرضت للاعتداء ولم تصمت، اكتشف لاحقاً أن لديه سوابق وفي مقر سكنه عثر على اثباتات ومقاطع مصورة، وذكرت اخبارالصحف انه كان يشغل وظيفة مرموقة في إحدى الشركات وقد استغلها لابتزاز طالبات العمل.

قبل سنوات طرحت ضرورة اصدار قانون واضح لحماية النساء العاملات من الاستغلال والابتزاز والتحرش، جرى لاحقاً التهوين – بتصريح صحافي – من اهمية تلك المطالبة، ولم يكن طرحي من فراغ بل عن علم بقضايا حدثت لبعض المتقدمات للوظائف، اما نقل الطالبات فيكفي ان تنظر للفوضى التي تعصف بهذا القطاع – ان جاز التعبير – لتتوقع ان يحدث فيه كل شيء من دون ضجة.

يمكن ايقاف الكثير من التجاوزات بتجفيف المستنقعات، والاخيرة كثيرة سمحت لها جهات رسمية بالانتشار، انها من نتائج الاهمال والتراخي والتحول الى معامل لانتاج التراخيص وضع ما شئت من علامات التعجب والاستفهام وفتش عن المستفيد، وعندما يقوم وحش حقير مثل سائق الباص بمثل هذه الجرائم فإن البحث عن الاسباب واجب واصلاحها اوجب، يمكن لنا ان نطالب بإقامة الحد عليه وقطع رأسه اذا ثبتت عليه بعض تلك الجرائم، هذا من الإفساد في الأرض، إلا أن هذا لا يكفي بل من المهم احداث تغيير في الواقع، سواء في قضايا النقل المدرسي أم في مسألة توظيف المرأة.

والصراحة اني احمل وزارتي النقل والتعليم المسؤولية عن اطلاق هذا الوحش بل واتوقع توافر آخرين من أبناء جنسه، إذ تم توفير المكان المناسب للوحش المناسب، وجد افضل مكان للتجول بحرية وممارسة جرائمه من دون أي خوف أو حذر، وكان افضل موقع هو النقل المدرسي، كيف سمح له بالانخراط في عمل مثل هذا؟ هذا هو السؤال الذي يوضح الى اين وصلت الأمور في قضايا النقل، واهمال وزارة النقل لما يحدثه اسلوبها الاداري من اعتداء على المجتمع وامنه، ان المتتبع لاوضاع النقل المدرسي يرى بعينه أحواله السيئة التي لا تُرضي صاحب ضمير فكيف بمسؤول، والفوضى التي تعصف به ونتائجها من جرائم وتجاوزات هي مسؤولية من اعطى التراخيص وسمح لهذا الكم من التستر بالانتشار ولم يحقق ويدقق.

ستبقى اثار هذه الاعتداءات كوابيس في ذاكرة الصغيرات الى ما شاء الله، وستبقى في ذاكرة اهاليهم صخرة ثقيلة، والمطلوب أن يتم الإسراع بمثول هذا المجرم امام القضاء، وفضح كيفية تمكنه من الاستمرار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على من أطلق الوحوش؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    يابو احمد الله يبارك فيك اذا خلصنا من الساحر اللبناني والوساطات الجارية حاليا
    واللي اعتقد انه سوف ينعقد مجلس الجامعه العربية نتفاهم مع هذا القذر ..
    يارجل احكام صادرة من ديوان مظالم ومعنونة بغير قابلة للاستئناف يعني ماعاد
    فيها مفاهمة وحطوها في الدرج .. محاسبة هذا الذئب راح تروح في الغسيل
    واذا ماانغسلت اصلا بالبرسيل الجديد اللي اقلقتنا ام العيال عشانه.
    اخر الاخبار تقول ان الساحر اللبناني وصل بيروت . .. بس ابغى اعرف لو كان
    الساحر بنقالي كان راح شربة حب ومعاها تقطاطيعها .
    الله يرحمك ياطهطاوي بس .
    شكرا ابو احمد .

  2. يوسف الغانم كتب:

    ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …اسعد الله اوقاتك
    اذا عرف السبب بطل العجب ….ما يجعلك تتوصل الى احد الاسباب الحقيقية وراء فعلة هذا المجرم هو اتصال والد الطفلة التي تعرضت لاعتداء على هيئة الامر بالمعروف ولم يتصل بمركز الشرطة …لماذا ؟؟؟
    انه ضعف الامن وبرودة افراده وعدم حماسهم وتفاعلهم مع الوقف بجدية الا في حالة القتل واطلاق النار
    فالهيئة رغم كثرة اعمالهم وازدحام مهامهم الا انهم يعطون اولوية للقضايا المهمة وكثير منها تم القبض على مجرميها متلبسين وهذا ما يجعلنا ندعو للهيئة ونؤازرهم ونقف معهم

التعليقات مغلقة.