تحدي البنك السعودي الأمريكي

مهما كانت الظروف التي جعلت “ستي قروب” الشريك الأمريكي في البنك السعودي الأمريكي، أحد أكبر البنوك في المنطقة، يخرج من الإدارة مع بداية الشهر المقبل، فإنها تشكل تحدياً كبيراً للجانب السعودي في البنك، ومن المعروف أن إدارة “ستي قروب” للبنك التي تجاوز عمرها عشرين عاما تحكمها اتفاقية تم الاتفاق على إنهائها، و”ستي قروب” سيبقى أحد الملاك في البنك، وأسجل هنا نقطة هامة، وعن دراية أقول إنه خلال السنوات الأربع الماضية ومع وجود “ستي قروب” متوليا لإدارة البنك، فقد لاحظ المتابعون انخفاضا في الأداء فيما يخص الخدمات المقدمة للعملاء، تراجع أداء السعودي الأمريكي رغم أنه في مرحلة سابقة كان رائدا في التحديث والتطوير، و مبادرا في إدخال كثير من الخدمات والتقنيات للسوق المصرفية السعودية، هذا التراجع حدث ولوحظ قبل أحداث سبتمبر، ومن ضمن آثاره خروج بعض الكفاءات السعودية من البنك في تلك الفترة، فقد استقطبت البنوك الأخرى كثيراً من موظفي السعودي الأمريكي، ففيما كانت البنوك الأخرى تتقدم كان السعودي الأمريكي ثابتا أو متراجعا.
لذلك فإن التحدي الذي يواجه الإدارة الوطنية الجديدة كبير، فهي أمام تحديين، الأول النهوض بالبنك ليواكب تقدم البنوك المنافسة القائمة وتلك التي فتح الباب لها وستبدأ في العمل قريبا، والثاني تقديم صورة جديدة ناجحة للعمل المصرفي بأياد سعودية صرفة تحكم كامل القرار المصرفي عمليا وليس شكليا، لدي يقين كامل أن هناك العديد من الكفاءات السعودية في البنك نفسه وفي السوق المصرفي ككل، وهنا ننتظر أن تكون مسيرة البنك متصاعدة ليتجاوز ويوفر خدمات أحجمت بقية البنوك عنها والسوق والمواطن في حاجة ماسة لها، في هذا الجانب لدى تفاؤل، وأمنيات.
وكان من المنتظر أن يكون “ستي قروب” في حجم الحاجة كمستثمر في السوق السعودي منذ أكثر من أربعين عاما، حقق خلالها نجاحا كبيرا وأرباحا أكبر، كان من المنتظر أن يكون له دور إيجابي في تحسين العلاقات السعودية الأمريكية التي تتعرض حاليا لأزمات، وهو الذي يعرف السعودية جيدا، ويخبر المجتمع السعودي جيدا، وهو ما يطرح سؤالاً آخرا عن دور رجال الأعمال الذين تتركز أعمالهم وعلاقاتهم مع سوق الولايات المتحدة الأمريكية في تصحيح الصورة عنا لدى الشعب الأمريكي والمنصفين في الإدارة الأمريكية، لكن هذا للأسف لم يحدث بالشكل الذي يواجه الهجوم الكاسح لتخريب هذه العلاقات.
أتمنى التوفيق للإدارة الجديدة، وأهمس معلقاً على خبر قيل فيه إن الموظفين التابعين لستي قروب لا يشكلون سوى واحد في المائة، لأقول القضية ليست قضية نسب، فكلنا يعلم كيف تحتسب النسب، القضية هي في الأساس قضية القرار بيد من؟، ومفاصل البنوك بيد من؟، ومايشاع أن ستي قروب قد أبلغ الموظفين التابعين له في السعودي الأمريكي أن خدماتهم انتهت لديه وأن الباب مفتوح لهم ليتم التعاقد معهم من الإدارة الجديدة، وهنا أتصور أن السعودي الأمريكي مع المرحلة الجديدة بحاجة لدماء جديدة سعودية تحديداً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.