صاحب النعجة

اهتم عدد من الزملاء بقضية أستاذ جامعي يحصل على راتبين، واحد من أمانة جدة والثاني من الجامعة، لاحظت أن أي خبر «فيه إن» تكون أمانة جدة طرفاً فيه. تحولت إلى كيس ملاكمة يتحمل اللكمات عن كل الأمانات والهيئات والوزارات، وأخيراً أمهلت الأمانة من المجلس البلدي بجدة ثلاثة أيام لتوضيح أسباب تزايد حالات حمى الضنك، وهو أمر لا يحتاج إلى بحث، فالسبب أوضح من الشمس في أغسطس، لقد انتصرت البعوضة، إنها حمى فساد لم تتم مواجهتها بوضوح، والتأخر في التصدي يؤدي إلى زيادة انتشار الحمى.
أرى أستاذ الجامعة مثل صاحب النعجة في القصة القرآنية، الفارق أن مع نعجته «رخلة» لطيفة، وصغار الضأن فيهن خفة دم لافتة للنظر، ومعروف أن بعض أساتذة الجامعة يوظفون كمستشارين لدى جهات حكومية، إنها الخطوة الأولى في سلم الوظيفة الحكومية إما يصعد من خلالها أو يقف، الصعود أو «النشوب» بين الأدوار تحدده عناصر يطول الحديث عنها. حسناً… لماذا تركز الأخبار الصحافية على من لديه نعجة واحدة؟ لست أدري؟ ماذا عن أصحاب فرقة وفرقتين من الحلال، مثل المسؤول الذي يتولى منصباً مهماً يحتاج كل الوقت والجهد ومع ذلك يترأس عدداً من الشركات، أو الموظف الذي يتم «دعمه» بعضوية مجالس شركات مساهمة عدة من دون أي إضافة يحدثها، ربما يكون ذلك من شروط الترشيح! أقول «وش يبد عليه»؟ فما هي القدرات الخارقة التي تمكّنه من إدارة كل هذه المهام؟ ألا ترون في هذا سبباً لكثرة الإخفاقات وعدم قدرة أجهزة على تطور أو تغيّر.
وحتى لا ينظر للطرح أنه حسد من الزملاء وقطع أرزاق – كما يقال – مع أن الرازق هو الله تعالى، لا بد من التركيز على الإنتاج والعطاء: من المستفيد أكثر، الموظف أم حاجة الوظيفة؟ وهل للتنفيع أو التسكيت دور؟ وأيننا من تعارض المصالح الذي يكاد يصبح عرفاً، استغرب…! ديوان المراقبة العامة الذي أثار قضية الأستاذ الجامعي لم يلتفت إلى انتشار تعارض المصالح المعلن أو سوء استغلال المنصب. والكل يتذكر شواهد من جمع رئاسة جمعيات خيرية مع شركات مساهمة، وهو مثل أن يجمع الرجل مع زوجته… عمتها، وأرى فيه الكراهية، من ذاك إلى تعارض المصالح الذي ظهر أكبر إعلان عنه في عمل هيئة سوق المال وشركتها: أين ديوان المراقبة العامة؟ ولماذا تتركز الكاميرات على صاحب النعجة الوحيدة؟
* * *
منعطف تاريخي في عمل الصندوق السعودي للتنمية، قرض ميسّر للقطاع الصحي في… جمهورية كوبا – ما غيرها – بخمسة وسبعين مليون ريال، سبحان المعطي، ليت ديوان المراقبة العامة يخبرنا عن رأيه في أعمال الصندوق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على صاحب النعجة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    انا اعتقد وخليني اصيح شوية يابو احمد زي عادل امام انا (اعوذ بالله من كلمة انا) اقول انا اعتقد
    انه لايوجد من طور طرق الفساد مثل ماقامت بتطويره بعض الجهات الخدمية عندنا .. الرجال اللي خبرك
    فيه يابو احمد ماشاء الله تفتقت افكاره وشعشعت معاه الامور وقال ماشاء الله يحتاج الى اراء بعض
    الاكاديمين في الجامعه من اجل تطوير المؤسسة فاستعان بعد الله بعدد من دكاترة الجامعه وحظه
    الطيب انه اختارهم جميعا من النوع اللي يكتب في الصحف شوف الصدف الحلوة بس يابو احمد
    ورب صدفة خير من الف ميعاد .. المهم هي جلسة واجتماع واحد وزعت عليهم استمارات ومن ثم
    تم الاجتماع الخاص وقالوا اراءهم والبعض توكل على الله والاخر مازال يتوكل على قلم يبيض وبيضه
    سبحان الله ازرق يلمع . يبرق يشعشع قلم يقول عنك انك قائد ملهم .هذه ناحية يابو احمد
    الناحية الثانية المنعطف التاريخي لصندوق التنمية ماهو منعطف هذه مصالح يابو احمد لانورط يابو
    احمد من فين نجيب دخان بعدين ماهو هذي كوبا اللي تسوي الدخان هذا اللي زي العصا .. يقولوا
    الحبة بمائة ريال تجلس مع الواحد يومين .. يالله هما يسوي دخان واحنا نسوي دعاء .
    الله يرحمك ياطهطاوي وشكرا

التعليقات مغلقة.