الدور على صندوق الفقر

الصندوق الوحيد من صناديق الحكومة الذي لم يبدأ العمل على رغم طول عمر الحاجة إلى مشروعه هو صندوق الفقر سابقاً، الصندوق الخيري الاجتماعي حالياً. صناديق أخرى تعمل بنشاط منذ إنشائها حتى أن بعضها ذكر انه يشكو من قلة الإنفاق! قضية صندوق الفقر توارت. قبل أيام قرأت خبراً، دخل صندوق الفقر منفقاً على مشروع – امتياز تجاري في تجارة التجزئة، العجيب أن وزارة الشؤون الاجتماعية عرفت «خريطة طريق» عندما ظهر في الأفق قطاع خاص يقدم أفكاراً، مع غموض الخريطة.
منذ البداية تخبطت وزارة الشؤون الاجتماعية ردحاً طويلاً من الزمن ما بين تعريف الفقر ومحاولة الإمساك بخطه، واعتاش عليه موظفون. لاحقاً ظهرت سحابة استراتيجية تبخرت، ثم جرى مسح الذاكرة بتغيير الاسم، لكن بقي الفقر في ازدياد. ظهر القطاع الخاص لينفتح الصندوق المغلق.
لست ضد مشاريع تجارية يقوم بها القطاع الخاص، أتفهم القدرة على اقتناص الفرص، خصوصاً في بيئة عقم أفكار تعيشها جهات. إنما هل يعقل أن يكون القطاع الخاص هو المفكر الوحيد والموجه الوحيد و… الصياد الوحيد؟ احترم الشطارة التجارية، إنما لا يعني هذا عدم البحث والتدقيق في نجاعة التوجهات – التجارب – ومدى مساهمتها في حل مشكلة ضخمة تتراكم. والسؤال كيف استطاع القطاع الخاص بأفكاره فتح صناديق لم يستطع الإعلام تحريك أقفالها؟ مع تأخرها – إلى درجة العجز – في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمكافحة الفقر والحد منه.
مشروع مكافحة الفقر له فترة زمنية طويلة، هي بعدد سنواتها شاهد على عجز إداري لجهات كلفت حمل الأمانة، فما الذي يدفعنا الى التفاؤل بهذا التوجه الجديد وهي من تشرف عليه؟
من اللافت أن معظم الصناديق أصبحت تنفق بسخاء مع القطاع الخاص حتى بنك أو صندوق التسليف. أصبحوا يقرضون برامج قطاع خاص أوجدت أصلاً للإقراض!؟ لم يتبق سوى صندوق التنمية العقارية؟
الحاجة ملحة الى جهة محايدة مستقلة، تقيم هذا الاتجاه مثلما تقيم توجهات صناديق أو بنوك حكومية أخرى. هل هي في المسار الصحيح أم لا؟
لم يكن المال مشكلة إنما كمنت المشكلة وتكورت في كيفية إدارته وتصريفه في مصارفه المفيدة التي تعلي من شأن المصلحة العامة. وإذا لم تبزغ شمس جهة للتقويم والتقييم في الوقت المناسب فإن هذه الأموال معرضة للخطر، في حين أن القطاع العريض ممن رصدت مبالغ لمصلحة رفع مستوى معيشتهم ينامون تحت بساط الفقر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الدور على صندوق الفقر

  1. محمدالاحمد كتب:

    تطل دوما بانسانيه عاليه وبفكر جميل دمت داعيا للخير

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    صندوق الفقر .. نستأذنكم استاذنا لنتجاوز هذه المرحلة فقد تخطيناها شوية .. نذر كارثة بئية
    فسيولوجية وكيمائية وانتحارية في تصاعد وفي صور تعبيرية .. الان يابو احمد ليست الحلول بالصناديق
    الان الحلول اتضح تماما انها لن ولاتتم الا بالمحاسبة والمحاسبة التي تبداء بجريد النخل وتنتهي
    بغرف الصعق الكهربائي لكل مسؤل فقط قصر في الامانة التي او كلت اليه مرتشيا او مستغلا
    او مزورا .. يابو احمد يحكي لنا احدهم وممن ابتلي باكل امواله من مسؤل قذر فيه من القذارة
    مايكفي لاشباع ملايين القذرين امثاله يقول له هل رأيت انه قد تم محاسبة اي مسؤل في الدولة
    قام باختلاس او نهب .. وهنا نتجه الى تناول الفطور بدون فول وشكرا ابو احمد .

  3. فايز بن حاتم كتب:

    لماذا لم تتسأل عن سبب أستقالة ثلاث مدراء عامين للصندوق خلال سنة
    ففي منتصف العام الماضي أستقال الدكتور / عبدالله المعيقل مدير عام الصندوق
    عين بعدها الأستاذ / عبدالملك السناني ولم يمض الاستة أشهر وقدم أستقالة ورفض كل محاولات ثنية عنها
    بعدها عين الدكتور / خالد الجماز مدير عاما ولم يمض سوى أربعة أشهر كذلك وقدم أستقالة بزعل شديد
    فما السر إن ثلاثة مدراء أستقالوا خلال سنة
    اليس هذا محل غرابة وموضع نقاش وطرح إعلامي مثير

التعليقات مغلقة.