خطوة كبيرة في مسيرة الإصلاح

الترجمة العملية لمكافحة الفساد وسوء استغلال النفوذ تسير بقوة، بعدما حظيت بدفعة ملكية نوعية وحازمة، قرارات الملك عبدالله بن عبدالعزيز – ملك الإصلاح – الخاصة بكارثة جدة امتازت بالشمولية، والحرص على سرعة البت، شملت علاج الواقع الحالي، لتلافي أخطار محتملة، وتتبع أسباب تراكمات تجاوزات وأخطاء، وحصر من يقف وراءها، يضاف إلى هذا تأكيد على اهتمام خاص بجرائم الفساد المالي والإداري، بحيث لا يشملها العفو، وتوجيهات محددة لجهات متعددة، ولم يغفل اشارة مهمة لدور الشركات والمكاتب الاستشارية التي ثبت اهمالها.
احالة الملف الى هيئتي الرقابة والتحقيق والادعاء هو الخطوة – الإجرائية – الاخيرة لتقديم المتهمين للقضاء. وهو ما زال ملفاً يكبر ويتضخم، ما زال يحتاج إلى جهد لإكماله، وفي الاخبار سيتم استدعاء أمناء سابقين وكتّاب عدل لمزيد من التحقيق، اضافة الى استدعاء اخرين لم يحضروا «قالت «الحياة» إنهم 43».
في الاجراء الملكي دروس وعبر، وفي القرارات خطة عمل لإصلاح واقع حالي تعاني منه مدن ومحافظات اخرى في السعودية، ولو كنت رئيس بلدية صغيرة في اقصى بقعة، لوضعت طرق السيول والعبارات على رأس الاولويات، ولفتشت ما حولي بحثاً عن تجاوزات، ولأوقفت العمل بالمحسوبيات، خوفاً على نفسي بالتأكيد! الحقيقة ان الاوامر الملكية تعني تغييراً جوهرياً في طبيعة العمل الحكومي، وهي تدشن مرحلة المحاسبة العلنية، إنها سابقة عظيمة وإنجاز كبير سيكتمل ليتحقق منه المرجو عندما يقول القضاء كلمته بعدل وانصاف.
كان الارشيف قسماً قصياً في الادارة الحكومية، تحول الآن إلى وحش لا يعرف متى يخرج من القمقم، فتتحول الاوراق والملفات الى مخالب وانياب، وفي السنوات الماضية طالعنا اخباراً عن حرائق اصابت ارشيفات في امانة جدة وفي كتابة عدل، انه الارشيف يحفظك اذا حفظته، ويتتبعك في حياتك اذا لم تحفظه لا تدري متى ينادي بالصوت المرتفع. مع اوضاع الارشيف في الادارة الحكومية لا يستغرب ان لجنة تقصي الحقائق عانت الكثير في التدقيق، وبذلت جهداً كبيراً حتى انها ذهبت لقضايا فساد اخرى، لتجد انها تشتبك مع اسباب كارثة جدة مثلما تشتبك الوديان ببعضها البعض.
جملة القول ان الادارة الحكومية في بلادنا دخلت بعد القرارات الملكية الشجاعة مرحلة جديدة يتلمس منها الاصلاح والتغيير الى الافضل، كما ان الانطباع العام بعدم المحاسبة غير دقيق، خصوصاً بعدما حفر السيل في الأرض، ليبرز الى السطح فساد وتجاوزات تراكمت منذ عقود، من كان يتوقع ذلك؟ أجزم بأن لا أحد توقع وبالأخص أولئك الذين تمتعوا وتسدحوا باستغلال النفوذ.
القرارات الملكية تاريخية بمعنى الكلمة، تعني في ما تعني أننا بخير وعلى الطريق السليم، فشكراً لملك الإصلاح وشكراً لرئيس وأعضاء لجنة تقصي الحقائق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على خطوة كبيرة في مسيرة الإصلاح

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    اليوم ابو متعب مئة مئة وملاءها عدل حتى انها طفحت تمام .. الان الباقي على الاخوة
    الكرام والذين وثق فيهم ابو متعب لتفعيل هذا القرار التاريخي .. يكنسوا جدة تمام ..
    ويتركوا التلميع علينا .. وبعدين يبداؤ في البقية ويطوفوا البلد وصلة وصلة .. اقسم
    بالله الذي تعالت اسماؤه يابو احمد لو واحد بس من القذرين وخاصة من الفاسدين اللي
    ضحكوا على المجتمع وعلى المسؤلين وعاثوا في الارض فسادا اتعلق واحد منهم
    من رجوله ستة ساعات امام باب الملك عبدالعزيز في الحرم كأن شفت شئ ثاني
    والله اني افتكر الامير احمد بن عبدالعزيز يوم كان امير مكة المكرمة .. يوم ماينفرش
    والا ينجلد واحد من القذرين ينادوا على كل المسؤلين وجمهور كبير من المواطنين
    يجوا يتفرجوا ويقعدوا ثلاثة ايام مايناموا الا والنور مولع .. الفاسدين والمرتشين هذولا
    يابو احمد مايفهموا الا هذه اللغة وبس .
    والله يعمر دارك .

  2. أبو بسام كتب:

    ما دام كل قرار من هذه النوعية يجب أن يمر على الملك عبدالله حفظه الله و ليس له جهة رقابية صارمة تتابع المخالفين باستمرار فسنجد أهل الفساد (يهدوا اللعب شوية ثم ترجع ريمه لعادتها القديمة)

التعليقات مغلقة.