شركات أم محظيات

لو لم تطرح الصحافة وتلح على قضية المشتقات البترولية هل كان سيحقق فيها بسرعة أكبر من المعتاد؟ سؤال مشروع يطرح على الجمارك وغيرها من جهات ضبط ورقابة، دعونا نعيد صياغة السؤال… رقابياً، لو لم تختلف بعض الأطراف في إحدى هذه الشركات. ما ادى الى تواصل مع الصحافة هل كانت القضية ستظهر للسطح بما تستحقه من الاهتمام؟
قالت صحيفة «المدينة» ان لجنة جمركية عليا ادانت 11 شركة ومؤسسة من 19 منشأة عليها علامات استفهام، اشكر الزميل عبدالله الطياري على متابعته، المصادر التي اعتمد عليها الزميل قالت: «القضية كشفت الكثير من قضايا التستر التجاري والصناعي التي مورست بالأخص من مؤسسات صغيرة وعمالة وافدة فيها». انتهى.
ما زلنا نبتعد عن مواجهة الحقيقة «مؤسسات صغيرة وعمالة وافدة»، من المؤكد ان هذا صحيح، إنما من الذي جعله ممكناً؟
في قضية سرقة أو «مساهمة» حديد المسعى، اكتشفنا ان الإدارة العليا للعملية هي من مواطنين مسؤولين في الأمن والأمانة! في حين كان الباعة أو الوسطاء من الوافدين. لماذا نذهب بعيداً؟ دعونا نعود الى التهرب الجمركي واستغلال فروقات أسعار وتراخيص صناعية لأغراض التربح من دون إضافة قيمة حقيقية لاقتصاد البلد، وكيف يمكن ان تشارك جهات رسمية بالتسويغ له؟
وزارة التجارة خالفت الأنظمة والقوانين وأهدت خطاباً لشركة بتروكيماويات مساهمة «متهمة في قضية تهريب المشتقات المدعومة» يشير خطاب التجارة الى عدم الممانعة في شراء الشركة منتجات بترولية من السوق المحلية لاستخدامها كلقيم! الامر الذي استدعى تعليمات من جهات أعلى وجهت إلى الوزارة لتصحيح هذا «الخطأ» الجسيم.
لماذا حظيت هذه الشركة بهذه الميزة يا ترى، والى أي مدى استفادت منها وخسرت الدولة؟ السؤال يوجه لوزارة التجارة، القرارات التي تم ضربها بعرض الحائط متوافر صور منها في المكاتب. على رغم هذا الشق الكبير لا اتوقع سوى معالجة النتيجة من دون اصلاح الجذور، بل لا أستبعد أن تبرز الشركة «المحظية» خطاب الوزارة كوثيقة رسمية للدفاع، ويخرج المسؤول الذي وقعه مثل الشعرة من العجين، كم يا ترى لدينا من شركات محظيات لا تخضع لحقيقة المنافسة مثلما لا تخضع للمساءلة، تستنزف الاقتصاد فترة من الزمن الى ان تظهر علامات ذلك لتوقف وعفا الله عما سلف. لا أستبعد تحمل مساهمي الشركة المساهمة من حقوقهم دفع قيمة الغرامات في حين تكون الادارة ومجلسها آخر المتضررين وأول الرابحين.
وفي الوقت الذي ننتظر ما يصدر من احكام لنرى مقدار تنفيذ جهات رقابية مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمكافحة الفساد واستغلال الوظيفة والنفوذ، وعياً بما يهدف الى تأصيله فإن اللجنة الجمركية مطالبة بشرح حقيقة ما كان حدث في الموانئ للرأي العام، وكيف استطاع الاستمرار كل هذه السنوات، ما زالت هناك اسئلة كثيرة من دون إجابة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على شركات أم محظيات

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    في قضية سرقة أو «مساهمة» حديد المسعى، اكتشفنا ان الإدارة العليا للعملية هي من مواطنين مسؤولين في الأمن والأمانة..
    طيب وبعدين يابو احمد .. نحتاج الى تفسير .. والا نجيب من يقراء الكف والمندل .
    ترى مصخوها مرة وزاطت واخرتها ماهو طيب .. الله يستر بس .
    وشكرا

  2. ابوالركاء كتب:

    الضرب في الوزارات حرام والله حرام الفساد متفشي لدرجة تدمي القلب ومن امن العقوبه …….
    ياليت ماعندي بزارين والله ماقعد كثر ماقعدت الله يرحم جدتي كانت تقول(وارابح الي لاذلول ولا قيد ولا عيال بالدهر يمحنونه)وتوني اعرف وش تقصد كانت الله يرحمها طفشانه من هاك الايام

  3. سليمان الذويخ كتب:

    الشركات عندنا والمساهمة منها بالذات هي موارد للفساد
    وتذكر اني اردد منذ عشرون عاما خلت بين الزملاء من باب المداعبة فأقول :

    اذا اردت ان تسرق في وضح النهار وفي رابعته وضحاه …
    فلتكن في مجلس ادارة شركة مساهمة
    سيكون كل ما تمتد اليه يدك مبررا ببند تختلقه في اي وقت شئت !
    – مصاريف سفرية
    – ضيافات
    – بدلات .. حتى لو شراء بدلات وكرافتات !
    – وبإمكانك توظيف احد من غير السعوديين وتقاسمه الراتب ثلث له وثلثان لك
    ولو استمر في اسرد لزدتكم غما
    واسأل محاسبا قانونيا كتب على مكتبه الشرط اربعون !

التعليقات مغلقة.