الرشوة الأفغانية

لم أقرأ تفاعلاً يذكر في الصحف السعودية مع قضية الرشوة الأفغانية، لا متابعة أخبار أو ردود رسمية، على رغم حشر اسم السعودية فيها، كانت «الحياة» قد نشرت في الخامس من أيار (مايو) الجاري خبراً عن بدء السلطات في العاصمة الأفغانية محاكمة مساعد وزير بتهمة الرشوة. «الحياة» اعتمدت على وكالة الأنباء الفرنسية، هذا جزء من الخبر: «بدأت أول من أمس في العاصمة الأفغانية كابول محاكمة موظف حكومي أفغاني بتهمة نقل رشوة قدرت بمئات آلاف الدولارات من السعودية إلى وزير في حكومة الرئيس حامد كارزاي. وتتهم السلطات محمد نور وهو مساعد سابق لوزير الحج والشؤون الدينية الأفغاني، بأنه حصل على رشوة من شركة أجنبية أثناء موسم الحج الماضي».
قضايا الفساد في حكومة كارزاي معروفة وهي واحدة من القضايا العالقة بين «الزعيم» الأفغاني وبين الحكومة الأميركية المتبنية له، على رغم محاولات الدعم السياسي الأخيرة، وهذه لا علاقة لنا بها، اللهم إلا في قضايا المساعدات التي يجب أن تذهب لمستحقيها، لا إلى جيوب قلة منتفعين على أشلاء ضحايا الحروب.
ما ينتظر التركيز عليه هو فحوى الخبر، نقل الأموال من السعودية إلى الوزير في حكومة كابول، والإشارة إلى أن وسيط الرشوة، حصل عليها من «شركة أجنبية في موسم الحج الماضي»، فهل هذه الشركة هي أجنبية عنا وعنهم، بمعنى أنها ليست سعودية أم لا؟ وفي كل الأحوال ما هي جنسيتها وعلاقة القضية بموسم الحج؟
ربما تكون هناك جهات رسمية تحقق في الأمر، لكن لم يظهر أثر في الأخبار. هذا الغموض يشرع طرح الأسئلة، والقضية حساسة لأنها تسيء لصورة السعودية. نعم، من الواضح أن لا علاقة لها بالأمر، لكن حشر موسم الحج ونقل الأموال من أراضيها، بحسب ما جاء في الخبر، يزيد حجم الإساءة. يضاف إلى هذا أنها ليست المرة الأولى، إذ أشار مساعد الوزير المتهم إلى انه سبق له نقل نصف مليون دولار بالطريقة نفسها وعلى مراحل وللوزير نفسه. الأخير يستمتع في بريطانيا والحكومة الأفغانية تحاول استعادته.
ولعل أهم التساؤلات المشروعة تتمحور حول غرض الرشوة والأهداف من وراء دفع مئات الآلاف من الدولارات وفي موسم حج وهل لها علاقة بعمليات غسل أموال أو مخدرات وبلادنا تعاني من استهداف؟ أم أن لها أهدافاً وعلاقة بأمور أخرى؟ أسئلة لا أعرف إجابة عنها، لكنها تقافزت أمامي. تتبع ذلك والكشف عنه بشفافية من الجانب السعودي ضرورة، إيضاحاً للحقيقة، ولقطع الطريق وسد المنافذ على من يستهدف البلاد، خصوصاً في مواسم الحج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

8 تعليقات على الرشوة الأفغانية

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد الله يجعلك في خير دائما .. اذا كان على ماينشر ومعليش سامحنا جزاك الله خير .. احدى الصحف الالكترونية التي تتمتع بمصداقية ومهنية عالية نشرت تحقيقا واسمح لي جزاك الله خير بوضع الرابط :
    http://www.hadth.org/news.php?action=show&id=4158
    يحمل جميع القرائن والدلائل التي لاتقبل الشك وبمعنى ادق تحقيق متكامل ولايحتاج حتى الا سؤال !!!
    نحن جميعا لانشكك في ذمم اي كان لكن مانشرته صحيفتنا المتمكنة والقديرة (الحياة) ومن خلال سياق
    الخبر يشير الى ان المتهم الرئيس في قضية الرشوة هو مساعد لوزير الحج الافغاني (وتتهم السلطات محمد نور وهو مساعد سابق لوزير الحج والشؤون الدينية الأفغاني، بأنه حصل على رشوة من شركة أجنبية أثناء موسم الحج الماضي).. اذا بارك الله فيك الاطراف الراشية من الطبيعي ان تكون ممن لها علاقة باعمال الحج وليس لها علاقة من الطبيعي بالطاقة النووية .ولب المشكلة التي اشرت اليها استاذنا والتي تتضمن
    تساؤلات نحن والجميع نعاني منها عن مايجب اتخاذه او مايتخذ حيال امثال هكذا اخبار وهكذا تحقيقات جاهزة
    وتقدم على طبق من ذهب كما يقال والصدى المتوقع لها .
    حقيقة يابو احمد وسعادتكم وصحيفة الحياة الموقرة وبعض الصحف الاخرى باتت في الاونة الاخيرة تقدم خدمات جليلة يشار اليها بالاحترام لكافة الجهات الرقابية والتي من المفترض ان تتحين فرصا ذهبية مثل هذه الفرص التي لاتقدر بأي ثمن وتوفر الكثير من الجهود التي يمكن ان تبذل من الجهات الرقابية للقضاء على افة الفساد والمحسوبية واستغلال المنصب وهدر المال العام وهي المصائب التي بتنا كمجتمع نكتوي بنارها
    في حياتنا اليومية .. ادامكم الله استاذنا وشكرا

  2. مرزوقي محمد عارف كتبي كتب:

    اين رجال الامن واين الإخلاص في العمل ام يحتاج سمو سيدي النائب الثاني وزير الداخليه متابعت كل الأمور بنفسه وكأنه لايوجد احد غيره وإبنه البار سمو الإمير محمد

  3. سليمان الذويخ كتب:

    هذا وانا اخوك يصدق عليه المثل اللي يقول : ( اللي يشيل قربة مشقوقة .. ما تخر الا عليه )!
    وياما من القرب شلناها وتحملنا وزرها !

    ياليت نلتفت لأوضاعنا ونترك الخلق واوزارهم فوالله ما حصلنا منهم الا الهم والغم والذم وثقل الدم !

  4. مطوف خبير كتب:

    الاغراض من اهداف الرشوة بالنسبة لاعمال الحج لاتحتاج ابدا الى اي من انواع الذكاء واول هذه الاغراض مايختص بتأمين السكن للحجاج حيث يتم استئجار عمائر سئية ومواقع بعيدة وغير لائقة للحجاج من قبل متعهد السكن التابع للبعثة الرسمية للحج وتتواطاء مؤسسة الطوافة مع هذا المتعهد بالسكوت والتطنيش عن سوء اوضاع السكن ويلام المطوف امام الجهات الخاصة بالمراقبة والمتابعه ويأكل الهبرة من طرف البعثة ومن طرف المؤسسة ومن طرف الوزارة بمعنى ادق على ثلاثة توزع الامور من رشاوي وخلافه والغرض الثاني قيام بعض مؤسسات الطوافة بتسهيل منح بعض الانواع من الحجاج ومن الذين يبذخوا في عطاياهم
    ويمنحوا اراضي ومواقعوا قريبة من الجمرات مقابل مبالغ مأهولة توزع مابين المسؤل في البعثة والباقي لايخفى عليكم وغيرها الكثير من الاغراض .

  5. أحمد علواني / مكة كتب:

    ميزة كلامك يا دكتور انه للمثقفين الواعين فقط واللبيب بالإشارة يفهم لكن السؤال الذي يطرح نفسه اين ه1ا اللبيب ؟ اما الفساد فحدث ولا حرج والله ما حد عندك ومن أمن العقوبة اساء الأدب مو بس الأدب اساء للبلاد وسمعة البلاد بسبة وجود بعض المفسدين من اصحاب المصالح بمؤسسات الطوافة والسؤال لمن يتبع هذا المرتشي والراشي لأي مؤسسة طوافة ؟ اين وزارة الحج عنهم ؟ اين هيئة الرقابة والتحقيق عن الوصول لمن اساء الى سمعة بلادنا الحبيبة وهم يتسترون تحت ستار الزهد وخوف الله وهم غير زاهدين ولا يخافوا الله ويستخدموا المادة في تسييس وتسيير امورهم من اجا التلميع والتمجيد عبر صفحات الجرايد بإعلانات مدفوعة مدججة بالصور ويتغنوا بشعار حملهم لنوط الحج الذي منح لهم من 8 سنوات وهم بؤرة الفساد بعينه ويعتقدون واهمين ان هذه الإعلانات تنطلي على العارفين ببواطن الأمور ، في إعتقادهم انها سوف تعمي الأبصار عنهم وانها خير وسيلة للتغطية على جرائمهم وفسادهم وعبثهم بمصالح العباد من المطوفين الأحرار ولكن لهم نقوا اصبروا وصبر جميل ولكل بداية نهاية ولك الف تحية وسلام يا كاتبنا العزيز يا رمز الوفاء والمواطنة الحرة يا سويد ،،،

  6. شادي رباح قصقص كتب:

    الأخ الفاضل أحمد السويد ‏،
    تحية طيبة و بعد.
    في الحقيقة أود أن أعبر عن اعجابي و متابعتي الدائمة لمقالتكم عبر جريدة الحياة بشكل يومي و بما أنكم تتطرقون في مواضيعكم للمشاكل الشائكة من وحي يوميات مجتمعنا،‏ أردت أن أقترح عليكم التطرق الى موضوع شائك آخر و هو موضوع التعقيدات الخارجة عن المألوف في الموانئ بما يختص بفحص البضاعة المستوردة فلقد وصل الأمر الى حدود لا تطاق و يبدو أن لا حياة لمن تنادي.‏ و كل الجهات المعنية من جمارك و جهات الفحص تتخذ ذرائع لا أساس لها من الصحة ،‏ و النتيجة تأخر بفسح البضائع لأسابيع و أشهر مع تكبد التجار خسائر بأرقام خيالية.
    يتعذرون أنهم يحرصون على اتباع انظمة الجودة…كل هذا هراء…فهم لا يسعون الا الى تحقيق مكاسب خيالية على حساب أصحاب المال من المستوردين و التجار….فيا حبذا لو تستطيعون التواصل معي لكي أطلعكم على حكايات حقيقية تشيب لها الرؤوس ‏،‏ شاكرا لكم ايتاح الفرصة للكتابة في موقعكم الموقر.

  7. شادي رباح قصقص كتب:

    أرجو المعذرة…فلقد حدث خطأ في كتابة أسمكم الكريم…الأخ عبد العزيز بن أحمد السويد.

  8. مرزوقي محمد عارف كتبي كتب:

    ( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة ).
    والفساد الإداري الحاصل هذا لهو خير دليل على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

التعليقات مغلقة.