بطاقة الأحوال في جيب من؟

يتحول المواطن إلى مصدر دخل لجهات حكومية من دون أدنى عائد له. لا أرمي الكلام عبثاً، سآتي بنموذج مضحك: يعلم الجميع أن صور الوثائق مفروضة تقريباً في كل طلب، لجهات حكومية وخاصة، وتزايد نشر أخبار عن استغلالها ليس خافياً، آخرها قصة الشخص الذي عمل وكيلاً شرعياً لشركة 18 عاماً منتحلاً اسم مواطن. الأمر لا ينحصر عند هذا بل يتجاوزه إلى استغلال أسماء المواطنين من قبل شركات ومؤسسات للتوظيف الوهمي، الغرض رفع نسبة السعودة للتمكين من زيادة الاستقدام! الظاهرة قديمة أثبتت عجز وزارة العمل عن التصدي لها. الحل ليس صعباً.
في علمي أن هناك تعليمات – جديدة – من وزارة الداخلية بمنع تصوير الوثائق في الفنادق والشقق المفروشة، لكن الأمر يتجاوز السكنى إلى أمور أخرى حتى عند تركيب خط هاتفي! أصبح المواطن يحمل صوراً لبطاقة الأحوال جاهزة عند الطلب. مرة توقّف أمامي متسول «كشخة» وقبل أن يتكلم هممت بإخراج صورة بطاقة الأحوال لأناولها إياه!
أعلم أن هناك من يؤجر «رقم» بطاقته أو يوفرها للأقارب والأصدقاء من أصحاب الأعمال وليس هذا هو المقصود.
ما الجديد إذاً؟… النساء دخلن على الخط.
صديقي أبو سعد «المواطن» اكتشف أن زوجته موظفة في مؤسسة تجارية في «قلايع وادرين»، من دون أن يدري أو تدري، وعندما «سولف» مع صديق له أخبره الأخير أن قريبات له حصل لهن الموقف نفسه. جهات حكومية تستقبل أوراقاً تقدم لها وتركنها، ثم إذا اشتكى أحد تغرّم المتسبب – إذا استدلت على عنوانه – في الغالب لا يستدل على العناوين، وزارة العمل أخيراً أعلنت أنها لم تستدل على عناوين عشرات الشركات والمؤسسات وكأنها مرخصة في جزر الكايمن، يظهر أن هذه المنشآت تابعة للجن، أحد منكم «شاف» رجل أعمال جنّياً!
إذا اكتشفت أن بطاقتك مستغلة من دون علمك لن تحصل على شيء، سوى الهرولة بين الأجهزة الحكومية، ستتجه الى التأمينات الاجتماعية التي ترحب بالقضية، فإذا تأكدت استولت على المبالغ التي تم سدادها باسمك وغرمت المنشأة، لن تحصل حتى على السعي، إذا طولتها وذهبت لوزارة العمل لن تحصل على شيء، وإذا «راسك يابس» يمكنك الذهاب إلى القضاء وهو طريق وعر بما فيه البحث عن المتسبب.
أليس من حق من استغل اسمه الحصول على شيء! نصف المبالغ المسجلة باسمه على الأقل، «لكم عشرون ولنا عشرون»، هذا اقتراح للأستاذ العزيز سليمان الحميد «أبو سعد المسؤول»، محافظ مؤسسة التأمينات! إذا كانت وزارة العمل والتأمينات «مبسوطين» على هذا الوضع لماذا لا يشاركون المتضررين بقطعة من البسكويت، أما أضعف الإيمان فهو توفير التأمينات إمكان التأكد من خلال موقعها بيسر وسهولة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على بطاقة الأحوال في جيب من؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    في جانب السعودة انا اشهد يابو احمد واروح معاك ان شاء الله للامين العام لهئية الامم المتحدة
    في مؤسسات الطوافة عندنا يجينا الخبر قبل مايشرفوا موظفين مكتب العمل باسبوع وهات ياشواهي
    ودلال قهوة وتمر من اللي الحبة طولها مترين وعشرة سنتيم وبعدها يفض الاجتماع ويقتصر على
    المسؤلين الكبار وبيانات معدة مسبقا وكلهم سعوديين وبالعقال والشماغ .
    يابو احمد لجان السعودة هي نفسها تحتاج سعودة ووطنية ونزاهة .. وعودة للمربع الاول
    واليوم جانا حبحب وادي الدواسر والله ياحبحب يابو احمد ود الواحد ينام جنبه . وسلامتكم

  2. سليمان الذويخ كتب:

    اهلا بأبي احمد
    دعني اقتبس :
    (((( ثم إذا اشتكى أحد تغرّم المتسبب – إذا استدلت على عنوانه – في الغالب لا يستدل على العناوين، ))))
    هل تعلم انه من ضمن التعديلات الأخيرة على السجل التجاري الا يطالب المتقدم للسجل التجاري بعقد ايجار !!؟
    مع ان عقد الإيجار الذي كان يطلب في السابق عقد ( الله اعلم به ) فالبعض يتصل بصاحب مكتب ويرسل له العقد ، يعني مكان ممارسة التجارة وهميا
    وكان في الماضي تطلب صورة من رخصة البلدية ، وكما تعلم فالبلدية حريصة على ان الموقع لايكون وهميا فهي ستبدي ملاحظات على الديكور ورسوم اللوحة الخ

    اليوم تحصل على السجل التجاري وهو معلق بين السماء والأرض
    فقط برنت من الأحوال انك متسبب ( ويمكن انك موظف ولم يتم التعديل والتحديث )!!
    واليوم زاد الطين بله ان المرأة والطالب كلهم لهم حق في السجل ايضا !

    وربك يعين بس

  3. أبو بسام كتب:

    المواطن يحصل على مكافأة من الدولة؟!! That’s a new one

التعليقات مغلقة.