حفلة شجب وتنديد

الحماس كبير والتنافس أكبر للشجب والتنديد بالمجزرة الاسرائيلية الجديدة التي طاولت ركاب أسطول الحرية، ويلاحظ تنافس على استثمار المأساة من اطراف عدة، الصورة تتكرر، السلطة الفلسطينية تهرول في محاولة لقطع الطريق على الخصوم بمبادرة وفد المصالحة، ويمكن الجزم بعدم التصالح، أما الحكومة المقالة فلا تتوانى عن تحقيق مكاسب لا تتعدى الحضور الاعلامي وتأكيد صحة المواقف، فرنسا كالعادة كانت أول المنددين إعلامياً، غداً ستكون أول المصافحين، ثم توالت بيانات الشجب والأخف تلك التي أبدت الأسف، واستدعاء السفراء لإبداء الاستياء على فنجان قهوة. كل هذا سيختفي، حتى مظاهرات الجماهير الغاضبة والدعوات لمقاطعة كل ما هو إسرائيلي سيتلاشى. القصة متكررة مع ضحايا جدد تؤكد أن اسرائيل دولة إرهابية.
اسرائيل خبيرة في التعامل مع ردود فعل قضايا من هذا النوع، ولا شك انها أعدت العدة للمواجهة، صورة الوحش الاسرائيلي الدموي الحالية ستنخفض درجة احمرارها رويداً رويداً الى حين نرى مسؤوليها وهم يجتمعون مع ساسة عرب وأجانب… لبحث القضية وما توالدت منها من قضايا.
الا ان هناك فرصة ذهبية لدول عربية وجدت نفسها في زاوية ضيقة وعاشت سياستها الخارجية حالة من الحرج الخانق، سبب الحرج – الظاهر – تصديقها لوعود الإدارة الاميركية المتبخرة،
وثبت لمن يبحث عن الحقيقة ان سياسة اميركا مع العرب في ما يخص اسرائيل غرضها الأساس شراء الوقت لصالح الأخيرة، وهو ما تنجح فيه بعون من الضعف والتشظي العربي، النتيجة من هذا الاستمرار في الرهان على وعود زائفة وشطارة السياسة الاسرائيلية ان ايران دخلت على الخط وأمسكت بأوراق مهمة في القضية العربية لتصبح الاكثر حضوراً ومزايدة، وهو ما زاد من الانكفاء السياسي العربي، حتى أصبحت بعض الأنظمة العربية خصماً لشريحة مهمة من شعوبها.
هل الفرصة سانحة لفك الحصار عن أهل غزة؟ نعم هذا صحيح وهي فرصة ذهبية لدول عربية لاستعادة المبادرة والإمساك بأوراق كانت بين يديها ثم طوحت بها وعود الخارجية الاميركية، استعادة الأوضاع ممكنة والغضب العالمي ضد اسرائيل يجب ان يستثمر في وقته المناسب، أما التعويل على مجلس الأمن وقرارات شجب وتنديد فهذا لن يحقق جدوى.
ومثلما اعتاشت أنظمة عربية على القضية الفلسطينية وارتقى سلم الرئاسة في بعضها من أصبحوا قادة لاحقاً بدعاوى تحرير فلسطين، فإن هناك سياسيين فلسطينيين يعتاشون على القضية ولا يستغرب تفضيل بعضهم استمرار حالة الجمود فيها متى ما تحققت مصالحهم الشخصية، لذلك فإن البحث عن وجوه سياسية فلسطينية جديدة نظيفة ومخلصة لدعمها أصبح حاجة ملحة، والدور الريادي في هذا يقع على عاتق فلسطيني الداخل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على حفلة شجب وتنديد

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ندين ونستنكر ونشجب ونطلع وننزل وندهن ونناول ونمرر ونسكت ونتغاضى .
    ونكبر المخدة ومازال العرض مستمر وحصريا على قناة الامة العربية .. امجاد ياعرب امجاد
    وويلك ياللي تعادينا ياويلك ويل .. خخخخ .
    ومالنا الا الحبحب. وشكر الله لكم استاذنا

  2. سليمان الذويخ كتب:

    اخي الفاضل
    يعلم الجميع ان هناك من رموز المزايدين على القضية من هم حريصين كل الحرص على بقاء الوضع كما هو عليه
    فلان الذي استلم منصب وزير لمدة لا تتجاوز سنتين ثم نسمع انه اشترى فندقا بثلاثين مليون دولار
    لا اظن ان احدا سيشكك في نزاهته !!!!
    فالمعروف ان دخل الموظف يحسب بضرب راتبه الشهري في 12 شهرا وانتهى الأمر
    من هو الموظف الحكومي ولو بمرتبة وزير الذي يحصل على 30 مليون دولار خلال سنتين
    15 مليون دولار بالسنة يعني مليون وزيادة حبتين شهريا !!
    وأين ؟ في بلد من بلدان الثراء ؟ ام في بلد تدفع لهم الدول العربية المانحة والداعمة مرتباتهم !!

    القضية قضية فعلا
    والخلل من داخل البيت الفلسطيني
    والمتضرر هو الفلسطينيون العزل
    والمستفيد رموز تذهب لهذا البلد او ذاك لتتسول بإسم الفلسطينيين
    وتحيل ريع التسول الى ارصدتها في البنوك
    والواقع خير شاهد

    اما سفينة حرية ومن هالكلام
    فليس سوى مواد للإعلام
    ومني لكم اوفى تحية وسلام

التعليقات مغلقة.