وصلني رد من وزير المياه والكهرباء على مقال الأسبوع الماضي أنشره كاملاً.
«اطلعت على مقالكم المنشور في صحيفة «الحياة» بتاريخ 3-7-1431هـ والمعنون «غموض موقف وزارة المياه» والذي تحتجون فيه وبشدة على الوزارة اهتمامها بتسرّب المياه من المغاسل في المنازل واستهلاك الكيلوغرام من اللحم. وإهمال أهم استنزاف تعاني منه الثروة المائية في السعودية حالياً وهو – في رأيكم – تصدير المياه المعبأة. وإن كان لي من عتب على الأخ الكريم فهو في عدم إعطاء الموضوع حقه من التحقق والبحث قبل إصدار الحكم، ولو فعلتم ذلك لتبيّن لكم أن الوزارة لم تخطئ في تركيزها على الجانبين اللذين أشرتم إليهما. وإليكم التفاصيل: لو اطلعتم على بيانات الصادرات الخارجية والتي تنشرها دورياً وزارة الاقتصاد والتخطيط لوجدتم أن كمية المياه المعبأة المصدرة تبلغ تقريباً 250 ألف متر مكعب في عام 2008، وهو آخر إصدار حصلت عليه الوزارة. قارن هذا الرقم – وفقك الله – بما تستهلكه الأعلاف ومعظمها يذهب لتربية الماشية. تستهلك المملكة من المياه الجوفية غير المتجددة لزراعة الأعلاف قرابة أربعة بلايين متر مكعب في العام الواحد – أي بمعدل يومي قدره 10.000.000 متر مكعب أو حوالى 470.000 متر مكعب في الساعة الواحدة – بمعنى آخر أن كمية المياه المعبأة التي نصدّرها في عام كامل تعادل ما تستهلكه الأعلاف في نصف ساعة فقط.
لندع الأعلاف جانباً لنعود إليها لاحقاً وننتقل إلى الجانب الآخر من احتجاجك وهو الاستهلاك المنزلي. يبلغ الاستهلاك المنزلي اليومي من المياه في المملكة حالياً 6.200.000 متر مكعب أي حوالى 250 ألف متر مكعب في الساعة، أي أن كمية المياه المعبأة المصدّرة في عام كامل تعادل الاستهلاك المنزلي في ساعة واحدة فقط، إذاً فكمية المياه المعبأة المصدّرة سنوياً هي قطرة في بحر ما تستهلكه زراعة الأعلاف أو المنازل. تذكر أخي الكريم، مرة أخرى أن تصدير عام كامل من المياه المعبأة يساوي استهلاك نصف ساعة للأعلاف وساعة للاستهلاك المنزلي. أترانا إذاً قد أخطأنا تقدير الأولويات في التنبيه؟ بالمناسبة فإن تصدير المياه المعبأة لا يقارن أبداً بكمية المياه المصاحبة لتصدير الألبان، وهي الأولوية الثالثة في حملة الوزارة التوعوية بعد الأعلاف والمنازل، وإليك التفصيل. تصدّر المملكة سنوياً من الألبان قرابة 600.000 طن، ولأن اللتر الواحد من الحليب واللبن يستهلك على الأقل 500 لتر من المياه لإنتاجه (معظمه على شكل أعلاف) فإننا في الواقع نصدّر سنوياً من المياه المصاحبة قرابة 300 مليون لتر مكعب أي معدل يومي قدره 800.000 متر مكعب أو بمعنى آخر ما نصدّره من المياه المعبأة سنوياً يعادل ما نصدّره من مياه مصاحبة للألبان في ثمان ساعات فقط. أختم بالطلب من أخي الكريم تأمل الأرقام السالف ذكرها، وأختصرها في أن كمية المياه المعبأة المصدّرة في عام تعادل استهلاك الأعلاف في نصف ساعة واستهلاك المنازل في ساعة واستهلاك تصدير الألبان في ثمان ساعات. آمل التلطف بنشر هذا الإيضاح كاملاً. وفقكم الله ورزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل».
***
للوزير الكريم عبدالله الحصين الشكر والتقدير على اهتمامه بالرد والمعلومات المهمة التي أوردها، وأود الإشارة إلى أن لا خلاف على أولويات الوزارة في استهداف الأكثر استنزافاً، الخلاف هو في عدم ذكر – أي طارئ – عن تصدير المياه، الترشيد من وجهة نظري قضية مبدأ، تصدير المياه المعبأة الذي يراه الوزير الآن نقطة في بحر الاستنزاف الاستهلاكي مرشّح للتصاعد ليصبح أكثر قوة من الأعلاف والألبان، وإيقافه لا يحتاج من الوزارة سوى إلى جهد بسيط؟! فكّر معي يا معالي الوزير في المستهلك الذي تحاول الوزارة إقناعه بالترشيد، – فتلاحقه مع خرفانه وعند استحمامه -، وهو يرى سيارات التصدير تعبر، أو يسافر هرباً من انقطاع المياه ليجدها معروضة في أسواق أخرى، مثل هذا المستهلك لا علاقة له بإحصاءات التجارة الخارجية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
يعني الحصين مايبي الناس تشرب لبن ولا تاكل لحم هل هذا منطق
لماذا لم يذكر كميات المياة المتسربه من الشبكه بسبب تقادمها او بسبب الحفريات والتي تزيد كثيرا عن ماذكرة عن المياة المعباة ولماذا نصدر مياه للخارج مهما كانت قليله المفروض يمنع تصدير المياة
والاعلاف تستورد من برا
اما ان يلقي الحمل كله علي المواطن لا تاكل لحم لا تشرب لبن لا تتروش ويترك الحبل علي الغارب للتجار للتصدير ولزراعه الاعلاف فهذا غير منطقي
بعدين الحصين ما اهضمه من ايام ماكان في التحلية فيه عنجهية زايدة ولا يحب النقد اتمني الا يطول في منصبة وليت يشوف رواتب موظفي شركة المياة بعد تخصيص المصلحة وكيف طمرت الي ارقام فلكية وتحول الموظفين العاديين الي خبراء ومستشارين سبحانك ربي
ألف شكر للوزير الحصين على رده وتوضيحه واحب ان اطرح مسألة حسابية رياضية واولويات يجب التنبه اليها:
1- زراعة الأعلاف على مدار العام ويقوم المزارعين بتركيب رشاشات اكبر حجما في فصل الصيف ويتم سقيا البرسيم مرة أو مرتين في اليوم اثناء الصيف
2- في المقابل فان زراعة القمح المهجن تدوم لمدة ثلاثة أشهر فقط واثناء فترة الشتاء وتتم السقيا معدل مرة واحدة من اسبوع الى اربعة ايام وهذا يعني أن استهلاك المياه في وقت مناسب وبشكل اقل بكثير من الأعلاف.
3- القمح يعطينا محصولا وكذلك يعطي كمية كبيرة من الأعلاف وهذا يعني ان القمح يعطينا مصدرين للغذاء القمح واللحوم.
اولويات:
1- الخبز هو في أعلى السلم لمسألة الامن الغذائي ويجب العودة اليه ولكن بشكل مقنن استخدام الأراضي الخصبة والمياه الاوفر (وقد يقصر انتاجه على الشركات المساهمة الكبيرة وبكميات محددة مسبقا) تفي بغرض الاحتياطي للملكة لو لا سمح الله حدثت قلاقل تمنع المستورد.
2- الخبز قبل اللحم والحليب في حالة الحاجة الماسة للغذاء ولذلك يجب أن يكون القمح المحصول الاستراتيجي للملكة ويتم ايقاف التوسع في اعلاف اللحوم والألبان.
3- بمجرد تقنين انتاج القمح فان جميع مزارعي الأعلاف سينتجون القمح والأعلاف بوقت واحد وبفترة زمنية قليلة وستكون المياه المستخدمة اقل بنسبة 70% من ما تستهلكه مزارع العلاف بل سيتم توفير الكثير من الوقود واستهلاك الأدوات الرأسمالية والعمالة و غيرها من الأسمدة والمبيدات الحشرية.
4- سوق القمح العالمي تعدى ثلاثة ريالات للكيلو الواحد وهذا مرهق للدولة ويستنزف العملة الصعبة وتوفير هذه العملة وصرفها في الداخل سيوجد وظائف وأنشطة مصاحبة لزراعة القمح حيث سيعمل صاحب الشاحنة وسيعمل صاحب الورشة ومحلات الزراعة وهذه الدخول ستذهب للبقال والمدرس وغيره من القطاعات الاقتصادية في البلد.
أخيرا ومن هذا المنبر المبارك أدعو الى اعادة زراعة القمح بشكل مقنن والتقليل من منتجات اللحوم والألبان للاسباب التي ذكرتها سابقا والدراسات لدى الوزارة تثبت حسابيا ما ذكرته أعلاه.
الخبز الخبز الخبز ثلاثة خطوط على هذه الكلمة عند جميع الدول من أعلاها في التقدم الى آخرها في سلم التخلف ويشذ عن ذلك بلد واحد المملكة العربية السعودية وعسى العواقب تكون سليمة بمشيئة الله.
نشكر معالي الوزير ولكن :
البيانات والأرقام النظرية شيء
والواقع غير هذا
ايرضيك يا معالي الوزير ان يباع كرتون المياه مثلا بأربعة عشر ريالا للمواطن ( كمعدل )
بينما يباع للتصدير بنصف السعر تقريبا ( 7- 8 ريالات) !!
المعروف ان التصدير يكون لكسب العملة الصعبة وليس لهدرها للنصف في مياه ( ثروة وطنية )
ثانيا مجال المقارنة غير متكافىء ابدا ، فهل الأعلاف والأبقار تشرب مياه شرب صحية ؟!!!!
ام ان بعض المزارع تسقى بماء مالح عسر ؟!
ثالثا : تبقى المقارنات بالساعة واللتر امورا بعيدة عن الدقة
خذ مثلا :
(((( لو اطلعتم على بيانات الصادرات الخارجية والتي تنشرها دورياً وزارة الاقتصاد والتخطيط لوجدتم أن كمية المياه المعبأة المصدرة تبلغ تقريباً 250 ألف متر مكعب في عام 2008، )))
بداية لماذا نستشهد ببيانات قبل سنة ونصف ومن قال ان هذا الرقم دقيقا ؟
اسألني انا يا معالي الوزير فقد عملت سنوات في بيانات الصادرات ورأيت من البيانات ما يضحك ويبكي ! بإختصار لا تعتمد عليها .
250 الف متر مكعب = 250 مليون لتر
الأرقام في احد الأماكن تقرب من هذا في اقل من نصف الفترة وفي مكان واحد فقط
أي ( ليس على مستوى المملكة ) !
نكرر شكرنا لمعالي الوزير ونرجو الا تكون هناك حساسية في الرد
فالجميع يعلم ان من اعد الرد هو ممن يجلسون على المكاتب ويفتحون كتاب الاحصاء السنوي من مصلحة الاحصاءات العامة .
كيف بك لو سمعت احد الأعضاء في مجلس الشورى يناقش موضوع آبارا يتم حفرها شمال المملكة لينزح ماؤها ليذهب خارج المملكة ؟!
كيف ونحن نرى سقيا الأرصفة بالمياه ؟
كيف وقد شهدت احدى شركات المقاولات يخلطون الاسمنت لبناء الارصفة من انبوب مياه شرب تم كسره بواسطة معداتهم
كيف و ..
نصمت افضل
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
رد من مسؤول ووزير محترم بغض النظر عن ماتضمنه الرد .. لكنه رد في زمن اصبح الرد فيه من
المسؤل اشبه بمعجزة . الله يكثر الموية بس.
تصدق وتأمن بالله يابو احمد انا اتخيل ان الحكومة قررت انشاء موقع الكتروني وقسمته
الى اجزاء جزء للكهرباء وجزء للصحة وجزء للتعليم وجزء للحج والى الاخير ومهمة الموقع
استقبال شكاوي المواطنين والشكوى اللي تظل معلقة لمدة 72 ساعة بدون رد يحيلوا
الوزير للتحقيق والمسألة تخيل استاذي لاعاد نحتاج ديوان مظالم ولا هئية رقابة ولامباحث
ادارية ولاديوان مراقبة ويصير الناس ماعندهم ضغط ولاسكر ولايتضاربوا ولايقتل الجار
جاره ويعرف الواحد يحب اسرته ولايضرب ولده والوالد مايقتل ابوه وتنزل الامطار ويرخص
السمن والجبن تعتقد يابو احمد يصير هذا الحلم والا اروح انام واتغطى مظبوط واكبر
المخدة وشكرا .
هناك مصدر للمياه يهدر أيضا سواء بارمي في البحر أو الصحاري و لا يتمالإستفادة مه إلا في أضيق الحدود.
هذا المصدر هو مياه الصرف الصحي المنقاة ..
لم نسمع عن أي مشروع لتجميع هذه المياه للإستفادة منها زراعيا .. خاصة و أن درجة نقاء هذه المياه يصل بها أن تكون صالحة للشرب و الإستهلاك الأدمي.
ما أعرفه شخصيا في جده ان محطات التنقية الموجودة يتم ضخ المياه المنقاة الناتجة منها مباشرة للبحر و القليل منها يتم إستخدامه في ري الحدائق العامة.
لماذا لاتنشأ شبكات لضخ هذه المياه المنقاة للمناطق الزراعية و الإستفادة من هذا المصدر المتجدد بدلا من إستنفاذ المياه الجوفية.
ان أزيد علي ما سبق سوى هذه…
هلا سألته عن استهلاك ملاعب القولف في المملكة و أولها الواقع في جنوب مدينة الرياض في أول طريق الخرج ( بالعربي على يسارك)