أيها السياسي العربي «خذ على دربك حطبه»

منذ سنوات طوال ولا شغل للسياسة الغربية والإعلام الغربي والعالمي سوى التركيز على الطموحات النووية الإيرانية. وخلال هذه الفترة الطويلة لم يظهر أي اهتمام حقيقي بخطر السلاح النووي الإسرائيلي المتوافر أصلاً، بل إن مناسبات الحديث عنه – عربياً – في وسائل الإعلام الغربية نادرة، أما في تصاريح الساسة الغربيين فهي أكثر ندرة. السؤال: لماذا كل هذا الاطمئنان- العربي- للسلاح النووي الإسرائيلي، وهو المتعاظم ولمن يمتلكه تاريخ حافل بالوحشية واعتداءات سافرة لم تستثن المدنيين أو الأطفال ولا المستشفيات والبنى التحتية المدنية؟
هل هناك تعارض بين «فرصة» الإصرار على فتح ملف السلاح النووي الإسرائيلي وأخطاره على بلدان وسكان المنطقة وبين اتجاه الغرب لمحاصرة إيران؟ لا يرى تعارض بل ما يشاهد هو فرصة تاريخية تضيع من بين أيدي الساسة العرب.
ربما يسأل سائل. وما المطلوب، والعرب شذر مذر، وقد أصبحت الخلافات بين بعضهم البعض لها الأولوية، وتم استقطابهم أجزاء ومجموعات، وقد اختاروا السلام ما يعني أن الحرب ليست من خياراتهم.
حتى خيار السلام تحوّل عند العرب الى خيار الضعف، ما دفع سياسياً أوروبياً من المدلسين إلى القول إن العرب يسوقون لمبادرتهم داخل إسرائيل. لم يبق سوى إقناع كل فرد من دولة الاحتلال.
لكن، حتى خيار السلام هذا فيه مساحة واسعة للعمل السياسي والإعلامي وهو ما نبحث عن آثار إيجابية له بالعدسات المكبرة من دون أن نجد شيئاً يذكر.
وأضعف الإيمان، كان من الممكن ربط الدعم – أو الصمت – العربي والإسلامي لمجلس الأمن والقوى الكبرى تجاه مشروع إيران النووي بضرورة التوقف عند السلاح النووي الإسرائيلي والتعامل معه بجدية. لكن هذا لم يتم نتيجة للضعف والتجزر واختراقات السياسة الغربية والإسرائيلية للعرب، حتى لو كانت هناك خلافات مع إيران في العراق وفلسطين ولبنان، كان من الثمين استثمار الفرصة. هذا الرابط النووي الذي تم تجييش العالم له لماذا لم يستثمر عربياً؟.
أعود للإجابة على السؤال، ما هو المطلوب من السياسي العربي أو المسؤول العربي الذي يسافر الى الخارج أو يلتقي بإعلام غربي تحديداً. هناك مثل شعبي لدينا في السعودية يقول: «خذ على دربك حطبه» والمعنى واضح كما أظن حتى للقراء خارج السعودية. المطلوب أن يضع السياسي العربي ضمن أجندته أو بيانه وتصريحاته جملة أساسية يحرص عليها تحث على التصدي للقوة النووية الإسرائيلية وتوضيح خوفنا. نعم خوفنا منها وخطرها علينا، فهل هذا أمر صعب على السياسي العربي، لو كنت واحداً منهم ومدعواً لكأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا، أي مناسبة لا علاقة لها بالسياسة، لذكرت هذا في كل تصريح. أيسره، القول إنه لا يمكن الاستمتاع بكرة القدم ونحن نتذكر مخزوناً ضخماً من الأسلحة النووية الإسرائيلية جوار بلداننا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على أيها السياسي العربي «خذ على دربك حطبه»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    المطلوب من السياسي العربي ان يقول طيب وطيب وطيب .. وحاضر وحاضر وحاضر .. وابشر
    وابشر وابشر ..وبعدين يروح الملاهي . والله يسوي الطيب . وشكرا

التعليقات مغلقة.