مهرجان الماء

أصبح لدينا مهرجان للماء يقام “شبه” سنوي على طريق الرياض الدمام، احد الأصدقاء صادف وجوده مع بداية فوران المياه نتيجة كسر في أحد الانابيب الرئيسية المغذية للرياض، ولأنه ابن صحراء فقد توقع لأول وهلة وقبل مسافة، أن المنظر لغبار كسارة، ولا الومه، وعندما أقترب وعرف أنها نافورة ماء تشق عنان الهواء عشرات الأمتار، ظن أن نافورة جدة الشهيرة قد استنسخت.
ثلاثون الف متر مكعب من المياه ذهبت هدراً في الصحراء، العجيب أن الحدث وقع أكثر من مرة، يقول رئيس قسم الصيانة بتحلية المياه إنه تم تعميد المقاول ببدء العمل لإصلاح الأنبوب، ياترى هل هو نفسه مقاول آخر كسرٍ تم، أم مقاول الكسر الذي قبله؟، و جريدة الرياض علمت من بعض العاملين أن عمرالأنابيب يتجاوز عشرين عاما، يعني ماعليها لوم وماقصرت الأنابيب، “خوش تخطيط” .
إذا تسربت قطرات مياه من منازل المواطنين والمقيمين لأي سبب حتى ولو كان انكسار ماسورة أو تنظيف خزان فإن وزارة المياة تبادر بقطع الماء وتسجيل غرامة على المتسبب، هذا أمر معروف وطيب،صحيح أنه لايطبق على الكل، في أغلب الأحياء منازل تشرف على أنهار ولا أحد يقطع عنها شيئا بدليل استمرار الجريان.
ماعلينا.
مادامت وزارة المياه تقطع الماء وتغرم المشتركين في تلك الحالات فهي مدعوة اليوم لقطع الماء لمدة أسبوع عن مبناها ومبني المؤسسة العامة لتحلية المياه ، حتى ولو اضطر الموظفون للتيمم، أسبوع كامل من دون ماء لأن المفقود من المياه كان كبيراً، فلا يصح أن تأمر وزارة المياه الناس بالمعروف وتغرمهم وتنسى نفسها، لا تنهَ عن فعل وتأتي مثله، حتى ولو كان الأمر حادثا عرضيا، لأنه في مثل هذه الحالات يطبق على المشترك القطع والغرامة،هذا إذا كنا نهدف إلى الترشيد وتأسيس ثقافة جديدة، فلتبدأ وزارة المياه بنفسها، إلا إذا كانت تعتبر ذلك جذباً للسياحة!.