أهدى لي قارئ كريم إعلاناً في صحيفة خليجية عن توفر “كفرات” للجوال، واندهشت من ان يكون للجوالات “كفرات”!، وبعد تمعن واستعانة بصديق متجول عرفت ان المقصود هو أغطية لهواتف الجوال حيث كتبت الإنجليزية بالعربي، وهذه ليست من لغة الـ “ارابيش” أو بالأحرى الخرابيش وسيلة العرب لعبور الإنترنت، بل هي لغة أخرى يمكن ان أطلق عليها اسماً جديداً هو لغة الـ “عربليزي”!، لكن للدهشة هناك سبب آخر وهو ان تصل “كفرات” للجوال إلى أسواق دولة أخرى قبل سوقنا.
“واعيباه”!، فقد عودنا تجار الهواتف المحمولة في سوقنا.. “المعطاء” على ان يتبع الموديل أخاه الموديل، يتساقطون مثل حبات الغبار كل موديل يمسك بذيل الموديل الذي سبقه، وإذا أردت لدهشتك ان تستمر بل لتفور وتتصاعد فخذ دقائق من وقتك وافتح تلفازك على قناة أوروبية فضائية، من تلك الدول التي تكثر من إنتاج الهواتف المحمولة، ستجد بين طيات البرامج إعلانات لهواتف محمولة من موديلات عفا عليها الزمن في أسواقنا، أنواع نرى نحن أنها قديمة، بل قد يستحي البعض من حملها فضلاً عن استخدامها، فقد يتهم بالبخل أو يوصم بالفقر، مما يدل في رأي البعض على تقدمنا عنهم وتخلفهم عنا!، إنهم ينتجون للأسواق الخارجية ونحن منها ان لم نكن في مقدمتها، أقصد في سرعة دوران السلعة التي هي هنا الجوال، ويمكن من دون مبالغة اعتبار أسواقنا جنة عدن بالنسبة لمستوردي أجهزة الجوال، خصوصاً تلك الماركات التي اكتسحته ورسخت أقدامها فيه قبل ان يستيقظ البقية، وسرعة نزول الموديلات المستحدثة من هذه الأجهزة تتفوق على أجهزة الكمبيوتر، والإضافات التي تحتويها لا تستحق الالتفات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ان معظمنا لا يستخدم من الجوال سوى خدمتين أو ثلاث لا تتعدى الاتصال وذاكرة وتنبيه، ويمكن لك إضافة الرسائل في المناسبات، لكنها الكفرات والاكسسوارات، وما ان يمضي شهر على شرائك جهازاً إلاّ ويتهاوى سعره ليسقط في واد سحيق فينخفض بمقدار الثلث، ثم يصبح لا قيمة له بل لو أردت بيعه لما نظروا إليه بقدر ما يسألون عن بطاريته!؟، وعلى الرغم من ان دخل الفرد لم يعد كما كان في السابق وتدحرج كثيراً إلاّ ان هوس الفخفخة و”المجاكر” مع ارتفاع أعداد الشباب والشابات في مجتمعنا أصبح هو القائد والدليل للتسوق، وللحكم أيضاً على الترتيب الاجتماعي، ولا أحد يسأل ويدقق في مصدر النقود لمواصلة الشراء، وشعارهم.. قل لي ما نوع جوالك أقل لك من أنت!، ولا يمكن لوم الشركات فهي لا تبحث سوى عن الربح، ولا أحد يطالبها بمخزون من قطع الغيار للأنواع السابقة الذي قد يجبرها على كبح حمى الحث على التغيير، وتصل أسعارها عند الصيانة إلى أرقام تجبر على شراء بديل جديد، ويحلو للبعض ان يذكر أو ينشر أخباراً مثل ان سوقنا أسرع الأسواق نمواً في الكمبيوترات أو الهواتف المحمولة ولا يدركون أننا نتيجة لذلك من الأعلى في إنتاج النفايات، وبعض المستوردين حري بهم ان يجعلوا تلك “ميزتنا” الأولى.. والوحيدة!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط