خريج قانون من جامعة الملك سعود بتقدير مقبول، يحاول أن يقبله أحد، بحث في البعثات والتعليم الموازي والخدمة المدنية وصندوق الموارد ومكاتب المحاماة واشترك في تسعة مواقع للتوظيف، والرد الجاهز «المقبول لا يقبل»، لذلك عنون رسالته «مقبول الذي ليس له من اسمه نصيب القبول»، قبل تسعة أشهر أصبح «مراسلاً» في إدارة حكومية براتب 2800 ريال يكفيه نصف الشهر والنصف الآخر يأخذ من والدته المتقاعدة، الآن وبجهود مباركة من وزارة التجارة من يحصل على ضعف هذا المبلغ يستحق الزكاة. صار يوزع المعاملات والصحف على الإخوة المقبولين أقصد الموظفين. «الله يقبلنا»، المصطلحات لدينا لا تعني ما تعني!؟ سيقال هناك جيد جداً وممتاز لم يتوظفوا، لكن التقديرات لا تشير بالضرورة إلى القدرة، لا أحاول التبرير لكن الميدان الحقيقي للفاعلية والأداء هو الإنتاج، إنما على الشاب وزملائه المنتظرين للوظيفة الحكومية أن يطردوا أضغاث الأحلام هذه من رؤوسهم، لا أنصحهم بالبحث عن «تعبير» للحلم، لأن لا أحد «معبر» المسألة، اعتبروه من أحلام «القايلة»، انفثوا ثلاثاً على يساركم. ها أنتم ترون الطامحين بسلك التعليم يُغمى على بعضهم أمام الوزارة. ولماذا نذهب بعيداً، هذا أبوخالد العنزي يكتب عن معاناة مئات من خريجي «فني صيدلة» منذ سنتين وهم ينتظرون – إحسان – وزارة الصحة بتوظيفهم في حين أنها تستقدم أطقماً من الخارج، وقد نشرت الصحف عن أطباء بالأوضاع نفسها.
يمكن أن نكتب إلى ما شاء الله نطالب الخدمة المدنية التي ستحيل الأمر – إذا نطقت – إلى وزارة المالية صاحبة شعار «سكتم بكتم»، لكن لن نتقدم خطوة للإصلاح… الكتّاب في الصحف يكتبون عن هذه القضية منذ زمن بعيد، وزارة العمل أعلنت عجزها، بعض رجال الأعمال يقولون «غثيتونا»، أفضل أمر تحقق خلال السنوات الماضية هو الابتعاث، «شراء الوقت» لعل وعسى!
حسناً ما العمل إذاً؟ الاعتماد بعد الله على النفس، افتحوا أبواباً جديدة في «المخيخ»، الصورة الذهنية الجميلة عن الوظيفة الحكومية أسطورة، لننظر إلى من يأتون من أطراف الدنيا لبلادنا متحملين عناء السفر والغربة و«غثاثة» بعض الكفلاء وتأخير رواتب وينجح الكثير منهم، المحاولة والتجربة، سيقال ليس هناك رأسمال؟ حسناً هناك أبواب جديدة نسبياً اطرقوها، أرسل إليّ محمد عبداللطيف جميل كتاباً ضخماً مصوراً عن تجربة باب رزق جميل، فيه قصص نجاح لشبان وشابات دعمهم البرنامج، الغرض وضع الشباب على الطريق، ليكتشفوا أنفسهم وقدراتهم، ستنجح في ما تحب من الأعمال مع الإخلاص والصبر وطرد الملوث من كلام الناس. وأستغرب – صراحة – أن يشغل مجلس الشورى نفسه بخطة التنمية ويناقش ويطالب بحضور، خطة التنمية واضحة ومكشوفة بعيداً عن المجلدات تراها مختزلة في جملة واحدة «كل واحد يصلح سيارته»، طالع كل جهة حكومية تعمل بمفردها، تستقدم وفي السوق عاطلون، لا تنتظروا… لا تنتظروا، الانتظار مقبرة الأحياء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الا خ ابو ا حمد جزاك الله خيرا وجعل اقداك في الجنه
امين المنطقه الشرقيه ووزير البلديه يستجيب لنقدكم انت والاخ دواد الشريان بموضوع ازمة السكن ويفتح 5 مخططات للبناء
وانا وجهت لك الشكر لا ني اعرف ان هذا الموضوع من افكارك
ونرجو المزيد
استاذنا وحبيبنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الله يهديك ويهدينا معاك يابو احمد مايدروا عنهم ومااحد قلهم انه فيه مئات الخريجين صار لهم اسبوع
وهو مصلوبين في الشارع .. مر واحد مسؤول وشاف هذولا واقفين ومرصوصين في الشارع وتحت
درجة حرارة ملهلبة وتلسع سألهم ايش بهم هذولا واقفين في الشارع ورافعين اياديهم خير ..!!
قالوا له واقفين ينتظروا راعي التميس .. قالهم خلاص وفروا لهم ثمانية افران تميس الي .. مر واحد
ثاني وسأل ايش بهم هذولا واقفين في الشمس مايروحوا يرتاحوا في بيوتهم قالوا له هذولا الله يبارك
فيك مشجعين اسبان ماهم سعوديين وفاضيين بدل مايروحوا يدوروا لهم شغل كورة وكلام فاضي .
مر واحد ثالث وسأل ايش بهم هذولا واقفين في الشمس قالوا له ابدا بنشر عليهم كفر الاتوبيس
والامور كلها عال العال .
وانا اقولك يابو احمد ان ماكبرت مابتصغر وتشوف ان شاء الله .
والسلام ختام استاذي
صباح الخير يابو احمد
والله المواطن مغلوب على امره ماعاد يدرى وش يلحق
الله يعدلها
ع ـالجرح :(
السلام عليكم
بمناسبة التقدير – مقبول –
اذكر في فيلم قديم لسمير غانم في ال الثمانينات ميلادي . تطالبه زوجته بان يبحث عن وظيفة .
وهو لايرضى الا بوظيفة مرموقة ويقول لها : أنا مترخج منكلية الحقوق بتقدير ( مقبول جدا ) عايزاني اشتغل اي شغلانه .
فهذا خليه يضيف جنب مقبول – جدا –
والله المستعان .