ونحــن مـن يحــذرنا؟

نحن رعايا مساكين لا أحد يحذرنا، الشواهد كثيرة على المخاطر التي توجب تحذيرنا من السفر الى بلاد عديدة في أوقات مختلفة، الشواهد أكثر على المخاطر التي تتعرض لها رؤوس الاموال السعودية في الغرب، هل يحتاج الامر الى تذكير بما حصل للكثير منا في الولايات المتحدة وغيرها منذ الحادي عشر من سبتمبر، كان السفر مخاطرة لنا وأُهين أبرياء مثلما يسجن ابرياء الآن في غوانتانامو وغيرها من السجون الامريكية، ولم يصدر تحذير لنا على الاطلاق، صمت عميق والله المستعان.
استراليا حذرت رعاياها من السفر الى المملكة، كان بودي ان تحذر صادراتها ايضا خصوصا الأغنام، بريطانيا حذرت رعاياها، ولازالت حادثة إيقاف رحلات الخطوط البريطانية حاضرة في الأذهان، أوقفوا الرحلات بعد ان انتهى الموسم، وقلت وقتها انهم سيعيدونها، وبالفعل أعادوها عندما جاء الموسم وكان الاستقبال من الطيران المدني بالاحضان، وقالوا شيئا هنا وشيئا آخر هناك، والولايات المتحدة تحذر رعاياها ايضا، ورغم انها تجمد اموالا لأفراد وشركات ودول، وهذا امر خطير للغاية، الا ان لا أحد يحذر رؤوس الاموال السعودية، “لا يكون كل البيض في تلك السلة”!! وامامنا شواهد على تجميد الحسابات لايران وقبلها العراق وحاليا سوريا، ولدينا صور لأبرياء ببدلات برتقالية لم تثبت عليهم تهمة يحتجزون في الولايات المتحدة ولا احد يحذر.
لديا منع فقط اما التحذير فلا يوجد، أتذكر مثلما تتذكرون منع السفر الى تايلند، ورغم ان سعوديين تعرضوا للاعتداء او الاغتيال في حوادث وتواريخ وبلاد متعددة الا أنه لا احد يحذرنا.
هل يعني هذا ان قيمتنا متدنية لا أعتقد، اكون اكثر شفافية لا اتمنى، لماذا يهتم هؤلاء برعاياهم ولا نهتم نحن؟ لماذا يستخدمون هذه الورقة كل فترة للضغط والابتزاز او للتحذير ولدينا اوراق لا نستخدمها، لماذا تأتي هذه التحذيرات بعدما تقدم المملكة شيئاً ما، في الحالة الأولى إطلاق سراح سجناء بريطانيين، في الحالة الثانية تقديم مليار دولار لإعمار العراق، يحتفظون المحرضين لديهم ويحذرون رعاياهم، “وناسه” “لككن من يلومهم؟” المثل الشعبي يقول:
“اللي تغلب به العب به” والسياسة لعبة مصالح، قيمتنا نحن نصنعها وليس الآخرون، الا اذا وضعناهم في ذلك الموضع، عند ذلك سيلعبون بنا وستصدر نشرة الاحوال الأمنية من كانبيرا ولندن وواشنطن، واذا ماعرفنا ان هذه هي دول التحالف او التكالب على العراق والمنطقة، وتذكرنا ان واشنطن تنفذ ما تمليه عليها تل ابيب ولا تحيد عنه، علمنا ان شارون يحكم العالم، قيمتنا بأن “نهتم بنا” حقيقة الاهتمام، ونتعلم منهم ومن طريقتهم ولا نقبل بالمساس بمصالحنا ومنها بل على رأسها مصالح رعايانا، هذه هي الطريقة الوحيدة للمواجهة والا سيكون “الحبل على الجرار” وتركض الفضائيات لبث النشرة الأجنبية للأحوال الأمنية بالسعودية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.