أولويات السفارات

لاحظت خلال الأيام الماضية تزايد عدد المقالات المنشورة عمّا تعرض له مسافرون سعوديون، تجاوزت الكتاب الى آراء قراء. كتب النقيب فهد سلمان الفراج في جريدة «الرياض» تحت عنوان «سفير ولكن» مشيراً إلى بعض الأحداث التي وقعت لمواطنين سعوديين في سورية منها السطو المسلح والاستيلاء على سيارات ومقتنيات، وأبرزها حادثة إطلاق النار على المحامي الشمري. ركّز النقيب محمد على تعليق مسؤول في السفارة السعودية في دمشق، حيث أكد الأخير أن «السياحة في سورية على أحسن حال»! وتساءل الفراج، ومعه حق، هل المتحدث مسؤول في السفارة السعودية في سورية أم في وزارة السياحة السورية؟! هذه الملاحظة الدقيقة هي لب قضية السعوديين المسافرين مع مسؤولين في سفاراتهم، وهو ما نلمسه ولمسناه، في تعليق السفارة السعودية في المنامة على قضية اعتداء رجال أمن بحرينيين على مواطن سعودي، بل ان السفارة أرسلت إيضاحاً لجريدة «الرياض» – يوم أمس – على مقال للدكتور صفوق الشمري، لم أر فيه أي إيضاح حيث عادت لتأكيد المؤكد الذي سبق تأكيده! وفي أخبار الأسابيع الماضية لقاءات للسفير السعودي في المنامة بمسؤولين بحرينيين، لكنه لم يصرح بمعلومة جديدة عن القضية، بل لم يرد على حديث وكيل وزارة الداخلية البحرينية المساعد للشؤون القانونية. أيضاً نشرت الصحف تفاصيل جديدة رواها محامي المواطن السعودي المعتدى عليه في البحرين، وفيها ما فيها بعيداً من «الديبلوماسية».
نذهب إلى لبنان، السفير السعودي في بيروت طالب المواطنين السياح هناك بعدم القلق، وبعد أقل من 24 ساعة تعرض منزل سعودي في لبنان إلى إلقاء قنبلتين!
في جريدة «الجزيرة» يرد القارئ محمد احمد محمود على مقال للزميل جاسر الجاسر فيعود لذكر القصة التي انتشرت تحت عنوان «نحسبه سعودي»، ويشير إلى أنه ينقلها عن صديق لمن وقعت له الحادثة، وكيف إنه تم الاقتصاص له سريعاً بعد إبرازه الجنسية الأميركية، وبحسب ما ذكر صدر حكم من محكمة خليجية – لم يذكر اسم البلد – بسجن 4 رجال شرطة ستة أشهر وإلزام الفندق الذي وقع فيه الاعتداء بتعويض بمبلغ مليون ريال، لا أستطيع تأكيد أو نفي الحادثة لكن محمد محمود يشير إلى تاريخ وقوعها «5/6/2010».
في استراليا حذر السفير السعودي هناك المنقبات من استفزاز الاستراليين، ولم يحدد ما هي التصرفات التي تستفزهم ولم يتطرق إلى استفزازاتهم للمسافرين بتعامل سفارتهم في الرياض، وقصة السكرتيرة السعودية فيها مع السفير منشورة. التحذير متأخر، وقضية النقاب في الغرب مطروحة منذ زمن ولم نر أي تحرك للتعامل معها من الخارجية السعودية أو غيرها.
كل هذا وغيره مما لم يصل للنشر يشير إلى أن حجم المشكلة يتزايد، وأضم صوتي لصوت النقيب فهد الفراج فلو كان السفراء وموظفو السفارات يضعون تعليمات خادم الحرمين الشريفين الواضحة والصريحة نصب أعينهم لتغير هذا الواقع.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على أولويات السفارات

  1. م. وليد عبدالله كتب:

    أ عبدالعزيز
    السلام عليكم،
    اجد نفسي مجبرا بالاشادة الى طروحاتك ومواضيعك المفيدة والصريحة، اسال الله لك التوفيق، منذ فترة وانا اود المشاركة معك بتجارب واراء حول كثير من مواضيعك وساحاول التواصل باذن الله.
    اود ان اشارك فقط باضافة تاكيد الى هذا الموضوع الؤلم، ولما كنت من الدارسين خارج المملكة في احد الدول العربية، لاحظن اداء سفارتنا هناك والذي لا يلاحظ اصلا، كلا مشغول منهم بدراسته واعماله الخاصة وكان لا احد منهم والله له علاقة بك كمواطن. ونرى دولا رعاياها اقل واقتصادها اقل منا، لكن لهم نوادي طلبه وممثلين ومتابعة للجامعة، واما نحن فزوار غريبون، الكلام يسري على السفارة والقنصليات والملحق الثقافي،
    لايسع المجال لسرد قصص، لكن، هي نفس المشكلة، لايوجد امانة ولا اخلاص ولارغبة في رفع اسم وطن او حتى امة اسلامية، الكل نفسي نفسي…
    الله يصلح حالنا واحوال المسلمين.
    تحياتي

  2. أبوعبدالله كتب:

    هلا أبو أحمد . . . لازم تستثني سفيرنا في روسيا_ بعد حادثة دخان روسيا_ ويقول المثل مافيه نار من دون دخان وبعد تكبر وتبان وتسلم.

  3. فهد سلمان الفراج كتب:

    أستاذي العزيز كل التقدير والإمتنان لإستشهادك بمقالنا المتواضع والتأكيد على ما تضمنه من معنى وهذه بحق بمثابة شهادة نعتز بها وتدفعنا إلى مزيد من النقد البناء بعونه تعالى …. للمعلومية أنا من قراء عمودك اليومي وكنت دائماً أود التواصل مع شخصك الكريم ولكن لم تشأ الأقدار …. كل عام وأنت بخير ,,,
    http://alfaraj996.blogspot.com/

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    هذا كله وولي الامر مزكن عليهم ومحرص عليهم والملك بطبعه
    له انسانية نادرة الوجود وبدون نفاق لكن اتضح ان العالم هذه
    ماهم فاضيين للمواطن فاضيين بس لحضور حفلات وندوات
    وعزائم عند صوير وعوير والا مافيه خير .
    والسؤال من يوصل الى ابو متعب هذه المهازل بس وشكرا

  5. مها كتب:

    الأستاذ الكريم السويد
    اشكرك لتحدثك عن قضية كهذة , اذ انني و بصراحة لا أثق ببعض الصحف المحلية! , جريدة لم تغطي خبر كهذا كما تغطي أخبار القبض على.., التبرع بكم .. للدولة الغرغيزية!على اية حال.,في المقابل, نشرت بياناَ بمتانة العلاقات الصديقة و الشقيقة .. و هلمَ جراَ!
    في الحقيقة غالبا ما أتعجب من هذه المعاملة الديموقراطية !. مشاكل المواطن الداخلية و بلعناها !
    . فساد و .. و ..!! لكن أن تصل لدرجة امتهان كرامتة حتى على أيد أجانب” الي ما يشتري يتفرج” .. هزَلت !
    لي قريب يدرس في الولايات المتحدة اشتكى لموظف السفارة بتلاعب جهة تعليمية هناك باخذ المال و كان ردة:”وأنت جايب شي من جيبك”!.
    فكرت لماذا لا يؤخذ السفية على يده في بلد تطبق فية الشريعة الاسلامية !, مثلا لماذا لا يكون هناك عقوبات أو على الأقل “دورات” تؤهل هؤلاء “السفارييون” بأهميتنا ككائن حي اتى من مملكة “انسانية”!. فأدركت انه محال لأنه ببساطة الحجم كبُر ! و صيتة بدأ ينتن ! و المجتمع قد سئم!
    فمن سينورون بدوراتهم بداية ب”سفراء الوطن” و نهايةً ب ” الهيئة ” و ما بينهما كثــــــير!
    فأدركت أن جدتي كانت لا تنطق عن هوى عندما تقول” راح الحيا”!
    الشعوب تمثل ثقافتها , لن نستطيع أن نحظر كل فيديوات اليوتيوب لأن هذا أساء لوطنة , و آخر لبنات بلدة , أو أن نحذر أبنائنا و نتلو عليهم قائمة “يجب و لا يجب” كلما خرجوا بعيداَ !
    الخلاصة , مفاتيح رقينا بأيدينا لو أننا كنا صادقيين فقط مع ذواتنا!
    أوليس التعليم نهضة ؟
    لماذا لا تُدرس أخلاقيات تعامل مع الآخر ؟
    أحترمك ايا يكن لونك , دينك و جنسك !
    بطريقة محببة و بسيطة لنفس الطلبة .
    لماذا يعلقون على المواقع ” أبنائنا” بالسب !,و يغلطون على الآخر بل و يمتدحون أنفسهم , و الناس بدت تنقد :)
    الاماراتي و الكويتي و المصري ,” يعلقون” كلهم ماذا بكم !, بل ان أهل الخليج “قاموا يهايطون” بالمفاراقات علينا -.-
    عفوا على الاطالة استاذنا الكريم لكن أردت بأن أوضح نقطة الأخلاقيات !
    ففي النهاية الفساد و العنصرية و “العنجهيات”….

    كُلها أخــــلاقـــيات!

التعليقات مغلقة.