قد تصاب بالضيق لأنك وجدت حجزا بصعوبة وعندما “تستوي” على مقعدك وتقلع الطائرة تستغرب كثرة المقاعد الشاغرة، السبب أن الخطوط تحب البراح، هي تتيح لك فرصة التمدد على المقاعد المجاورة، لكن الركاب هداهم الله لايقدرون بعد النظر هذا، أما إذا كنت في رحلة مواصلة داخلية فأنصحك باستئجار شقة مفروشة والتأكد من احضار طعام يكفي لأيام في محطة المواصلة، لأن الغاء الرحلات أسهل من إلغاء الحجوزات، وعلى “المتعلقين” التوجه للبوفية على حساب الخطوط، لأنها تعتبر الرحلات كشتات، أما عذر إلغاء الرحلات فغالبا مايعلن والركاب “عالقون” في نقاط المواصلة، لا يأتي قبل ولابعد، فهو مرسوم بعناية لقد أصبحوا في قبضة الخطوط وهذا هو المهم، والعذر ببساطة “ماجت الطيارة” الطائرات في الخطوط السعودية تفكر ولها إرادة مستقلة لذلك يمكن “ماتجي”.
أما أذا كان حظك “مقروداً” وأخذت رحلة عليها مجموعة ركاب من موظفي الخطوط، هنا تصبح الرحلة “كشتة” لاينقصها سوى “المثلوثة” و”اليغمش”، ستشعر أنك راكب زائد عن الحاجة، كأنك دخلت إلى منزل غرباء من دون دعوة، ربما تتوقع أنك جزء من العفش، ولا أنصحك بالمطالبة بأي شيء، الزم مكانك وتأكد من ربط الحزام ولاتنسَ أنك بين الأرض والسماء وللطائرة أبواب كثيرة!.
ولراحتك النفسية لا أقترح عليك النوم على رحلات “شكرا لاختياركم” مهما طالت المدة، لأن الخطوط اختارت مكبرات صوت تقاس هزاتها بالريختر، وهي تفتح نيرانها الصوتية الصديقة وقت مايشاء أفراد الطاقم، وبمنبه يشابه منبهات سيارات الطوارئ ولخطورة ذلك على أذنك الوسطى و”القصيا” استمر متيقظا.
ومنذ عرفت الخطوط السعودية ولديها فريق تفاوضي جوي مهمته المفاوضات العائلية، فإذا جلست في مقعد وسط عائلة فلا تلومن إلا حظك، فريق المفاوضات سيتحول إلى فريق فزعة لإقناعك بإخلاء المقعد، العجيب أن هذا الفريق لايعمل على الأرض، لهذا يشعر راكب الخطوط السعودية أنه مهدد حتى يصل وتفتح أبواب الطائرة، ولاتصدق إذا قيل لك إن حجزك “أوكي” فلها أكثر من معنى “الأوكي” عند خطوطنا معناها “يصير خير” ولاتعرف أين يحل هذا الخير، الأغلب أنك ستدفع ثمنه، ومن أجمل مافي الخطوط حاسبها الآلي، لو حكى هذا الكمبيوتر وجلس على مقعد الاعتراف لربما أمكن تخصيصها بين يوم وليلة، وللخطوط سياسات تسويقية تختلف من منطقة لأخرى، يخبرني الدكتور عبدالعزيز الدهش أن المكتب الحكومي للخطوط في الباحة على سبيل المثال يعلق ورقة تقول إن المكتب لايقبل خطابات التخفيض الصادرة من خارج المنطقة، يبدو لي أن هذا لإكثار الرحلات، فهي مثل الجهات الأخرى تعتبر المناطق جزراً منفصلة، مثلها مثل الوزارات والهيئات، ليعرف الناس أنواع الطائرات التي تملكها خطوط “شكرا لاختياركم” وهذا هو ماتراه في الفروقات بين الخدمة في مختلف المطارات مثلا بين مطار الملك خالد بالرياض ومطار الملك عبدالعزيز بجدة، هذه سياسة تسويقية، وإذا أردت أن تعرف حال الخطوط السعودية جيدا فانظر إلى طريقتها في إدارة مركزها الرئيسي بمطار جدة، لتحمد ربك على السلامة حمداً كثيراً طيباً مباركاً ملء السماوات والأرض ما أن يمس الإصبع الكبير لقدمك اليمنى ارض مطار الوصول.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط