شمعة في زمن تجارة الطب

جرّاح القلب الشهير البروفسور محمد راشد الفقيه بادر بجائزة سنوية للأبحاث الطبية في مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بجامعة الملك سعود، يحصل بموجبها الفائزون على مكافآت من البروفسور محمد الفقيه يتعدى مجموعها 100 ألف ريال، ومعها جائزة أخرى، عبارة عن التكفل بمصاريف أول ثلاثة أبحاث سعودية عن القلب تقبل في مؤتمرات عالمية. أعلن الجائزة قبل شهرين مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بجامعة الملك سعود الدكتور محمد فودة، وسميت «جائزة البروفسور محمد الفقيه».
عرف رائد جراحة القلب المفتوح في المنطقة ببساطته وتواضعه وابتعاده عن الأضواء. كان من الرواد الذين يعلون شأن المهنية في تخصص فريد برع فيه ولمع اسمه عالمياً. حصل على ثلاث زمالات طبية من أعرق الجامعات البريطانية، ودوره في إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأمراض القلب بالمستشفى العسكري مشهود، حيث لاحظ الحاجة وتزايد أعداد المرضى، فبادر بطرح الفكرة ليتبناها ويدعمها أمير القلوب راعي مبادرات الخير الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فيتولى البروفسور محمد الفقيه إدارة هذا المركز لقرابة عقد من السنين ليصبح من أهم مراكز جراحة القلب.
الأولويات في مسيرة الفقيه متعددة، فهو أول أستاذ أجنبي غير مقيم في جامعة هارفارد، وأول من أدخل جراحة قلب الاطفال إلى المنطقة واول من أجرى زراعة قلب للاطفال خارج الولايات المتحدة، وريادة في جراحة صمامات القلب تميز بها. هذا غيض من فيض.
وفي مقال للزميل علي العلولا نشر قبل سنوات بعنوان «ابو راشد» يذكر بدايات عمل البروفسور محمد، عندما وجّه لمستشفى الشميسي بالرياض فرفض الاستمرار لعدم توافر إمكانات إجراء عمليات جراحة القلب في المستشفى، بمعنى أنه سيحصل على راتب من دون ان يقوم بتخصصه، واستمر رفضه لستة اشهر الى ان انتقل الى المستشفى التخصصي، وهناك واجه تعقيداتٍ أخرى لينتقل منه الى المستشفى العسكري. ويمكن لنا مقارنة ذاك الموقف الفريد بزمن الطب العجيب الذي نعيشه الآن، من هذا المعدن لا تستغرب مبادرة الجائزة، وأتمنى على البروفسور ان يكتب سيرته المهنية والإدارية بكل شفافية. للأسف حتى الآن لم نهتم بكتابة السير الذاتية، أقصد بها تلك التي تحمل حقيقة التجربة بكل نجاحاتها واحباطاتها، وهو حالياً وان تقاعد عن الجراحة يقوم متطوعاً بالتدريس في جامعة الملك سعود. إن امثال البروفسور محمد الفقيه يعيدون لنا الامل بمهنة الطب بعد السطو التجاري عليها، وهو يستحق التكريم. ومن هنا أتمنى على مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان وصاحب المبادرات ان يبادر بتكريمه، في هذا تعبير عن فخرنا وامتنانا لواحد منا نرى فيها ما نتمنى ان يصبح الأصل لا الاستثناء.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على شمعة في زمن تجارة الطب

  1. خالد العمري كتب:

    أشوفك با أستاذ عبدالعزيز عشقت الدبل في مفالاتك …لاتكثر في السمبوسك وكل عام وانت والقراء بالف خير

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    مبارك بيتنا الجديد .. ونحن معكم استاذنا في تكريم المجدين والتميزين
    والمخلصين والشرفاء .. لكن تكريم الحرامية والراشين والمنافقين حرام
    والله وشكرا

التعليقات مغلقة.