الأصل في عمل البلديات هو تيسير احتياجات الناس، في رأيي المتواضع ان الحاجات مقدمة على تحسين وتجميل المدينة، ومنذ بداية الصيف الماضي أتابع حماس بلديات امانة مدينة الرياض في ازالة مظلات السيارات الخاصة، واقرأ التحذيرات المكتوبة بالاحمر إنذاراً بالازالة، العذر المعلن هو انها تشوه صورة وجمال المدينة، ومع ذلك فان “شيولات” البلديات تترك المظلات المهشمة على حالها، كأنها لوحة مطعوجة، تضيف جمالا للأحياء، كنت اتمنى أن يتحول مثل هذا الحماس والاصرار على تهشيم مظلات السيارات الى اتجاه آخر اهم وفي بقائه على حاله ضرركبير، الأول اشبعته كتابة وهو إعادة الاعتبار للرصيف، لقد تم استعمار الرصيف من قبل المحلات او اللوحات ومولدات الكهرباء واشجار لا تهذب، والاحظ مثل غيري سطوة المطاعم على الأرصفة، حتى إن بعضهم يقوم بتغيير بلاط الارصفة الى نوع مثيل لما في مطعمه يصلح للجلي وليس للمشي، زلق وخطر على المشاة، الامر الثاني الذي لم يتطرق له احد، حسب علمي المحدود، هو التلوث الضوئي الذي تعيشه مدينة الرياض، لقد اصبحت مدينتنا صاخبة ضوئيا، شوارعنا والمحلات المصطفة تحولت الى بقع لأضواء مجهرة، اضف الى ذلك وسائل الدعاية الضوئية خصوصا تلك الكشافات التي تتجول في سماء المدينة مترنحة يمنة ويسرة، وكأنها اضواء لمدافعات ارضية قديمة، الله يبعد عنا واياكم الشر، هذه الانوار المبهرة ليس لها مقاييس ولا مواصفات وهي خطرة على سلامة السائقين وعلى بصر المشاة، وهذا ما يفسر كثرة مراكز طب العيون ويفترض ان يوضع لها حل، هي في الحقيقة تشوه المدينة وتعطي طابعا صاخبا صارخا طاردا لكل من يرتاد طرقاتها.
أما مظلات السيارات فاعتقد ان الناس بحاجة لها، سيارة الانسان جزء من رأس ماله دفع فيها مبلغا كبيرا، ولابد ان يحافظ عليها، وكلنا لا نستطيع ركوب سياراتنا وهي مشوية بشمسنا الحارقة، هذه هي بيئتنا ويجب ان نتعامل معها، فاذا كانت هذه المظلات داخل الاحياء وشيدت على ارض خاصة لصاحب المظلة او احضر عدم معارضة من صاحب الارض فلا اجد مضرة من وجودها، على الشوارع الرئيسية يمكن النظر في المسألة رغم انني لا ارى في وجودها تشويها، لنبدأ بالرصيف، ولنهذب الاشجار الخطرة التي تحجب الرؤية عن السائقين فتزيد من عدد الحوادث، جانب آخر تهتم به أمانة الرياض حاليا، فقد ارسل لي احد رجال الاعمال انذاراً من البلدية يطالب بازالة لوحة الدعاية الخاصة به على سطح المبنى، اللوحة وضعت بعلم البلدية ويدفع عليها رسوماً، ثم طرأ على البلدية فكرة الازالة، هنا طرد للمستثمرين الذين نطالبهم بالسعودة وامور اخرى واشاعة لعدم الاستقرار على وضع معين، والاستثمار يريد استقراراً.
اذا كان لدى الأمانة خطة جديدة فيجب ان تعلن ويوضع لها جدول زمني مناسب يراعي قيمة الاستثمار في اللوحات اما ان تأتي الامور بهذه الطريقة فهي لا تخدم اقتصاد المدينة ولا تحسن صورتها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط