جرس إنذار… «أكبر من تسونامي»!

حتى الآن لم يستوعب العالم كارثة باكستان سوى بالوصف أنها أكبر من كارثة الـ «تسونامي». الأمين العام للأمم المتحدة وصفها بـ «أنها غير مسبوقة». مفوضية شؤون اللاجئين تقول إنها مهولة و…متواصلة. الملايين من دون مأوى، والوصول اليهم صعب، وإذا أضيفت اليها كوارث أخرى في الصين وروسيا يمكن التخمين بتواصل آثار التغيّرات المناخية.
عشنا في جدة والرياض فياضانات أمطار في الموسم الماضي، لا تقارن إطلاقاً بما حدث في باكستان، لكنها على المستوى المحلي غير مسبوقة. كان الوضع والخسائر في جدة أشد بمراحل مما أصاب العاصمة، أيضاً في المدن الأصغر مثل جازان وما حولها، وظهر خلال تلك الأحداث ضعف واضح في جملة أمور يمكن حصر أبرزها في الآتي:
* انعدام القدرة على توقع الجهات المعنية الكوارث في وقت مناسب يسمح بتقليل الأخطار.
* تردي وتشتت وسائل إبلاغ المواطنين المتوقع تضررهم من كوارث محتملة، وكذلك نقاط تلقي البلاغات من المواطنين.
* ضياع «طاسة» السكان، إذ لا يعلمون ماذا يفعلون والى أين يتجهون، ونتائج ذلك فوضى معروفة آثارها.
* ضعف خطط مواجهة نتائج ما بعد الكوارث.
نتج من ذلك خسائر بشرية ومادية وشلل جزئي، مع انقطاع بعض السكان وعزلهم بفعل الأمطار الشديدة.
وحمدنا الله تعالى أن الأمطار لم تستمر وقتاً أطول، وإلا لحصلت كوارث أكبر.
لاحقاً أعلن عن تشكيل لجان واجتماعات، ولا يعرف إلى أين وصلت تلك الجهود، فهل تبلورت في خطط واضحة تضع لكل جهة مسؤولية محددة قبل وبعد وقوع أي حدث محتمل؟
أيضاً لا يعرف الناس حتى الآن من هي الجهة القائدة في ظروف مثل تلك. صحيح أنها – رسمياً – الدفاع المدني تحت مظلة المجلس الأعلى للدفاع المدني، لكن، من التجربة، اتضح أن إمكانات الدفاع المدني لم تستطع الاستجابة في الوقت المناسب لتلك الأحداث، والشواهد عدة، وهي مع وجودها لا تقلل من جهود الدفاع المدني.
وإضافة إلى ما سبق حول هذه القضية الحيوية التي تمس الحياة والاستقرار أضع اقتراحات:
* الحاجة إلى غرف للتحكم والسيطرة في كل مدينة، وتحديد رقم موحد (للطوارئ) وليس أرقاماً عدة (999 و980 و 940).
* النظر في استخدام مباني البلديات الفرعية لتكون مراكز انطلاق لنجدة الناس فور توقع الكوارث أو حدوثها.
* القيام بتجارب افتراضية يشارك فيها الناس (خصوصاً للأحياء المتوقع تضررها) وكيفية منع الناس من التوجه إلى «الخطر» أو إنقاذ وإسعاف من هم في حال خطر؟
* قياس دوري لمدى جاهزية الأجهزة الميدانية (أفراد – معدات).
* تعيين متحدث رسمي لكل منطقة يكون على اتصال مباشر بين الميدان والتحكم والسيطرة لتوحيد البيانات.
* الحاجة إلى خطة إعلامية لمواجهة الكوارث، وهو دور يجب أن تتضافر في تنفيذه جميع وسائل الإعلام ووسائل الاتصالات قبل الحدث وبعده.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على جرس إنذار… «أكبر من تسونامي»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    كلامك درر يابو احمد ويتوزن بماء الذهب .. ولو بيدي اطبعه واوزعه على الادارات
    المعنية فيه وياليت يابو احمد نزيد عليه شئ واحد وهو اذا تم اكتشاف بعد ذلك قصور
    في اي جهة كانت وعلى قول ابو متعب ( كائن من كان ) نعلقه من رجوله ثلاثة ايام
    يابو احمد المحاسبة ضرورية فيه عالم عندنا جالسة تلعب لعب باموال الدولة وماعندك
    احد بس يطالع فيها وخذها من عندي اذا مااتمسك واحد قطلة من القطل اللي عاثوا في
    الارض فسادا ويتلطش سبعين يوم على وجه ووجه اللي ساندوه مافيش فائدة وترى
    السيل والفيضانات جاية جاية مافي كلام .. امس موقع البي بي سي اللي اتوقع
    فيضانات جدة ثبت تحذيراته من امطار فيضانية على طول الشريط الجنوبي
    من جيزان ووصولا الى ابها وانتهاء بمكة المكرمة والله يستر يابو احمد بس
    مكة الله يحفظها مليانة وطفحانة بالمعتمرين ( وللبيت رب يحميه ) وشكرا

  2. شعلان كتب:

    ملاحظة بسيطة بس

    شفت من سخرية الصدف بالصفحة الاولى بالحياة على اليمين اعلان لذهب ومجوهرات ( لازوردي ) وعلى اليسار اعلان اسلوب الحياة المترفة …( قزاز للاحذية)
    وفي المنتصف صورة طفلة باكستانية في مخيم للمشردين

    الله يرحم حالهم

  3. يوسف الغانم كتب:

    نحتاج فقط الى شي واحد موجود عند الكفار ونفتقده وهو
    الاخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاص في العمل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    ابراء الذمة

التعليقات مغلقة.