“الشباب” والإرهاب

غريب أمرنا نقبض على ثلاثة آلاف متسلل من العراق إلى بلادنا خلال ثلاثة أشهر ولا نسمع حساً ولا خبراً في هذا الشأن، وسلطات احتلال العراق ومن ينوب عنها من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي يلقون التهم على بلادنا بألسنة طوال حداد كلما حدث تفجير في العراق المحتل.
تقول جريدة “الشرق الأوسط” إن معظم المقبوض عليهم يقوم بتهريب الأسلحة والمخدرات.
حالنا مع سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق ينطبق عليه المثل “ضربني وبكى”.. وسبقني بإطلاق التصريحات، وتنقل “الصحيفة” هذا الخبر من مصادر مطلعة في واشنطن، ولم تحدد ماهية هذه المصادر، لكنه عندما يتهمون الدول المجاورة للعراق وخصوصا المملكة تظهر الأسماء والصور.
ماذا نتوقع من سوق للسلاح في العراء طوله أكثر من ثمانمائة كيلومتر، السلاح في العراق برخص التراب، والنظام السابق وزع ملايين القطع منه، فمن المتضرر إذن، وعلى من يقع اللوم، الا يقع على الذي حل حرس الحدود والجيش العراقيين، ومع ذلك نسكت ولا نرد على الاتهامات، والنتيجة المحتملة لهذا المستوى المرتفع من التهريب والمتسللين هو موجة أكبر من الإجرام والإرهاب بحق بلادنا وأهلنا، يعني هذا أن انفجار مجمع المحيا لن يكون الأخير.
ومع مواجهات رجال الأمن المستمرة مع الإرهابيين في الداخل، ومواجهة حرس الحدود للمتسللين تحت أنظار القوات المحتلة للعراق، ندفع نحن وأمننا الثمن.
في ظل هذا الوضع الصعب يأتي بعض منا ويخاطب المفجرين الإرهابيين مطلقاً عليهم اسم “الشباب” كأنهم مجموعة من المفحطين وليسوا جماعات للقتل والتفجير، يقال هذا رغم أن العلماء أسموهم الفئة الباغية. فلمَ هذه الحيادية، لمَ محاولة تلوين الأزمة بلون رمادي. هل هذا من الدين أم من السياسة؟ إن أخطاء وممارسات بعض الأجهزة الحكومية مهما كانت لا تبرر لأحد ان يتخذ موقفاً حيادياً من قتلة، يروعون الآمنين ويستحلون النفس التي حرم الله، ويوفرون الفرصة للأعداء المتربصين صغرت دولهم أم كبرت أن تلعب ببلادنا، إن مثل هذه المواقف من الخطورة بمكان ففيها لون من المسح على رؤوس الإرهابيين وتزيين أعمالهم لهم وأمام العامة.
لقد دعوت قبل أشهر إلى الحاجة لإصدار عفو عام لكل تائب يسلّم نفسه ولم يثبت عليه جرم، وطالبت بالتسامح والرأفة واحترام الكرامة، ولازلت عند دعوتي تلك، أما مع القتلة فلا حياد ولا حوار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.