سقوط الفتيات

هناك حالة تشابه غريبة بين قضية الفتاة الجزائرية التي توفيت في مكة المكرمة نتيجة سقوطها من الدور الـ16 لأحد الفنادق وبين قضية أخرى مماثلة حدثت قبل أسبوع من الأولى، وهي قضية طبيبة سعودية شابة توفيت أيضاً لسقوطها على الرصيف من دور علوي في فندق بالمدينة المنورة، كلتا الضحيتين خرجتا من الحرمين ثم فقدتا ليكتشف لاحقاً وفاتهما سقوطاً من دور علوي في حادثين أشبه بلغز، وفيما تبرز كل يوم تفاصيل عن الضحية في مكة المكرمة غيب النسيان – الصحافي – قضية المدينة المنورة، ربما يكون التشابه مصادفة وربما لا يكون، الله أعلم، ولا بد أن الشرطة في مكة والمدينة في سباق مع الزمن، أمام تحولهما إلى قضيتي رأي عام داخلي وخارجي، ولابد ان تفتح هذه الحوادث المؤلمة ملفات عدة في مقدمها تشغيل المخالفين لنظام الإقامة.
***
تتجه مصر إلى منع الحج لمن أدى الفريضة خلال السنوات الخمس الماضية، وهذا إجراء جيد يتيح الفرصة لآخرين مع ازدحام متزايد، وهو إجراء معمول به منذ سنوات في السعودية للمواطنين، حيث لا يمكن الحج للسعودي إلا بعد مضي خمس سنوات من آخر حجة، وتقول الأخبار إن التأشيرات الممنوحة لمصر هذه السنة زادت عن عددها في السنوات الماضية. بقيت أمور، منها أن يشمل هذا المنع الفنانين والفنانات، والآخر أن تتأكد السلطات المصرية من عدم استطاعة عصابات النشل السنوية المتخصصة من النفاذ، وإتاحة الفرصة للحجاج والمعتمرين الحقيقيين، هذه العصابات، بالإضافة الى الأذى الذي تسببه للحجاج والمعتمرين وللسلطات الأمنية السعودية، تسيء الى صورة مصر والمصريين المشرقة.
***
هذا العام تميز بالكشف عن تبرعات حكومية لإغاثة لبنان وجدت في مستودع بالمدينة المنورة، ولم تعلن نتائج التحقيق رغم مرور مدة غير قصيرة، كما ظهر تأخير جمعيات خيرية في إخراج زكاة الفطر وهي المشروطة بوقت محدد وإلا تصبح صدقة، وملابس قدمت لجمعيات كتبرعات ظهرت – للبيع – في سوق الصواريخ بجدة. يهون الإخوة في الشؤون الاجتماعية من ذلك تارة بالنفي وأخرى بأنظمة ستحد وتغير واقعاً. مثلاً يجرى الحديث عن مشروع « الخير الشامل» وهو مشروع إلكتروني يفترض ان يحقق إشرافاً أوضح على التبرعات لجهة الإدارة المشرفة بالوزارة، بحيث تذهب التبرعات إلى الجمعيات المرخصة. هكذا فهمت من لقاء مع مدير الجمعيات الخيرية في صحيفة «الحياة»، ولا أعتقد أن هذا سيحد من التبرعات العشوائية لأنه يمكن لكل متجول أن يجمع ما يستطيع مع تراخ في ملاحقة المتسولين أو الباحثين عن تبرعات. هذا جزء من المشكلة اما الجزء الآخر فهو حاجة الى تنظيف العمل الخيري مما شابه، وهذا لن يتحقق سوى بحسن الاختيار والمقاضاة المعلنة وعدم اللجوء إلى بند «عفا الله عما سلف».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على سقوط الفتيات

  1. ماجد الرحيمي كتب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أستـاذي الفاضل ابو أحمد، ما يخص قضية الفتاتين أعتقد من نظري أن القضية ليست قضية سقوط من أعلى الفندق، القضية كيف ولماذا صعدت إلى أعلى الفندق أين أمن الفندق عندما صعدت أو الموضوع زبطني وأزبطك، لماذا لا تحاسب إدارة الفندق كاملة أين كاميرات المراقبة، إذا الشغلة لا حسيب ولا رقيب أجل الموضوع خطير في أعلى الفنادق وهذا الا أنكشف لنا فقط ( ما يخص الفتاة السعودية للآسف هذا حال صحافتنا إذا دخل على الخط أجنبي نسينا ابن الوطن ).
    ***
    أعتقد أن المشكلة ليست في عدد الحجاج المشكلة في ثقافة الحجاج يعني عندي مليون حاج متفاهم ويدرك معنى النظام يسهل اداء الفريضة عكس لو يكون عند ألف حاج ما يعرفون الا قوة زحام يصعب السيطرة عليهم.
    يا استاذي عندما كنت حاج كان معي بعض الاخوة من العرب كنت أحياناً أشك فيهم بسبب جهلهم في الدين والمشكلة ما يتقبلون النصح، لماذا لا تقوم وزارة الاوقاف بتوزيع كتيبات عن الحج والعمرة على كل من قدم لإداء هذه الفرائض وبجميع اللغات يوزع عن طريق السفارات السعودية في الخارج ويكون أجباري للحصول على تأشيرة الدخول.
    ***
    بالنسبة للجمعيات الخيرية في نظري هذه أكثر جهة تفقد التنظيم، لو نظمت الجمعيات الخيرية عملها لن يبقى شخص محتاج لماذا لم تقوم الجميعة بوضع برنامج موحد لها تستقبل فيه جميع التبرعات بدل العنصرية كل جمعية لها رقم حساب وكأن كل جمعية لا تنتمي لنفس البلد، يكون برنامج التبرع موحد لكافة التبرعات ويسجل المحتاج في برنامج الجمعية ويعطي بطاقة بعد النظر في حالتة ويصرف لها بمقدار شهري، ووقت الزكاة توزع عن نفس المسجلين في البرنامج وتقيم كل حالة بعد فترات معينة، دون الحاجة إلى طوابير لا تعرف المحتاج من غيره

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    والله يابو احمد الابراج اللي جنب الحرم من يوم ماطلعت ماجاء من وراءها
    الا المصائب .. يابو احمد والله الذي تعالت اسماؤه لو صارت لاسمح الله
    حريقة راح تحدث كارثة لاتحمد عقباها .. كل يوم برج طالع خمسين دور
    وهذت حق فلان والشيخ علان والوزير الفلاني واذا كان هناك من يوجد
    من يقول ايش معنى في امريكا وفي الدول الاوربية يابو احمد الناس هناك
    عندها استعداد شئ غير طبيعي واحنا هنا في مكة المكرمة ثلاث محطات
    للدفاع المدني والسلالم اللي فيها ماتوصل للدور الثاني هذه ناحية الناحية الاهم
    وسائل السلامة في هذه الفنادق معدومة تماما يعني على سبيل المثال لا الحصر
    الشبابيك المطلة على الشارع مفتوحة على مصراعيها وواطية ثالث شئ
    التوعية مفقودة يعني في عقليات سبحان الله العظيم يفكروا انه اللي يموت
    في مكة المكرمة رايح الجنة بدون حساب وتلاقي الحاج او المعتمر راح
    الحرم صلى ركعتين وجاء توجه من الشباك على على الشارع .
    ________
    بالنسبة لتحديد عدد الحجاج وتنظيم من ادى الحج خلال خمسة سنوات فاتت
    منعه من اداء الفريضة طيب هذا حل مؤقت ولنفرض ان مصر وافقت
    بقية الدول هذه حلول وقتية لاتغني ولاتسمن من جوع المطلوب حلول
    جذرية وماهو عيب ابدا ان تشاركنا الدول الاسلامية في الحلول هذا الحرم
    لجميع المسلمين على ان نتحمل نحن التكلفة .. قبل يومين في برنامج بثته
    احدى الفضائيات عن هذا الامر يقول احد المهندسين يفترض وفورا ان
    يتم ازالة اثنين كبلو متر مربع من اقرب نقطة للحرم في نفس الوقت هناك
    ستة ابراج طالعه السنة مابينها وبين الحرم اكثر من مائتين متر .
    _________________________
    النقطة الثالثة التبرعات اللي انكفشت وهي تنباع في المدينة بهذه المناسبة
    كان لكم استاذي مقال قبل كم سنة بعنوان نقاط البيع . المجتمع سمع كلامكم
    استاذي بالحرف الواحد وانا منهم لكن العلة استاذي الجهات الرقابية وخاصة
    اللي تحارب الفساد المالي والاداري ماسمعت الكلام طيب والحل استاذي
    يروحوا يبلغوا مين ويعرفوا نتيجة بلاغاتهم كيف عشان يتفاعل غيرهم
    على الاقل . وشكرا

  3. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    1- بخصوص موضوع سقوط الفتيات فلا يشك أحد أنه اسلوب اجرامي إحترافي وأستبعد حالات الإنتحار
    لسبب بسيط وهو ان المنتحر يكون مترددا ومضطربا ويكتب ما ينفي التهمة عن غيره ،
    حتى لو كانت شخصيات القتلى هنا نساء .
    فالظروف المحيطة تستدعي مراقبة العمال وليس ضخ الثقة بهم !!!
    تصور انهم محل ثقة احيانا من قبل البعض اكثر من المواطن !!!!!

    2- الإخوة من مصر يجون في رجب ( العمرة الرجبية )
    ونستنى يله ( تمليح يا ولد ) رمضااان جاي بعد شهر !
    واذا خلص رمضان قالوا :
    الله ! دا كله شهر واحد وييجي الحج يا مرسي !
    ما نقعد كماان ! أو كمااانه ( اذا المتكلم صعيدي )
    وبهالطريقة تضاعفت نسبتهم التي خصصت للحج !
    وما ذبحنا الا المجاملات والله ! وتركهم على كيفهم ..
    والمفروض المصري ما يكرر الحج الا بعد 25 سنه على الأقل لتتاح الفرصة لغيره من المصريين
    والا 80 مليون كيف يحجون ؟؟ لو تتيح الفرصة كل سنه لمليون منهم فإنك تحتاج على الاقل 40 سنه !
    بلإفتراض ناس تموت وناس صغار تكبر !

    3- بالنسبة للجمعيات الخيرية فلا تبحث عن حل ابدا
    فالمحتالون حلولهم ( إحتيالاتهم ) تتجدد قبل لا تطبق حلك !
    و قبل لا تفكر بــ حلك ! شف من هو بمحلك !

  4. ماجد السويلم كتب:

    اولا احب ان اعترف اني سعودي ولكن من ام مصرية ولي كل الشرف اما ثانيا وهو الاهم احب ان اشارك الاستاذ سليمان الذويخ لا الرأي بل الملاحظات مع مراعات (إختلاف الأراء لا تفسد للود قضي ) فيما يتعلق بموضوع تأخير العمرة والحج عن المصرييين فيما لايقل عن 25 عاما فهذا إن دل يدل على نقص في عقلية الكاتب مع الاسف سواء كان ابو احمد ام الاخ سليمان الذي نسي ان هذه الارض المباركة إنما بنيت وعمرة على يد المصرية هاجر عليها السلام ولا انسا مقولة شهيرة بأن العرب ينتسبون إلى مصر لا العكس بمعنى ان هاجر المصرية ام اسماعيل ابو العرب عليهما السلام ولا ننسى ان مصر كانت هي الدولة الاولى المهتمة بعمارة المسجد الحرام بل ان كسوة الكعبة كانت تأتي من مصر العزيزة انا ارى انه من العيب المخجل ان نتحدث عن بلد بهذا الاسلوب (البلدي) على قولة حبايبنا المصريين

  5. معاذ كتب:

    صورة مصر المشرقة !؟ اي صورة ؟

    اما الحج .. المشكلة عندنا بالاعداد الغير نظامية .. اذا فيه ناس مولودة في مكة من 40 سنة وبدون هوية للحين وبدون ما احد يدور وراه .. وعندهم عيال وعايشين .. المشكلة اصلا في حالة حج ولم يعد .. والمفروض تأشيرات الحج والعمرة تخصص لمصر وغيرها بحد اعلى، يعني مثلا مليون .. لو جاء ناس للعمرة برمضان وما رجعوا .. تخصم من تأشيرات الحج ..

التعليقات مغلقة.