ثقلاء المكاتب

زيارة المنشغلين في مكاتبهم من الأمور الثقيلة بخاصة إذا لم يكن هناك حاجة عملية للزيارة! في الغالب يرحب بك الموظف عند زيارته في مكتبه الحكومي أكثر ترحيباً من موظف القطاع الخاص، والسبب معروف، حتى في القطاع الخاص هناك درجات من شركة لأخرى، مثلاً الشركات المساهمة تشابه القطاع الحكومي، «حلال المساهمين مثل حلال الحكومة»، والأمر حسب ثقافة العمل والإنتاجية واحمرار عيني المدير.
«التبشيك» وتجمعات الأصدقاء في المكاتب المعدة أصلاً للأعمال حالة متفشية، تأتي غالباً على حساب الخدمة وأناس ينتظرون، تجد الموظف عالقاً بين الترحيب والثرثرة وبين أداء المهام، الصورة مكشوفة في مكاتب الاستقبال الامامية تشاهد هناك حالة من التسكع الاداري المعلنة، نكات، قصص عن السفريات، برامج مفتوحة على الهواء مباشرة، اما في المكاتب المغلقة فالامر يختلف، ما يجمع بينهما حالة من الاشتباك الذهني او «الكروكي» بين المجلس الذي تستقبل فيه ضيوفك وموقع العمل، أو بين الاستراحة المسائية والمكتب، كثير لا يفرقون بين المواقع والمهام، ولأن المجاملات هي السائدة يتحول المكتب الى قاعة استقبال، واعتقد ان نسبة مهمة من الموظفين لا ترحب بمثل هذه الزيارات، بخاصة غير المخطط لها، اغلب الزيارات تأتي بدافع البحث عن واسطة أو تسهيل امر، او «لقيت نفسي قريب قلت اسلم»، إنزال مظلي مفاجئ.
في المكاتب المغلقة يختلف الامر فالخدمات افضل، قائمة من المشروبات تطول كلما كبر حجم المكتب ومنصب صاحبه يتوفر معها صحف يومية، «كوفي شوب مجاني مع صلة… عمل»! ولا مضايقات من نظرات مراجعين متذمرة، خلف الابواب المغلقة يمكن تصنيف كل شيء على انه اجتماع، وهو فعلاً اجتماع.. ربما على فراغ. قد يكون موظفو العلاقات العامة هم اكثر المتضررين فعملهم في الواجهة ، نعم هم بالسليقة متدربين على «التصريف» الا ان كثيراً من قواعد التصريف المتعارف عليها قد استهلكت، مثلاً بعضهم يترك المكتب ويخرج الى مكتب آخر، قد ينشغل بمكالمة هاتفية، او يتفق مع سكرتيره على ألعوبة معينة والمجال هنا رحب إلى درجة اعلان ان هناك سيارة صدمت تشبه سيارة الزائر! لعل وعسى ان يفهم هنا «زمن الفهم» يختلف حسب درجة كثافة الطينة فكلما كانت لزجة التصقت بالكرسي اكثر. هذا بالنسبة للزوار من خارج المنشأة اما من داخلها فالامور تكون محرجة، مثلاً بعض الموظفين يفهمون احترام مديرهم لهم خطأ، فتزداد «الميانة» بالمكوث في مكتبه والتذرع باقتراح «بناء» او بقائهم في المجال البصري كإعلان «تحت الخدمة»، اما اذا كانوا من نفس المستوى الوظيفي فالمسألة اكثر صعوبة لأنهم «أصحاب بيت» خرجوا من غرفة النوم إلى المجلس.. «يستطلعون».. الضيوف معك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على ثقلاء المكاتب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    كلامكم استاذنا كله تمام .. لكن يابو احمد السؤال لماذا التبشيك اساسا.
    والجواب وخذها مني يابو احمد وانتم تعلموا بلد ماشاء الله عليكم :
    اي مكتب تلاقي فيه تجمعات وتبشيك تأكد يابو احمد انه هذا المكتب
    اللي فيه الحل والربط وبقية المكاتب كومبارس او انه هذا المكتب
    الوسيط اللي راح يوصلك للباشا الكبير واذا كان فيه بعضا من
    الرقابة الذاتيه يكون التبشيك في استراحة او في بيوت احد الاطراف
    وفي النهاية كل واحد يصلح سيارته . وشركة التأمين خخخخخخخخ.
    وشكرا

التعليقات مغلقة.