فساد

نشرت الصحف قضايا فساد بـ600 مليون – في المدينة المنورة، وقبلها في جدة، مع إيقاف كتّاب عدل في الرياض، وتشير الأرقام الضخمة وسهولة الإيداع في حسابات بنكية من دون حذر، إلى حال اطمئنان عجيبة… متراكمة! بل إنها تؤكّد في معرض التشخيص اتساع الخرق وقمة جبل، الله تعالى يعلم مقدار ضخامته.
لم يكن لهذا أن يتسرب أو «يسرّب» الى الصحافة لولا محاولات وجهود إصلاحية للمكافحة، وفي النشر تحذير، وفي سرعة المحاكمات وإعلان أحكام وتنفيذها ردع.
تنوعت القضايا من تسهيل استخراج صكوك أراضٍ، إلى اشتباه في استيلاء على أوقاف. وتجاوز الأمر – في الفساد عموماً – من اتفاق طرفين إلى شبكة أخطبوطية لها ذراع في أكثر من جهة، بل وصل إلى إنشاء شركات وهمية أو وسيطة تُرسى عليها المناقصات كما نشر عن التربية والتعليم في المدينة المنورة.
تقول الأخبار إن مظاهر الثراء على مشتبه به وخلافات أطراف مستفيدة قادت المباحث الإدارية الى البحث والتحقيق، وربما لبلاغات المواطنين دور.
إنما ضخامة أموال الفساد والأسلوب مع مواقع المتهمين، تؤكد السبات الطويل الذي تعاني منه الأجهزة الرقابية الداخلية في الجهات المعنية، وتلك الأخرى المستقلة. ولا شك في أن الصورة النمطية لبعض القضاة وكتاب العدل أو للمحيطين بهم من موظفين، ساهمت في استفحال الأمر، لنصل إلى أرقام بمئات الملايين من الريالات، والناس يتساءلون كيف لمثل هؤلاء وهم من أقرب الناس إلى الشريعة والدين – كما يفترض – فعل هذا؟ فهل هناك فتاوى خاصة تجيزه لا نعلم عنها؟
منذ فترة غير قصيرة نقرأ قصص تهم واشتباه بأرقام تنافس تكاليف المشاريع العامة – المتعثرة وغير المتعثرة – ومن النادر ظهور جهة تحقيق أو رقابة – علناً – لتتحدث في مؤتمر صحافي، بل إن قضايا فساد في وزارات نشِر عنها ثم اختفت من الشاشة مع وعود نشر نتائج التحقيقات.
يقف الأمر عند أخبار صحافية، ويختفي الخبر وراء الخبر، النشر في غاية الأهمية، وربما يقود إلى فتح ملفات في جوانب أخرى غير مخططات الأراضي والاستيلاء على الأوقاف، لكنه لن يجتث الآفة.
فإذا كان الفساد بمئات الملايين يحدث في دار عدل وقضاء تتعامل بالأوراق، فكيف هي الحال في مواقع أخرى تستقبل الأموال؟ وإذا كانت الحصيلة مئات الملايين تمت بالشكل «البسيط» للثراء غير المشروع، «شد لي واقطع لك»، فكيف هي الحال مع من تشرّبوا أصوله وأساليبه من الغرب والشرق ممن يشبعون الأجواء بالضباب الملون؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على فساد

  1. مراقب صحي كتب:

    الا خ ابو احمد اشكرك على هذا الطرح الهادف والبناء واشكرك على هذه الغيره الوطنيه الصادقه ولاكن ارغب منك كما طرحت المشكله ارجو منك عاده طرح الحلول لا ستئصال هذال الفساد من جذوره
    وانا من رايي ان الحل يكمن في الاتي:
    1-ان المباحث الا داريه وهئيه الرقابه العامه يجب عليها ان تنفتح على المجتمع بانفتاح بمعنى الكلمه بحيث ان المواطن لو
    اراد ان يوصل معلومه واشكوى يقدر يصل الى المسول الكبير قبل الصغير وان يقدر ان يو صل بلاغه بكل يسر وسهوله
    مع طمانتهم بان معلومات المبلغ سريه لايمكن الاطلاع عليها
    2- التعريف الاعلامي لرقم الشكاوي والبلاغات للمباحث الاداريه واستحداث اخر لهيئة الرقابه والتحقيق
    3- مد اليد للمتعاوننين والمتطوعين ونشرها اعلاميا
    4- اعدة هيكلة وتتغير مدراها هذه الادارات والتجديد والتغيير

  2. مراقب صحي كتب:

    الاخ ابو احمد ارجو طرح هذا الموضوع اعلاميا بشكل اكبر ومن خلا ل برنامج العربيه المتالق واجه الصحافه واستظافة مدراء الادارات المعنيه وذالك لتحفيز المواطنين وتشجيعهم لمواجهة هذه الكارثه بكل عزم ومجابهه
    لاني اعتبرها اساس كل المشاكل في هذا الوطن الغالي من بطاله وغلا وغش وتزوير وغير وغيره

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    وسهولة الإيداع في حسابات بنكية / تسهيل استخراج صكوك أراض / اشتباه في استيلاء على أوقاف /
    إنشاء شركات وهمية / وفين في القضاء !!!!!!!!!
    إنما ضخامة أموال الفساد والأسلوب مع مواقع المتهمين، تؤكد السبات الطويل الذي تعاني منه الأجهزة الرقابية الداخلية في الجهات المعنية .. قضايا فساد في وزارات نشِر عنها ثم اختفت من الشاشة مع وعود نشر نتائج التحقيقات.
    جاتني فكرة يابو احمد لايكون الجهات الرقابية تتعامل باسلوب منح الفرص زي لاعب الكورة .. يمنحوهم فرصة واثنين
    يمكن يستحوا والا يخافوا من الله وبعدين يصفر الحكم بلنتي ويطردهم من الملعب .
    اقول يابو احمد نقوم نصلي العصر وبعدين ربنا يفرجها شكرا

  4. حفظك الله ايها القلم الحر …..
    بصراحة الدولة لاتريد محاربة الفساد ابدا …. واكبر دليل ان امين كارثة جدة اصبح وزيرا ؟؟؟
    والفساد الذي يتضرر منه المواطن الغلبان لاتعتبره الحكومة فسادا ابدا …
    وصدقني الاجهزة الحكومية المعنية لم ولن تكشف الفساد والمفسدين… ولكن الحرامية عندما يختلفون تظهر السرقة
    ويتم التضحية بالحرامي الصغير …

  5. مراقب من بعيد كتب:

    هلا بواحمد- يعطيك العافيه على هالطرح- أقول لو المسؤول يهتوي يكشف التلاعب فى جهته ما عليه الا يحط صندوق تلقى الشكاوى ويجيه العلم بلا ثمن .وتسلم

التعليقات مغلقة.