وجدتُ أن هناك أوجهاً للشبه بين الشغالات ومذيعات الفضائيات مع الفارق بينهن في الوظيفة وتماثل في الأخطار، الشغالة تصل الى مطارات الخليج وهي في غاية النحافة يابسة الجلد، تكاد عظام وجنتيها أقصد وجهها تخرج عليك من بروزها، عيناها غائرتان وتخاف عليها أمك أو أمي من أي جهد، ثم لا تلبث بعد مدة يسيرة من التعرف على جغرافية المطبخ.. وتاريخ الثلاجات، لا تلبث ان تصبح فردا من افراد قبيلة البدانة متجاوزة كل المقاييس العمودية والأفقية، ليتطور الأمر ويصبح لها قائمة أكل محددة وشروط خاصة، حتى لا تعود صورتها في الجواز تعبر عنها عند خروجها من دون عودة، يحدث الشيء نفسه لمذيعات الفضائيات مع بعض الاختلافات النوعية منذ لحظة هبوطهن على أرض البث الفضائي، فالوجنات لا تسمن فقط بل تتورد وتتفتح بلمعان صناعي زشبه ببالونة حمراء تتعرض للنفخ كل ليلة وتوشك على الانفجار في اي لحظة، وكأنها تشير الى سرعة الانتقال من زوايا الطحين والعجين الى عمليات الكولاجين، وتتعرض الوجوه لعمليات مسح وردم وتسوية يتم خلالها إعادة هيكلة شاملة لخريطة عنصر الجذب الفضائي، وتتبدل الملابس في تطور ذوقي سريع، ولو قارنت لإحداهن بين اول خروج لها على الشاشة وآخر إعداد وتقديم، لخمنت أن ذلك من أيام الأبيض والأسود، لكنه فارق التوقيت بين فترة الشدة ومعرفة مزايا الشد، ويقال ان صورتك في التلفزيون تزيد من وزنك حوالي الربع 25% عن الحقيقة، وأعتقد انها قد تحسن صورتك بنفس النسبة،، وهو ما يصدم بعض عشاق من يظهر على الشاشات ولا اقول النجوم، لذلك لم استغرب وأنا اسمع حوارا بين اثنين حيث قال المعجب بالمذيعة الفضائية بعد أن شاهدها على الطبيعة بصوت المخدوع.. طلعت قصيرة؟!
فرد شريكه في الإعجاب.. عينك والله الطويلة!
والشاشة السحرية على اسمها فهي تقوم بتلميع كل سطح بكشافاتها الساطعة فتلتم حوله.. الفراشات! حتى ولو كان باستواء سطح القمر، لذلك يتحول كل من يدخل رأسه في تلك الشاشة الى نجم في عيون البعض، يختفي حالما تُطفأ الأنوار، ومثلما كشفت لنا الفضائيات اوجه الشبه بين مذيعاتها والشغالات فقد كشفت ايضا رؤية تلفزيوننا العزيز فقد اصيب بالغيرة وخرجت علينا مذيعات لا هن بالفضائيات ولا بالأرضيات والأقرب انهن “فاضيات” لا علاقة لهن لا بالتقديم ولا بالتأخير، اما مذيعو تلفزيوننا العزيز فهم آخر قادر على المواكبة لذلك تجدهم يتلعثمون عندما ينتقلون للخارج ويصر الواحد منهم على نعت زميله بالأخ او الاستاذ عندما يحيل اليه الميكرفون، وتخاف ان يقول احدهم للآخر.. من معي؟ فهم يريدون أن يكونوا فضائيين الا انهم من غير أجنحة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط