الإعدام هنا وهناك

أعدمت الأميركية تيريزا لويس يوم الخميس قبل الماضي بحقنة قاتلة بعد إدانتها بالتخطيط لقتل زوجها وابنه من طريق الاتفاق مع قتلة مأجورين في حين تم الحكم عليهم بالسجن مدى الحياة، وهي أول امرأة تعدم في ولاية فيرجينيا منذ عام 1912، وأول اعدام ينفذ في أميركا منذ خمس سنوات. المثير ان لويس مشكوك في قواها العقلية، فهي تعاني اضطراباً عقلياً، لم تشفع لها حالتها هذه امام المحكمة العليا، ولم تهتم الولاية ولا المحكمة بالآراء المـضادة التي تطالب بوقف أحكام الإعدام.
في المقابل اجتمع في مدينة الاسكندرية في الأسبوع نفسه «نشطاء» في حقوق الإنسان، «لمناقشة واعتماد استراتيجيات فعالة لإقناع الأنظمة العربية بإلغاء عقوبة الإعدام»، ما يعني أن هناك موجة ضغوط إعلامية مدعومة من الغرب ستظهر قريباً في الأفق متدثرة بحقوق الإنسان، وهي ادعاءات تتغافل عمداً عن حقوق الضحايا والمجتمعات، في الأمن والاستقرار واستئصال جذور الجريمة، وقبلها وبعدها تطبيق الشريعة السماوية التي امر الله تعالى بها وهي عقيدة معظم شعوب المنطقة، وتشارك جهات عدة في ترتيب اجتماعات الضغط هذه منذ أعوام، منها المعهد السويدي في الاسكندرية مع كل من «المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي»، و «المركز العربي لاستقلال القضاء ومهنة المحاماة»، ويرى هؤلاء في تصريحات نشرت عقب اجتماع الإسكندرية، أن حكم الإعدام هو انتقام مؤيد من الدولة وأنه وسيلة غير رادعة لمكافحة الجريمة ولم يذكروا ما هي الوسائل الأخرى الرادعة للجرائم الجنائية الكبرى التي ثبت نجاحها. وأشار بعضهم الى التالي: «إن معظم الدول العربية تعتمد محاكمة كبرى الجرائم في محاكم خاصة غالباً ما تستند إلى اعترافات تنتزع تحت التعذيب ومن دون ضمانات محاكمة عادلة»، ولا شك في أن انتزاع الاعترافات تحت التعذيب امر مرفوض جملة وتفصيلاً ويعد امتهاناً لحقوق الإنسان ودليلاً على ضعف القدرة الأمنية، كما ان ضمان محاكمات عادلة هو امر جوهري لكل متهم إحقاقاً للعدل، والفحص المستمر للإجراءات أيضاً أمر مهم، فهذا مما لا خلاف عليه ويطالب كل عاقل به، الا أن الركض وراء اتجاهات غربية وترك شرائع سماوية او الاستخفاف بها أياً كانت الدعاوى أيضاً أمر غير مقبول.
لم يخف المجتمعون في الاسكندرية تفاؤلهم بنتائج الضغوط على الدول العربية حيث استعرضوا تغيراً في سياسات بعضها ولو بالامتناع عن التصويت ضد قرارات تطالب بإلغاء أحكام الإعدام، وهو ان ثبت أمر خطير سينعكس على الحالة الامنية في تلك الدول، ولو وجهت مثل تلك المنظمات، بما فيها المعهد السويدي، جهودها الى ظاهرة انتقام الدولة الذي تقوم به إسرائيل في فلسطين والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، لكان أفضل للمنطقة ولحقوق الإنسان فيها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على الإعدام هنا وهناك

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الله يبشرك بالخير يابو احمد .. ناقصة وغلقت .. يلغوا عقوبة الاعدام ويلغوا المحاسبة
    ويلغوا الرقابة من اساسه .. وخليها سدح مدح .. وكل مجرم هو وذمته ومن هذا المنطلق
    ندعوا الفاسدين والمغتصبين والمرتشين والقتلة ان يأخذونا شوية شوية يعني يسرقوا
    من فلوسنا بس يخلوا لنا شويتين نبل ريقنا شوية ويستغلوا مناصبهم يوظفوا الحبائب
    بس يخلوا لنا وظيفة لولد واحد الباقين ماهي مشكلة خليهم يصيعوا في الشارع ..
    يارب رحمتك بس .. حدهم وقصر .. والله رحيم بعباده .

  2. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لن اعلق كثيرا ..
    فربنا سبحانه حكم وهو أحكم الحاكمين فقال :

    (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة179
    وقال ايضا :
    {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } الملك14

    ولكم في القصاص حياة ..
    بمعنى ان يجد من يفكر في الإجرام والقتل رادعا ، فعندما يعرف أن مصيره القتل فسيرتدع
    وسيبدأ بالبحث عن بدائل لعل اهمها الهدوء والتفاهم او اللجوء للسلطة لأخذ حقه !
    اما ان يقتل ويسجن فقد يكون السجن طموح هذا المجرم !

    ايضا قطع اليد .. قالوا عنها انها تشويه ..
    ونسوا أو تناسو ان السارق يشوه بيده القذرة كل ما تصل اليه .
    فكان الأولى قطعها وكف شرها !
    ما ذا يريدون منا هنا !؟
    في الصين يؤكل البشر ،
    رأيت صورا للتضحية بأجمل فتاة عمرها 19 في قرية صينية !
    ثم تقطيعها وشرب دمها وطبخها وأكلها !
    الفتاة بريئة ولم تجرم ! وتقام هذه الطقوس سنويا ..
    لماذا لم يتحدث عنها في هيئات حقوق المجرمين ؟!

    الملاحظ ان الضغوط دوما ما تتجه بوصلتها لمن يهاودهم وكأنه في موقف الدفاع !
    اما من يلطم واردهم بسخرية من طروحاتهم فهذا لن يجدوا جدوى من استفزازه وابتزازه !
    عموما ..
    بعض الناس يظن أننا لو طبقنا حكم قطع يد السارق..
    فستجد نصفنا بيد واحدة !! وهذا وهم وخيال !
    فاللصوص شواذ
    ولصوصنا اغلبهم محترفين من سجون الهند وبنقلاديش ومانيلا
    تم استقدامهم كما نستقدم اللاعبين المحترفين !

  3. أبو عبدالرحمن كتب:

    جزاك الله خيرا ونفع الله بك

    في الحقيقة أن نشاطات أغلب المنظمات الدولية للأسف موجهة بأيدي ماكرة لاستهداف المسلمين في دينهم

    وأن تعجب لوجود صدى لهذه المنظمات في مجتمعاتنا الإسلامية فأن العجب أكثر أن تتبنى مثل هذه المنظمات من قبل بعض الشرعيين والدعاة

التعليقات مغلقة.